إشكالية العلاقة بين مدير المدرسة والمرشد النفسي
هو خطة علمية وعملية مدروسة لمجموعة خدمات تتضمن مساعدة المسترشد على فهم ذاته وبيئته وميوله ورغباته واستعداداته وقدراته وطموحاته ومهاراته وحاجاته وهو بذلك يهدف إلى هدف اكبر هو تحقيق الصحة النفسية والسعادة للمسترشد من خلال تعديل او خفض السلوك لكي تسير العملية التربوية بطريقها الصحيح .
ومايمزه عن العلوم النفسية الأخرى انه جزء من علم النفس التجريبي وعلم من العلوم الصعبة وتأتي هذه الصعوبة لأنه يهدف الى تغيير السلوك الإنساني ولكون السلوك الإنساني ثابت نسبيا فانه قابل للتغيير وان الفروق الفردية سمة أساسية في تغيير أي سلوك .
وبذلك سوف يواجه المرشد النفسي وهو المصطلح العلمي الأصح من( الإرشاد التربوي ) صعوبات كبيرة ومشكلات عليه أن يتعامل معها حتى يستطيع أن يقوم بعملية الإرشاد النفسي كما هي ومن هذه الصعوبات هي علاقة مدير المدرسة بالمرشد النفسي واختلاف وجهات النظر التي تجعل مدير المدرسة يتدخل بعمل المرشد النفسي فيحوله إلى كاتب أو ساعي بريد أما إذا كانت شخصية المرشد النفسي شخصية علمية وقوية تكثر شكاية المدير عليه للتخلص منه وهذه الإشكالية قائمة من تداخل الأدوار بين دور المرشد في المدرسة ودور المدير في العملية الإرشادية وسوء فهم الأدوار تنعكس على إخفاق العملية التربوية في المدرسة (الابتدائية والمتوسطة والإعدادية والمعهد ) وهناك أسباب كثيرة تساعد في قيام هذه الإشكالية منها :
1- شعور مدير المدرسة انه المسؤول الأول وعليه أن يتدخل بكل صغيرة وكبيرة دون أن يفهم إن عمل الإرشاد النفسي عمل تخصصي يحتاج إلى متخصص لكي يتعامل مع المشكلات بطريقة علمية وفق دراسة نظرية مسبقة وان وجود المرشد النفسي وجود معارض فيزداد إصرار المدير الى عزل المرشد النفسي وإبعاده عن الهيئة التدريسية والطلبة برفضه تسليم غرفة خاصة به بلا مبرر يذكر .
2- عدم إشراك مدير المدرسة في العملية الإرشادية وهو من اكبر الأخطاء التي يقع بها المرشد النفسي لان مدير المدرسة والهيئة التدريسية او التعليمية هي شريك مهم في العملية الإرشادية من خلال الاستشارة(المرشد عن حال الطالب وبيئته الاجتماعية والاحالة (احالة الطلبة من الهيئة التدريسية او مدير المدرسة الى المرشد ) وعلى المرشد ان يفهم ان العملية الإرشادية هي عملية جماعية اجتماعية وليس فردية او انفرادية بالقرار وان دور المرشد ليس دورا رقابيا بل هو دور علمي بحت .
3- ومن المرشدين من يعد نفسه شاغرا في المدرسة فيكثر من الغياب وطلب الإجازات بمبرر وبدونه . مما يزعج مدير المدرسة ويبعده عن العملية الإرشادية .
لذا على المرشد النفسي ان يؤسس الى علاقة جيدة مع المدير والهيئة التعليمية او التدريسية وهي من واجبات المرشد النفسي التي بدونها لايسير الارشاد كما ينبغي له .
المرشد النفسي
سيد جلوب سيد الكعبي
التعليقات (0)