فارس مشعل التمو لـ«ولاتي»: نظام الاسد سلم الملف الكوردي لحليفه حزب العمال الكوردستاني ولازالت الاجهزة الامنية تتمتع بكامل قوتها وبشكل مضاعف
2012-09-02
خاص ولاتي.نت
حاوره : ازاد جمكاري
ولاتي: بعد استشهاد الناطق باسم التيار "مشعل تمو" حصلت مشاكل كثيرة داخل قيادة تيار المستقبل، وهذه الخلافات أدت إلى الانشقاق، ماهي الحقيقة من وراء هذه الخلافات؟
استغرب الاستخدام الكثير لعبارات ( خلافات - مشاكل ) في كل موضوع يتعلق بالتيار من قبل موقعكم العزيز الذي نقدره, ونحترمه، وأقول بوضوح العبارة تيار المستقبل تعمّد بدماء شهدائه على رأسهم مؤسسه القائد "مشعل تمو" الذي أوصل التيار بنضاله ودمه الحر إلى مكانة مرموقة سياسيا وثوريا على الصعيد الوطني والقومي، لكن بعد استشهاده, الأشخاص الذين تولوا قيادة التيار قادوه بإتجاه عكسي إلى أدنى مستويات الانحطاط السياسي والثوري, من خلال عدّة ممارسات معروفة لدى الجميع, وهي عمليات الفصل الجماعي لأعضاء ونشطاء التيار, وفض حلفائه من حوله بممارسات لا أخلاقية, مهينة لحلفاء التيار، وهذا الانحطاط القيادي يتعدّى كونه مشاكل أو خلافات شخصية كان القصد من ترويجها تحجيم إنهاء دور التيار سياسيا وميدانيا، بل هي أمور مصيرية, تعني آلاف الأشخاص الذين ناضلوا تحت راية هذا الفكر, وقدّموا التضحيات دفاعا عن نهجهم, ناهيك عن دماء قيادات التيار ورموزه التي تستحق منّا الوفاء لها, والحفاظ عليها، لذا تداعى أغلبية أعضاء التيار لانعقاد الاجتماع العام, لإيجاد حلول وانتخاب قيادة جديدة, تنقذ التيار وتعيده إلى مساره الصحيح, ومكانته الوطنية والقومية في العمل النضالي.
ولاتي: هناك اتهامات كثيرة توجه إليكم بأن جناحكم هو الذي فجّر تلك الخلافات؟
اكرر مرة أخرى بأن لاوجود لأجنحة في التيار, بل هي كتلة واحدة متكاملة, ولا مجال لتشكل أجنحة أو حتى ريش، وكون بعض أعضاء مكتب العلاقات سابقا مع الملاحظة بأنه مكتب من مجموعة مكاتب يقوم عليها التيار، لم يحضروا الاجتماع العام ولا يتجاوز عددهم سبعة أشخاص، وتمّ استبعادهم من أي مركز قيادي, مع احتفاظهم بعضوية التيار لا يعني تشكل جناح ثاني ولا ثالث, مع علمنا التام بأن الكثير من المتربصين شرا بالتيار يحاولون التذكير بهذا الموضوع, ودعم هؤلاء الأشخاص للحفاظ على العقلية الأمنية التي تمّ تكريسها لعقود في ذهنية المتسلقين على المقاعد القيادية في أحزاب الحركة السياسية الكوردية, ورفضهم الانزياح عن كاهلها وكاهل أحزابهم، وعندما يتم فصلهم أو تجميدهم من قبل المؤتمرات العامة لا يؤثر عليهم لأنه يكفي اسمهم فقط, ليتم الترويج على إنهم حزب منشق أو جناح كما تفضلتم بتسميته، وهذا ما يميز العقلية المخابراتية السورية في تشتيتها للصفوف والتضليل على النضال الحقيقي, وهي تمارس ذات الأفعال إلى الآن بحق المعارضة السورية عامة, وحتى بين الثوار من خلال آلاف التنسيقيات الوهمية وبين الجيش الحر, من خلال كتائب تابعة للنظام وتحارب ضدّه لغايات التضليل والتشويه وضياع الحقيقة، بحيث تظهر في فترات متعاقبة لتعلن عن تطرف مذهبي أو طائفي أو قومي وبث الخوف من المستقبل لدى الرأي السوري العام.
