مواضيع اليوم

يعيشون في حلم أنهم مبدعون

Riyad .

2014-02-13 10:45:08

0

يعيشون في حلم أنهم مبدعون

 نعيش بزمن العولمة والإنفتاح الإعلامي الذي أتاح للجميع إطلاق ما بصدورهم من هموم وآمال كانت مكبوتة وكادت أن تقتلهم , وقبل أن اطلق العنان لقلمي معبراً بحزنه المعتاد عن مشكلة معقده سأبدأ بإراد تعريفات مهمه فعلى ذمة ويكيبيديا فإنالإبداع :إنتاج الجديد النادر المختلف المفيد فكراً أو عملاً، وهو بذلك يعتمد على الإنجاز المرتبط بالموهبة , أما الموهبة فهي :سمات معقدة تؤهل الفرد للإنجاز المرتفع في بعض المهارات والوظائف، والموهوب هو الفرد الذي يملك استعداداً فطرياً وتصقله البيئة الملائمة، لذا تظهر الموهبة في الغالب في مجال محدد مثل الموسيقى أو الشعر أو الرسم وغيرها . أنتهى لا يمكن للإبداع أن يتحقق دون وجود موهبة تدفع بالشخص لأن يبدع ويطلق العنان لقدراتة , فعلى سبيل المثال لا يستطيع أي شخص رسم لوحة إبداعية ذات رسالة وهو لايمتلك موهبة الرسم بإمكانة أن يرسم لكن ما سيرسمة لايرقى لأن يكون إبداعياً ولن يلقى إعجاب أحد ؟ فالموهبة شرط أساسي للإبداع , أما الموهبة فليس لها شرط لأنها غريزة فطرية بالإنسان وكل شخص ميسر لما خٌلق له ويكفي للموهبة الصقل والممارسة لتتطور وتصبح حيه توقد نيران الإبداع ! مع بروز وسائل التواصل الإجتماعي تفتحت الابواب لكل من يرى نفسه مبدعاً , فأزدحم الفضاء الواسع بقاذورات وبأشياء بعيدة كل البعد عن الإبداع الذي هو نتاج للموهبة , فأصبح كل شخص اياً كان جنسة يتقمص دور المبدع فترى مشاهد مخجلة وقصائد ركيكة وتقرأ ما لا تصدقة وكل ذلك بسبب الصراع الذي يعيشه الشخص مع نفسه , فالشخص السوي يعمل بمجال موهبتة يصقلها وينميها ويطورها , أما الشخص الذي يعيش بصراع مع الذات فإنه يحاول البحث عن أي شيء يخرجه من دائرة الصراع يٌريد أن يكون وهو لا يمتلك مقومات ما يٌريده , صراع مع النفس ومع المحيط الذي يعيش به , وعلم النفس مليء بنظريات علاجية لمثل تلك الحالات التي إذا لم تتوقف فإنها ستجلب للمجتمع ولنفسها مزيداً من التعب والإرهاق وقد يتطور الأمر لأن يتحول الصراع والبحث عن الذات لمرض لا يمكن علاجه متسبباً بكوارث داخل المجتمع ؟ حقيقة لا يدركها الباحث عن الظهور او الشهرة اوالمال أن الإبداع يلد من فكرة فكرة بحاجة لموهبة وتطوير ذاتي والإتقان يحقق الإبداع , ولا يمكن للشخص أن يثمرويبدع وهو يتقمص دور ليس بله , فالبعض يتقمص دور الشاعر أو الكاتب أو يحاول ان يكون شاعر أو كاتب فيفشل ولا يعترف بفشله بل يواصل و يستمر ضارباً بعرض الحائط كل الرسائل التي وجهت له ,تقمص الدور أنتج قصائد وكتب وروايات وأعمال لا ترقى لأن تٌسمى أدبية , فازدحمت أرفف المكتبات بغثاء كغثاء السيل وامتلأ فضاء الشبكة العنكبوتية بنفايات فكرية ولدت من رحم تقمص الأدوار والبحث عن الذات ولم تولد من رحم الموهبة والمعرفة , فالمعرفة شرط اساسي لخلق مزيداً من فرص الإبداع , فالشاعر الفطري يحتاج لأن يقرأ دواوين حتى يمتلك أكبر قدر ممكن من الالفاظ التي تجعله يكتب معلقات ويقارع