ارامل العراق يحلمن بحقوقهن المسلوبة بفعل السياسات الحكومة المستبدة
تقرير خبري : اعداد محمد هادي
تعد شريحة الارامل والايتام من الشرائح العراقية التي عانت الامرين في ظل حكومة يهيمن عليها جملة من السراق والمفسدين ، فقد طالت يد الفساد الارامل والايتام لكي ينظموا الى باقي شرائح الشعب ، و تشير احصاءات متنوعة اجريت على الواقع الاجتماعي العراقي، الى ان نسبة الارامل في العراق تشهد ازدياداً كبيراً ، حيث تشير الاحصاءات الى ان مئات الالاف من الذين قتلوا خلفوا وراءهم 11% من نساء العراق ارامل يقمن بإعالة عوائلهن الان. ويعرب باحثون وناشطون اجتماعيون عن مخاوفهم من ان عدم التفات الحكومة لتحسين اوضاع هذه الشريحة، يجعل من غير المستبعد ان تعاني من مشكلات اجتماعية ونفسية.
فقد اكد تقرير للأمم المتحدة نقلا عن مسؤولين عراقيين ومنظمات مدنية ان ما بين 90 الى 100 امرأة عراقية تترمل كل يوم نتيجة اعمال القتل والعنف الطائفي والجريمة المنظمة في العراق، ويقول مكتب الامم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية من جنيف، ان هذه الارقام قد تكون اقل مما هي في الواقع اذا اخذنا بنظر الاعتبار جرائم القتل الخفية التي يتعذر تسجيلها واحصاؤها.
وتقول الدكتورة كاترين ميخائيل، الباحثة العراقية بواشنطن التي أعدت البحث، ان احدى الإحصاءات تشير الى ان 100 زوجة يفقدن أزواجهن يومياً في العراق،
وكانت وزارة المرأة العراقية كشفت، في 18 حزيران 2011، عن وجود أكثر من مليون أرملة في البلاد، وأعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في العراق، في 24 من آب 2011، عن وجود أكثر من مليون امرأة معيلة في العراق ينفق حوالي 70 بالمائة منهن أكثر مما يكسبن،
و ينقل عن سجلات وزارة شؤون المرأة في العراق: ان هناك 300 الف ارملة في بغداد وحدها الى جانب 8 ملايين ارملة في مختلف انحاء العراق حسب السجلات الرسمية. وهذا يعني ان نسبة الارامل هذه تشكيل 35% من عدد نفوس العراق وانها تشكل نسبة 65% من عدد نساء العراق، وقد تشكل نسبة 80% من النساء المتزوجات بين سن العشرين والاربعين.
وتشير الاحصاءات الاممية ان الارامل في تزايد في ظل السياسات المجحفة وان هناك تقصير كبير من جانب الحكومة تجاه الارامل ، ومن جهة اخرى فقد اكدت عايدة شريف وكيلة وزير حقوق المرأة قالت: "إن المرأة العراقية عانت وتعاني الآن أكثر، وان عدد الأرامل يتزايد بنحو يبعث على القلق فمع هؤلاء النسوة أطفال فكيف سيتسنى لهن إعالتهم وهن اللواتي لم يخرجن يوما إلى العمل؟ واقصد في حديثي ربات البيوت اللواتي يشكلن نسبة كبيرة من الأرامل".
بينما قالت بثينة السهيل رئيسة جمعية الأسرة العراقية التي تساعد نحو 200 أرملة في بغداد "المشكلة الرئيسية التي تواجهها الأرامل هي الفقر... لدينا نساء ترك أولادهن المدارس للعمل من أجل إعالة أمهاتهم." وأضافت: "إن وزارتي المرأة وحقوق الإنسان قصرتا كثيرا بواجباتهما تجاه هؤلاء النسوة ولم تحركا ساكنا".
وبينت ميسون احمد السبعاوي رئيسة جمعية الأرامل والأيتام وناشطة نسوية: "إن ما تمر به المرأة العراقية من ظروف قاهرة بعد فقدانها لمعيلها يجعلنا نقف عاجزين أمام عمق المأساة فهناك نسوة لديهن أطفال معاقون وعائلات اغلبها ترفض استقبالهن وأولادهن أما عائلة الزوج فتتنصل تماما من مسؤوليتها المشتركة مع الزوجة في تربية هؤلاء الأيتام وضغط الحاجة يولد أشياء كثيرة ومعروفة للجميع".
وتصاعدت الدعوات للحكومة العراقية للاهتمام بملف الأرامل بعد ظهور دراسة دولية أكدت أن الأرامل يشكلن نحو 10 في المئة من نساء العراق اللواتي يقدر عددهن بخمسة عشر مليون امرأة، لكن وزارتا التخطيط وشؤون المرأة تؤكد ان أن عدد الأرامل لا يتجاوز المليون أرملة بينما وصلت أعداد الأيتام إلى مليوني يتيم، في ظل غياب قوانين خاصة لحمايتهم وضمان حقوقهم.
الدراسة التي أجرتها منظمة الإغاثة الدولية ومقرها في مدينة لوس انجليس الأميركية حيث أوضحت أن 59 % من الأرامل العراقيات فقدن أزواجهن في أعمال عنف أعقبت غزو العراق بقيادة الولايات المتحدة في عام 2003.
الناشطة جنان العبيدي تشير من جهتها إلى وجود تقصير واضح من جانب الحكومة، داعية إياها إلى وضع برامج دعم كبيرة لشريحة الأرامل وخاصة من حملة الشهادات وذلك من خلال توفير فرص عمل لهن أو إصدار قانون يضمن لهن نسبة من فرص التعيينات، وبإمكان القطاع الخاص والمنظمات الغير حكومية أيضا أن تلعب دورا في مساعدة هذه الشريحة.
ويبقى مشروعاً السؤال عن خيرات العراق وإلى أين تذهب؟ ولماذا لا توظف لسد رمق شعبه وبخاصة أرامله وأطفاله؟ لم تعد الحكومات كما هو ظاهر تبحث عن متطلبات الشعب. ولم يعد مهماً بالنسبة لها أنها وبيدها تهيء لقنبلة موقوتة على الصعيد الاجتماعي في تجاهلها لهذا الواقع. فكان لابد من موقفة حقيقية تجسد الارادة الوطنية لمساندة ودعم شريحة الارامل والدفاع عن حقوقها من خلال المطالبات والوقفات والتظاهرات كما حصل اليوم 24 آب 2012 حيث شهدت اغلب محافظات العراق مظاهرات لأنصار رجل الدين السيد الصرخي في جمعة اطلقوا عليها (دموع الارامل والايتام بسبب سرقات الحكام) وطالبوا خلالها بإنصاف الارامل والايتام وعدم تهميشهم واعطائهم الحقوق المسلوبة بفعل الفساد والسياسات المستبدة .
التعليقات (0)