كذلك الأمر بالنسبة لهذا الجناح الوهمي الذي يدعي إنه تيار يقوم بندوات علنية برعاية جهات حزبية كوردية أخرى، وبأنصار وأعضاء تلك الجهات, ويفتتح الدكاكين السياسية في الداخل على إنها مكاتب للتيار..
ولاتي: اتهمتم في الآونة الاخيرة (ريزان شيخموس ) القيادي في تيار المستقبل بالسيطرة على قيادة التيار، ما المغزى من وراء تلك الاتهامات؟
اعتقد بأن الجواب موجود في الرد على السؤالين الأول والثاني ولا حاجة للتكرار، وأؤكد هنا بأن لاوجود لأي خلاف شخصي مع الأخ "ريزان شيخموس" بل نحن نستند على الأداء السياسي والدور القيادي الذي انيط به، حيث أن الأخ "ريزان" هو موظف في حقول رميلان النفطية التابعة للنظام السوري وتم ترفيعه مؤخراً الى مدير وزيادة راتبه بغضّ النظر عن المكافآت، نكنّ له كل الاحترام ونهنئه على هذا النجاح الوظيفي, ونتمنى له كل الخير في حياته المهنية، لكن التيار كتلة سياسية معارضة لنظام الأسد ويحتاج إلى قادة حقيقين, مستعدين للتضحية ومن غير المعقول أن يقود تيار قاده القائد "مشعل تمو" الذي قدّم كل أنواع التضحيات سواء أملاكه أو حريته وختمها بأعظم تضحية يقدّمها قائد حقيقي لشعبه وليس لحزب فقط وهي دمه، أن يقوده من بعده شخص محافظ غير مستعد لتقديم أي تضحية.
ولاتي: هناك معلومات تفيد بأن الإخوان المسلمين في المجلس الوطني السوري يودون دعمكم ككتلة كوردية داخل المجلس الوطني السوري؟
لا علم لي بهذا التوجه ولم يحدث أيّ لقاء رسمي بهذا الخصوص, على الرغم من أني أسمع أيضا الكثير من الشائعات, كما تسمعها أنت والتي تجعل مني شخصيا مادة لها وآخرها كان أن الأخوان قدموا لي المال وفتحوا لي مكاتب, وهي أكاذيب يراد بها الإساءة الشخصية, لا اكثر ولا أقل، ومصدرها معروف، وتعقيبا فإن الأخوان حزب سياسي سوري ونحن تيار سياسي سوري بغض النظر عن الإيديولوجيات الدينية والقومية, فنحن شركاء الوطن ولابدّ من الإلتقاء والتفاهم حول المستقبل السوري ليس مع الإخوان فقط, بل مع كل الطيف السياسي السوري بغض النظر عن اختلاف الايديولوجيات السياسية والبنية الفكرية.
ولاتي: باعتبار تيار المستقبل عضو في المجلس الوطني السوري، هل استدعيتم للمشاركة في حكومة انتقالية؟
هناك حوارات مع أطراف متعددة بهذا الخصوص, لكننا نرى بأنه من السابق لأوانه الخوض في تشكيل حكومة انتقالية ولازال الأسد ونظامه يحكمون سوريا بقبضة عسكرية، فالأهم بالنسبة لهذه المرحلة هو التركيز على اسقاط الأسد ونظامه بكافة السبل وتحت أي مسمى سياسي جامع، ومناقشة تشكيل حكومة بعد سقوط الأسد لأنه لازال يتحكم بالكثير من خيوط المعارضة من خلال ضغوط حلفائه عليه,ا لذا فأي مشروع حكومة انتقالية لن يرى النور وسيولد ميتا كغيره من المشاريع الوهمية التي تُضلل وتؤخر عمل المعارضة السياسية.
