لا شك أن مصر التي ذكرها المولى عز وجل في كتابه الكريم تمر الآن بمرحلة دقيقة من تاريخيها المعاصر و تتعرض لمؤامرات داخلية و خارجية لهدم الدولة المصرية و إشغالها بفتن داخلية تحد من تقدمها و دورها الإقليمي و الدولي و التكالب على إهانة مصر و رئيسها و شعبها و لعل تأخر النظام في القيام بالعديد من الإصلاحات اللازمة على كل المستويات أدى لإندلاع تظاهرة 25 يناير السلمية الرائعة بمطالب شعبية حقيقية للأسف إستغلها العابثون بمستقبل مصر من الداخل و الخارج حتى تطور الأمر و بدأت أعمال النهب و التخريب و الإحراق للممتلكات العامة و الخاصة و فتح السجون و تهريب السجناء و إنتشار البلطجة وسط غياب غير مبرر لرجال الأمن و الشرطة فإنقلب الحال من بلد الأمن و الآمان إلى الشعور العام بالخوف و الرعب و لعل عناية الله بمصر عظيمة فقد وهب للبلد أبنائها الشباب المصري الاصيل الذين قاموا بلجان شعبية لسد الفراغ الأمني و نشر الطمأنينة في الشارع و المجتمع في أروع صور الإيجابية للمجتمع المصري ، لكن تسارع بعض القوى و الاحزاب و الشخصيات صاحبة الأجندات الخاصة على ركوب هذه الظاهرة الصحية و الموجه الإصلاحية و فرض أجندتها الخاصة مستغلة الظرف الراهن دون مراعاة لمصلحة الوطن و المواطن شئ مؤسف و يعرض مستقبل البلاد للخطر خاصة بعد قام الرئيس مبارك بتغير الحكومة و التعهد بإصلاحات دستورية و إقتصادية و إجتماعية على كل المستويات خلال الشهور المتبقية من فترة رئاسته الحالية و لعل إعلانه بعدم ترشيح نفسه مرة أخرى في خطاب مؤثر و ذلك لتحقيق تداول سلمي للسلطة عن طريق إنتحابات حرة نزيهة يحفظ مستقبل مصر و أمنها هز ضمير كل مصري و مصرية خاصة و أن تاريخ القائد زاخر بالإنجازات فلماذا رفض الحوار مع الحكومة في هذا الظرف القاسي و لماذا الإصرار على الوقوف في ميدان التحرير و نشر الفوضى في المجتمع خاصة بعد أن وصلت الرسالة و لاقت الإستجابة المناسبة من قبل القيادة السياسية و كافة أجهزة الدولة و التي يمكننا البناء عليها حتى نوقف نزيف الدماء و إنهيار المجتمع المصري و ضياع هيبة الدولة و تفاقم الوضع الإقتصادي و الإجتماعي ، إن التمسك بشرط إسقاط النظام و رحيل الرئيس الآن يثعد تشدد في غير محله سيدخل البلد في متاهات المجهول و الضياع خاصة بعد تصاعد الضغوط الدولية على مصر بدأ من قناة الجزيرة سيئة السمعة و إسرائيل و أمريكا و أوربا و إيران و تركيا و حماس و حزب الله و قطر و سوريا هذه القوى الشريرة و غيرها التي لا تريد الخير لمصر و لا لشعبها وجدت فرصتها في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد لتحقيق أجندتها الخاصة و كأن المستقبل صار لإيران و إسرائيل و تركيا يقدمون أنفسهم كوكلاء للقوى الغربية الإستعمارية في المنطقة العربية في ظل إنهيار الدور المصري الذي كان و لازال يعمل لخير الجميع إنها تذكرنا بالفوضى الخلاّقة التي تحدثت عنها كوندليزا ريس وزيرة الخارجية الامريكية السابقة و التي تسعى أمريكا لنشرها في العالم العربي و الإسلامي من فتن و تقسيم و إحتلال و هيمنة حتى يتمخض شرق اوسط جديد تكون فيه إسرائيل هي الدولة العظمى في المنطقة فهل هذا يليق بنا نحن المصريين أبناء أعرق الحضارات الإنسانية لقد آن الآوان لوقف كل أشكال العنف و التظاهر و التخريب و إحلال الأمن في الشارع المصري و العودة فورا للحوار و لحياتنا الطبيعية و الإستقرار الذي يبني مستقبل البلد و يعيد إعمار ما تهدم و إحترق و نعوض ما أصابنا من خسائر في كل المواقع و على كل المستويات داخليا و خارجيا ، إن مصر القوية هي عز للأمة العربية و الإسلامية و غاية كل مصري و مصرية و عربي و عربية .. فهل نحكّم صوت العقل و المنطق و لنكون جميعا أهل خير و صلاح و مروءة لإنقاذ الموقف و نوقف هذا التظاهر و الخراب الآن ... أسأل الله الكريم أن يعز الإسلام و المسلمين و يحفظ مصر و شعبها و أمتنا العربية من كل سوء و أن يجعل المحنة منحة و تقدم و إزدهار .... أشرف هميسة
التعليقات (0)