مع غروب شمس كل يوم تحمل السيدة السعودية فاطمة أبكر شباك الصيد على كتفيها، تاركة أبناءها الخمسة في المنزل، قاصدة البحر بحثًا عن الرزق الحلال، لتعود لهم بعد العشاء محملة بما جاد به البحر.
ولم تجبر قسوة الحياة فاطمة المقيمة بجزيرة قمّاح، إحدى جزر محافظة فرسان بمنطقة جازان، على تعلم صيد الأسماك وبيعها لتعول أبناءها الخمسة بعد وفاة زوجها فحسب، بل بنت لهم بيتًا لتؤويهم بمساعدة بعض الجيران، بحسب صحيفة الوطن السعودية.
image
وتروي فاطمة أبكر تفاصيل رحلتها من أجل صيد السمك بقولها: "أذهب إلى البحر كل يوم مع عدد من قريباتي ونساء الجزيرة لصيد الأسماك؛ حيث نخرج بعد المغرب من منازلنا ونعود لها بعد العشاء محملين بما كتبه الله لنا".
وتستطرد: "فور وصولنا إلى المنزل نبدأ تنظيف السمك وشقه بالسكين لتأتي بعد ذلك مرحلة رشه بالملح، ومن ثم تجفيفه في الهواء الطلق لعدة أيام بنشره على حبل في فناء المنزل يشبه حبل الغسيل، وحين يصبح جاهزًا نجمعه استعدادًا لبيعه".
وعن نظرة المجتمع لعمل المرأة في مثل تلك المهنة الشاقة، تقول: "العمل في مهنة صيد الأسماك ليس عيبًا، مؤكدةً أن عددًا من نساء جزيرة قماح يشاركن أزواجهن في صيد الأسماك وتجهيز الشباك".
الاستغناء عن الناس
وعن أسباب صبرها على هذا العمل تقول: "لم أكن أجيد هذه المهنة وأصبر على متاعبها لولا خوفي على أطفالي الأيتام. فجميع الأسر في هذه الجزيرة تعيش حياة الفقر والعوز، وأحمد الله أن منحني الصبر عليها ووفقني لسد حاجتي واحتياجات أطفالي بمزاولة هذه المهنة التي أغنتني عن سؤال الناس".
وتضيف: "بعد ممارستي لهذه المهنة، تمكنت من تعلم كل ما يتعلق بفنون الصيد والأوقات المناسبة لإنجاز رحلة صيد موفقة إلى جانب إصلاح شباك الصيد والاهتمام بها"، مؤكدة أنها تشعر مع كل رحلة صيد براحة نفسية واطمئنان على استقرار حياة أسرتها.
ويعيش أغلب سكان الجزيرة في فقر، فمعظم البيوت عبارة عن أكواخ من الخشب بناها المواطنون بجهودهم الذاتية تأقلمًا مع ظروفها.
التعليقات (0)