ولاتي: كعضو قيادي في تيار المستقبل كيف تنظرون إلى اتفاقية هولير التي وقعت مؤخرا بين المجلسين الوطني الكوردي وتيار المستقبل؟
لم يكن تيار المستقبل طرفا في اتفاقية هولير وهي لم تتجاوز كونها مادة إعلامية لحدّ الآن لعدّة أسباب أولها عدم توفر النيّة الحقيقة لتوحيد الصفوف لدى اطراف الاتفاقية كما إنها لا تملك أدوات فرض تطبيقها على أرض الواقع, ولازال هناك طرف متابع في سلوكه العسكري وانفراده وتجاوزاته على باقي الأطراف السياسية وعلى المجتمع الكوردي, دون أي رادع أو رقيب أو محاسب, وهو الطرف المستفيد سياسيا من هذه المادة الإعلامية التي جاءت على عجل, تلبية لغايات شعاراتية بالنسبة للطرف الأضعف فيها الذي لم يحدد موقفه من الثورة السورية لحد الآن بشكل واضح وجلي مع خطط عملية لمواجهة المستقبل لذا يأتي تمسكه بهذه الاتفاقية على الرغم من إنه الخاسر الأكبر تهربا من مسؤوليات حقيقية تترتب عليها في مواجهة الواقع الثوري الذي يعمّ كل الوطن السوري, وباعتقادي بأنها ستكشف الكثير من العورات التي سيحاسب عليها التاريخ والشعب الكوردي الذي تفاءل بها وتأمل خيرا, لكنه فقد الأمل مع استمرار الاستفراد, وفرض اجندات حزبية معينة لا تخدم مستقبل الشعب الكوردي وهدفه في التحرر والانعتاق واسترداد الكرامة, كما ان هذه الاتفاقية وغيرها محكومة بالفشل طالما أن شعار وحدة الصف الكوردي أصبح غاية بحدّ ذاته, اشغل الشارع الكوردي ما يزيد عن عشرة أشهر في الوقت الذي يفترض فيه أن يكون وسيلة لتوحيد الجهود لبلوغ غاية الحرية ومواجهة التغير الحتمي في سوريا, وصناعة التاريخ الذي يدون ببطولات وتضحيات الثوار السوريين بكافة مكوناتهم، فقد تمّ تهميش الغاية الواجبة على كل إنسان كوردي يعشق الحرية على حساب تحويل وسيلة توحيد الصفوف إلى الشغل الشاغل, والهدف النهائي والتاريخي للمنجزات الوهمية ومادة الاحتفالات المستمرة من قبل بعض الأحزاب وانصارها بشكل مقيت ومفرغ من أبسط القيم الأخلاقية الواجبة تجاه ما تشهده الساحة السورية من قتل منظم ومجازر يومية تقشعر لها الابدان.
ولاتي: قيل مؤخرا بأنه تمّ تحرير بعض المدن الكوردية، هل هذا صحيح ؟ وهل شاركتم في تحرير تلك المدن؟
لم يكن هناك أي تحرير والامر لا يتعدى كونه بالون اعلامي لاختبار المواقف وتوجيه رسائل اقليمية، بالإضافة إلى تسليم بعض الدوائر غير المهمة لأنصار حزب الاتحاد الديمقراطي لتحويلها إلى مقرات حزبية, بينما الأمن السوري موجود بكثافة مضاعفة في المناطق الكوردية وبكامل قوتها, التي لم يستهلك منها شيء طيلة 18 شهرا من عمر الثورة السورية, حيث سلّم ملف مواجهة الشارع الكوردي لحليفه الكوردي حزب الاتحاد الديمقراطي الجناح السياسي لحزب العمال الكوردستاني, ولازال الشباب الكوردي الثائر يخرج الى الساحات والميادين للتظاهر والتضامن مع باقي المدن السورية المنكوبة, والتي تشهد حالة حرب حقيقية بكافة أنواع الأسلحة الثقيلة من قبل نظام الأسد ولا زالوا يواجهون التضيق والقمع والاعتقال والقتل والخطف كان آخرها عملية اختطاف المناضل جميل أبو عادل رئيس المكتب التنفيذي لاتحاد القوى الديمقراطية الكوردية، نحن نشارك في الحراك الثوري في التحرر من نظام الأسد وحلفائه منذ بداية الثورة وقدّمنا الشهداء والمعتقلين والمهجرين, ولا زلنا صامدين رغم التضليل الإعلامي الموجه من الخارج الإقليمي حول الحراك الثوري الكوردي، وسنصمد إلى أن ننال حريتنا كشركاء حقيقين في الوطني السوري وفي الثورة السورية, سعيا نحو مستقبل أفضل لشعبنا الكوردي خاصة والسوري عامة في وطن ديمقراطي تعددي تشاركي.
التعليقات (0)