يصلي ومؤمن لا يهمني ذلك
مرة بعد مرة يخرج علينا مسؤول سابق أو خبر صحفي كٌتب خطِ عريض ومفاد الأمرين أن ذلك المسؤول كان يصلي ويصوم ويحافظ على تواصله الروحي مع خالق هذا الكون وكأننا كٌنا من قبل نشكك في إيمانه وديانته .
علاقة الفرد بربة علاقة روحية شخصية منسجمة مع طريقة تفكير الشخص ومدى سلامة معتقدة وهذا لا غبار عليه , لا يهم المجتمع أفراداً وجماعات تدين المسؤول وأداء العبادات اليومية فذلك أمرٌ بينه وبين خالقة والنية محلها القلب الذي يهم ويشغل المجتمع بكافة مكوناته هو عمل ذلك المسؤول وإنتاجه الدنيوي فقط , فالمسؤول يتربع على كرسي المسؤولية محاطاً بهموم ومشكلات تخص المجتمع والمجتمع عينٌ ترصد سكنات وتحركات ذلك المسؤول وتقيمه على ضوء إنتاجه وتفانيه في أداء عمله المٌكلف به وليس على ضوء تدينه وحياته الشخصية , في القدم كان الأوائل لا ينظرون إلى تدين المسؤول فتدينه لا يهمهم بقدر ما يهمهم رعاية مصالح العباد والبلاد ومن يقرأ كٌتب التاريخ والسير والحوادث وكٌتب الوعي والتنوير يجد أمثلةً كثيرةً على ذلك السلوك البشري الطبيعي النقي الذي لا يوقفه خوف أو تقديس ونظرةٌ قاصرة فالنظر إلى تدين المسؤول وترك النظر إلى إنتاجيته ومهام عمله نظرةٌ قاصرة قد تكون بسبب طبيعة المجتمع الساذجة أو بسبب محاولات إظهار المسؤول بمظهر حسن بغية إخفاء قصور وأخطاء أو قد تكون كنوع من التطبيل الذي ما يزال العالم العربي متمسكاً به رغم تكاليفه الباهظة , نحن كعالم عربي لسنا من الدول المتقدمة فمحيطنا مثل خليجنا لا فرق بينهما سوى في التضاريس الجغرافية والظواهر المناخية فقط وما يميزنا عن الدول المتقدمة لا ينحصر في أمرٍ معين بل في عدة أمور ومن بينها التركيز على تدين المسؤول وسلوكه الديني وليس على كفاءته وإنتاجيته وأمانته , الدين تعاليم والتدين سلوك وهذا لا غبار عليه لكن المسؤول في الدول المتقدمة قد يكون غير متدين وغير متقيد بدين مجتمعه لكنه متقيد بأنظمة ولوائح ومحاصر برقابة شعبية وإعلامية ينظر إلى المستقبل بتمعن ويركز في مهامه وكأنها فرض عين وهي كذلك في الدول المتقدمة .
صلى المسؤول أم لم يصلي صام أم لم يصم هذا لا يهمني كمواطن بل يهمني ماذا قدم لي وماذا سيقدم فعباداته محصورة بينه وبين خالقة ولا شأن لي بها فهل يكف البعض عن التلميع وإخراج أخبار تستنزف الكثير من الأوراق فمثل تلك الأخبار والأحاديث لا تهمنا كمجتمع غارقٌ في السذاجة والبلادة و يتطلع لغدٍ مشرق !.
التعليقات (0)