الإسرائيليون والأمريكيون الملونون

لم يقتصر التخبط والتشنج علي الدولة العبريه وحدها ولكنه طال أيضاً الأمريكيون المتعصبون لها بعد فضيحة الإعتداء على أسطول الحرية والذى كشف عن وجه إسرائيل القبيح لكل الضمائر الحية فى العالم وحتى لأقرب أصدقاءها ومريديها ، وكما جاء بالتقرير القيِّم الذى نشرته جريدة الشروق المصرية فإن ما حدث لعميدة الصحافه الأمريكيه هيلين توماس والتي دفعت ثمن إنتقادها لإسرائيل بعد أن طالبت بعودة اليهود لبلادهم الأصلية ومغادرة فلسطين ، وظهر التشنج واضحاً من المسئولين الأمريكيين السابقين في إدارتي بوش وكلينتون ومطالبتهم بفصلها - وقد فُصلت فعلًا - من صحيفة "هيرست" وبنزع بطاقتها الصحفيه المعتمده في البيت الأبيض ، ولكن ما يلفت النظر هو ما قاله "لاني ديفيدز" المستشار السابق للرئس الأمريكي فقد وصف "هيلين" بأنها إنسانة معادية للسامية ثم ضرب مثالاً صارخا يدل علي سوء فهم وقياس خاطيء تماماً حيث قال متسائلا " ماذا سيكون رد فعل الجماعة الصحفية الأمريكيه إذا ما طالبت "هيلين" من كل الأمريكيين الملونين أن يعودوا لأفريقيا ؟!" فهكذا يفهم المسئولون الأمريكيون الوضع في فلسطين حيث يصورون أفارقة أمريكا كيهود فلسطين وحتي يفهم السيد "ديفيدز" الوضع صحيحًا نسأله سؤال واحداً وهو " ماذا سيكون رد فعل الجماعة الصحفيه الأمريكيه
إذا ما طالب الأمريكيون الملونون بإقامة دولة - ولن نقول دينيه - خاصه بهم دون غيرهم علي أي جزء من أراضي الدولة الأمريكيه ؟! .
لذلك فإن المثقفين والسفراء العرب يتحملون مسئولية إيصال الصوره الحقيقيه والصحيحه
لدول العالم بلغاتهم التى يفهمونها تجاه المشكلة الفلسطينية لأن ذلك تأخر للأسف كثيرا .