يا أمة ضحكت....
اطلعت قبل عدة أشهر على نتائج بحث أنجزه خالد سعيد ربايعة من " مركز أبحاث المعلوماتية " في الجامعة ا لعربية الأمريكية بفلسطين. وقد تضمن البحث المذكور دراسة مقارنة بين واقع البحث العلمي في العالم العربي و اسرائيل. واعتمد الباحث على احصائيات دقيقة من مصادر مختلفة أهمها منظمة اليونسكو. ولننتبه أولا أن المقارنة ليست بين اسرائيل ودولة عربية بعينها، كما لا تتعلق أيضا بمقارنة بين اليهود و العرب، بل تتعلق بالدولة العبرية وحدها في مقابل كل الدول العربية مجتمعة من الماء الى الماء. واليكم بعض الأرقام الصادمة:
- تحتل الجامعة العبرية في اسرائيل المرتبة الرابعة والستين (64) بين أفضل الجامعات العالمية، بينما لا يرد اسم أية جامعة عربية في قائمة الجامعات الخمسمائة الأولى في العالم. ( ربما حدث خطأ في الترتيب. لأنه من المؤكد أن الجامعات العربية ستصنف بشكل أفضل لو كان الترتيب تنازليا.).
- أنفقت اسرائيل سنة 2008 على البحث العلمي ما مجموعه تسعة (9) مليارات من الدولارات. وهو ضعف ما تنفقه أمة العرب قاطبة.( ولله في خلقه شؤون).
- تنفق اسرائيل 4.7 في المائة من انتاجها القومي على البحث العلمي ( وهي أعلى نسبة انفاق في العالم)، بينما تنفق الدول العربية مجتمعة 0.2 في المائة. (كل يغني على ليلاه).
- سجلت اسرائيل 16805 براءة اختراع عبر التاريخ العلمي. أما العرب فيملكون 836 براءة اختراع ( ما شاء الله). وهو عدد أقل مما سجلته اسرائيل في سنة واحدة. ففي 2008 تم تسجيل 1166 براءة اختراع اسرائيلية في الوقت الذي اتحد فيه العرب ( وفي الاتحاد قوة) من أجل بلوغ 71 براءة فقط. ( اسم على مسمى).
- تم منح جوائز نوبل لتسعة (9) علماء اسرائيليين تقديرا لمجهوداتهم العلمية، بينما انتهى مخاض العرب أجمعين بولادة شخص واحد فقط فاز بالجائزة ( نتكلم عن العلم يا سادة) هو المصري أحمد زويل. والذي فاز بنوبل لأنه يشتغل بخبرات أمريكية وليست عربية. ( شماعة هجرة الأدمغة ).
تمثل هذه الأرقام غيضا من فيض. وتجيب لمن يحتاج الى جواب عن سؤال المساهمة العربية في الحضارة الانسانية. وهذه الأرقام الصادمة تعبر بكل واقعية وصدق عن الحجم الحقيقي الذي يحتله العالم العربي في خارطة العلم. وحصيلة العرب هذه تشير الى أن التفكير العلمي ليس من اختصاصهم، وأن التوجه نحو المعرفة العلمية لمواكبة العصر، وايجاد موطئ قدم بين الكبار هو آخر ما يمكن أن نصادفه في أجندة السياسات العربية.
ان العرب يعيشون خارج التاريخ بكل المقاييس. فهذه هي حقيقة البعبع الاسرائيلي. وهي واقع وليست خيالا. فنحن أمام دولة منظمة وماسكة بزمام العلم تماما، مثلما هي كاتمة لأنفاس العرب، الذين يبدو أن لعنة معروف الرصافي مازالت تطاردهم... نم هنيئا أيها الشاعر فهم في سباتهم خالدون...
محمد مغوتي.13/04/2010.
التعليقات (0)