كبار الشعراء ويتفوق بنظمة وتصويرة على جميع الشعراء , وكذلك الكاتب يحتاج لأن يقرأ كتب ومعاجم حتى يصل لمرحلة الإنتاج الغزير الذي يكون نهايتة طريق التأليف أو طريق التحليل والنقد وكلاهما وجهان لعملة واحدة .. قد يمارس الشخص دور ليس له في فترة معينة وذلك طبيعي له ظروفة , لكن أن يصدق نفسه ويستمر في ممارستة فذلك ليس بالطبيعي لان كل ما ينتجه يكون على حساب المواهب الأخرى بالمجتمع وعلى حساب موهبتة الأصلية التي لم يصقلها أو لم يكتشفها وعلى حساب وقته وعمله الاساسي , تعاني المكتبات من العزوف لاسباب متعددة لعل من بينها وجود مواد مكتوبة أو مسموعة لا ترقى لأن يتحمل القاريء عناء القراءة من أجلها , ووجود تلك المواد كان بسبب قفز البعض على شروط الإبداع "الموهبة , المعرفة , مهارات مثل القراءة الخ " مستغلين غياب مجهر النقد الفكري والإبداعي عن الساحة , فلو كان مجهر النقد حاضراً يضع كل شيء تحت العدسة لما أمتلأ الفضاء بمواد الدخلاء متقمصي الأدوار . يعيش المجتمع هذه الأيام نوبة ضحك لا تنقطع , فمقاطع الكيك تتناقل قصائد مضحكة ركيكة مكسرة ومقاطع مخجلة لها أسبابها الدافعة , والمدونات والمنتديات تحتضن مقالات وكتابات ركيكة متشعبة لا تقدم معلومة ولا تفتق ذهن ووالواتساب يحتضن مالا يصدقه عاقل , وكل ذلك بسبب سرعة إنتقال المادة وسهولة إنتاجها وغياب الرقيب الإبداعي الذاتي والرسمي . ليس عصرنا الحالي الوحيد الذي طغى فيه المتقمصون , بل منذ القدم فالعصر الاموي والعباسي من أجمل وأرقى العصور إبداعاً على مستوى المعرفة والتأليف وقول الشعر , ومع ذلك كانا من أكثر العصور سرقة للإبداع فالسرقات الإدبية بالعصر الأموي والعباسي لمن اراد ان يتتبع أخبارها لن ينتهي فهي مسلسل طويل كان باعثة الوحيد حب الظهور وتقمص الشخصية وغياب الرقيب والنقد الإبداعي الأدبي ؟ إذا أراد أي شخص أن يبدع ويصنع شيء يٌفيد المجتمع فعليه أن يطور ذاته وينمي قدراته ويوجه طاقتة نحو موهبتة ليصنع إبداعاً وإنجازاً , فالشاعر بإمكانة نظم قصيدة تغني عن ألف كتاب والكاتب بإمكانة كتابة صفحة واحدة تغني عن الف صفحة وكذلك الرسام والمصور والنحات الخ , فمن كان يمتلك موهبة فاليصقلها بالمعرفة "كثرة القراءة والإطلاع والحوار والممارسة الخ " ولا يشتتها فإن تشتيتها يعني موتها, فكل شخص ميسر لما خلق له والإ كان الأشخاص كما يريدون وأكثر ! بذهني عدة تساؤلات من بينها أين التوجيه السليم للمواهب وإكتشاف الطاقات أين دور المؤسسات التعليمية والتربوية والإعلامية , إلى متى والبعض يتقمص دور لاعلاقة له به ينتج الغثاء ويلقيه بفضاء المجتمع , ماذا يشعر به إلى ماذا يرمي , هل هو حالم بإستمراره أم أنه يتوهم بصحة إبداعة وغزارة إنتاجة , فمن عادات المجتمعات الإستفاقة من الغيبوية وحرق كل غثاء لا يمت إلى الإبداع بأي صله و شواهد التاريخ القديم والحديث على الإستفاقة كثيرة , وقبل إستفاقة المجتمع أتمنى أن يستفيق من تقمص أدوار ليست له ففي إستفاقتة خير للمجتمع ولذاته ؟




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات