يا سوريا افرحي .. فهناك عراقيون اصلاء معك
بقلم / حازم العاني
يبدو ان محنة الشعب السوري صارت محك واختبار للمسلمين وللموقف الانساني الصلب فأما مع نظام بربري سفاك لا يرحم صغيرا او كبيرا يحقق مآرب اجندة خارجية او الوقوف مع شعب مقهور جائع مظلوم . اما الانتهازية وركوب الموج فلا محل لها وخصوصا ان الثورة السوري تعدت السنة ومازال الموقف العربي والاسلامي في موقف متفرج ومراقب لا يحرك ساكنا لا بالقول ولا بالفعل ، الا ان هناك مواقف وآراء حرباوية تتلون حسب المصلحة والمنفعة . وهذا بطبيعة الحال لا يصب في مصلحة الشعب السوري ، لأن الشعب السوري بحاجة الى بلسم لجراحاتهم وبحاجة الى دعم معنوي على الاقل حتى يتيقنوا انهم ليسوا وحيدين في الساحة امام الاستبداد والمؤامرات الاستكبارية .
وقد انتهز الانتهازيون ثورة الشعب السوري لصالحهم خصوصا في العراق ، فقد جعلوا تلك الدماء البريئة سلما لتحقيق مآربهم الانتخابية وحقن للطائفية المقيتة وتحشيد للعاطفة العمياء ، فوقع السوريون فريسة بين فكي الانتهازية والظلم والاستبداد . ولم نر موقف اسلامي او عربي يدعم الثورة المباركة ، وحقيقة الامر انا في نفسي وصلت الى مرحلة الجزع حتى آيست ، ويا ولهي على اخواننا السوريين ويا حسرتي !! هل ثورتكم تختلف عن باقي ثورات الربيع العربي ؟ وهل دمائكم وشهدائكم غير الشهداء وهم ليسوا من البشر ؟؟ ولماذا هذا التآمر والمكر والنفاق مع سوريا ؟؟ لا اعلم !!
ولكن جاء ذلك الموقف المرتجى ، حيث انبثق موقف انساني واسلامي رصين ،وجاء في مرحلة انطمست بها الروح الاسلامية والضمير الحي ، حيث كان بيان 81 (الموت ولا المذلة .. هيهات منا الذلة) لرجل الدين الصرخي وهو رجل مرجع عراقي لم يظهر على الساحة الاعلامية الا قليلا وطبعا لا الومه فالآلة الاعلامية صارت تجارة وتسيس لهذه الجهة او تلك حسب المصالح والمنافع والدفع الاكثر ، فقد كان البيان صرخة حق بوجه الطواغيت السوريين ومن يقف من ورائهم فقد اعتبر الصرخي ان ثورة الشعب السوري هي تطبيق حي لثورة الامام الحسين (ع) على اعتبار ان الحسين في المفهوم الشيعي خرج ضد الظلم والطغيان ، ولكن رب سائل يسأل :- اين موقف البقية ممن يدعون انهم حسينيون ويبكون نهارا وليلا ؟ لا اعلم !!
واصر الصرخي ان الثورة السورية ليست ثورة طائفية ولا مسيسة بل هي ثورة شعب مظلوم وجائع ومضطهد يحلم بمستقبل واعد بعيد عن الديكتاتورية والاستبداد والظلم ، ومن اجمل ما اكد عليه الصرخي ان من يدعي التسنن والتشيع وحتى العلوية هم لا يمثلون مذاهبهم بل يمثلون سياسة المكر والخداع والانتهازية ، وفعلا فالتقهقر الذي أُصيب بيه قادة السنة عجيب وغريب .
ولكن من المؤسف ان حتى القنوات التي تدعي انها تآزر وتقف مع الثورة السورية اصرت على تهميش الصرخي وبيانه وكانه بيان ذا مصلحة شخصية ، بل ان ترجمة الموقف هذا في الموقف الفعل على صعيد المظاهرات التي اجراها الصرخيون في الاسبوعين المنصرمين هي دلالات واضحة على التأييد المطلق والذي لا يشوبه المنفعة !! وقد عد بعض المحللين السياسيين والاسلاميين الاصدقاء ان تهميش بيان 81 هو ضمن سلسلة المؤامرة الاستكبارية على الشعب السوري . وحتى بعض المواقع المغرضة انتهجت نفس النهج الا القليل الذي رعى الثورة المباركة .
ربما البعض يكيلون لي التهم اني شيعي الهوى او صرخي الهوى ، وينسون الموقف الاصلي وينسون اخوانهم السوريين وما يمرون به من محن ومصائب لم تجر على اي بلد وان فعلوا هذا الشيء فهم واهمون وجاهلون جدا فنحن وان اختلفنا فهناك ثوابت وروابط تجمعنا واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ، فعلينا كعرب واسلاميين ان نقف موقف حازم مع الصرخي وان نأيد موقفه الثمين مع اخوتنا السوريين وان ندعم انصاره في المطالبة بإزاحة نظراء الاسد في العراق والذين يسيرون بنفس النهج ونفس الاجندة الخارجية الشرقية والغربية .
1- 10 - 2012
التعليقات (0)