الرئيس أوباما فشل في تنفيد وعوده الكثيرة ولو إستمر في تعديل وتأجيال برامجه لأصبح من رؤساء امريكا الفاشلين الذي لن يتمكنوا من الحصول على ثقة الشعب الأمريكي لفترة ثانية. ولهذا ليس غريبا ان تتضاءل شعبيته في فترة لا تزيد عن ستة أشهر . الرئيس اوباما خلف الرئيس بوش الذي تدنت شعبيته في أواخر عهده لكنه إستطاع أن يفوز بفترة ثانية وحقق إلى حد بعيد ما وعد به . فقضى على صدام وحرر الكويت من الاحتلال وقضى على طالبان وارسل بن لاند وأتباعه إلى الجبال ليعيشوا رعاة للمعز مطاردين منقوات الغرب وأخوانهم المسلمين بعدما حرمهم من الحكم والسلطان .وأنتقم لبلاده الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن تعرضت لأول مرة في تاريخها لهجوم في عقر دارها وعلى أعلى ركائز قوتها العسكرية والقتصادية . ووقف في وجه توسع روسيا في مناطق الأتحاد السوفييتي السابقة . وفي الشرق الأوسط نادى بقيام الدولتين ووقف المستوطنات ولكنه بعد أن رضخ العرب لأسرائيل وفتحوا ابواب التعامل معها وتوالت الأعترافات العلنية والسرية بها . وإنقسم الفلسطنيون عل أنفسهم . ترك بوش لأسرائيل العنان عسى أن توقظ العرب من سباتهم الطويل لأجبارها على التفاوض فهو يعرف أنه لن يستطيع رئيس امريكي الضغط على إسرائيل أو إجبارها على قبول حل لا ترضاه .وفي نفس الوقت روض الحكام العرب وجعل من الأنظمة العربية مطية لأمريكا يحاربون تحت لوائها ما سماهم بالأرهابين أي كل من يتحمس للأسلام والجهاد في سبيل تحرير أرض الأسلام لا فرق بين مكافح في سبيل تحرير بلاده من الأحتلال او الهيمنة الأستعمارية يمكن التفوض معه . وبين مجرم من قطاع الطرق من أجل كسب المال والابتزاز . حتى أصبح المسلم يخاف أن يذهب إلىالمسجد خوفا من إتهامه بالأرهاب . وكل مسلم إلتحي أو لبست مسلمة الحجاب يتابع ويصطهد في كل البلاد الأسلامية والعالم . الزعماء يخلدون بما قدموه لبلادهم وهو يسبق دورهم الدولي في خدمة الأخرين . وأليس ما قدمه الرئيس بوش نصرا للمسيحية والغرب وأمريكا. وهل يلام من حمى دينه وبلاده وا خضع الأخرين . أقول هذا وأسف لهذا الخدلان وخضوعنا الكلي والتسليم لقوى الأستعمار وتمكين بوش من تحقيق وعوده وسيطرة الغرب وأمريكا من جديد على العالم الأسلامي من المحيط إلى المحيط فاعاد الأستعمار الغربي بوجهه الجديد القبيح . أما أوبا ما وسياته الشرق أوسطية.فرغم ترحيبنا بالرئيس أوباما خاصه انه إبن لأفريقي مسلم عاش حياة كفاح في المجتمع الأسود الأمريكي ولمبادئه ودعواته التحررية في حملته الانتخابية , كنا نشك في قدرته على الضغط على إسرائيل لتغيير موقفها وسياساتها . و اليوم تحقق هذا الشك .لقد وجد العرب فيه املا عندما طالب في جامعة القاهرة بقيام دولتين دولة فلسطينية ألى جانب دولة إسرائيل , كما طالب بوقف توسع المستوطنات الأسرائلية في الضفة الغربية . ورغم أن ما طالب به ليس جديدا فقد طالب به الرئيس بوش قبله وغيره من رؤساء أمريكا السابقين . لكن العرب وجدوا في تصريحاته ضوءا أخضر للوصول إلى حل لقضية مضى عليها ستون عاما منذ مشروع التقسيم واكثر من قرن منذ قيام فكرة إنشاء إسرائيل . وقد تضاءل أمل العرب بعد خطاب رئيس وزراء إسرائيل نتانياهو الذي أصر فية على إستمرار توسع المستوطنات الحالية الطبيعي ونطق بالدولة الفلسطنية بعد أن أفرغها من معناها كدولة وهو حكم ذاتي لدولة غير مسلحة محاصرة برا وبحرا وجوا وأشراف أسرائيلي على الأمن بداخلها وعلى علاقاتها الخارجية !!!!؟؟ ورغم ذلك أستمر أمل العرب في الرئيس أوباما للضغط على إسرائيل لتغيير موقفها , لكن العرب فوجئوا بتصريحاته في أوربا بعد محاضرته في القاهرة إلى الصحفيين بأنه لن يفرض أي حل على أسرائيل وأنه مقابل طلبه من إسرائيل وقف الأستيطان وقيام دولتين متجاورتين طالب العرب أيضا بالأعتراف بأسرائيل الشئ الذي لم يتعرض له الأعلام الغربي رغم أهميته حسب قوله . كما رحب بعد ذلك الناطق الرسمي للبيت الأبيض بتصريح ناتنباهو وقبوله مبدأ الدولتين. وكررت المسز كلينتون وزيرة خارجية أمريكا في تصريحاتها الأخيرة ما قاله أوباما حول وقف توسيع المستوطنات الأسرائلية وهي دائما تصر على القول أن هذا ما يراه الرئيس أوباما كأنها تعبر عن رأي لا يمثلها ولا يمثل دولتها بصفتها الناطقة الرسمية للسياسة الأمريكية ,حتى لا تتعرض هي نفسها لنقد اللولب اليهودي . وأضافت بان الولايات المتحدة تقدر الصعوبات الداخلية الشديدة التي تصل إلى درجة الأستحالة التي يواجهها رئيس الوزراء ناتنياهو لاقناع الشعب الأسرائيلي بوقف المستوطنات . ولهذا على الدول العرب تقديم المزيد من الضمانات حتى يستطيع ناتنياهو إقناع الشعب الأسرائيلي لقبول ذلك , ومن هذه الضمانات أعتراف كل الدول العربيةبأسرائيل وأن تقوم الحكومات العربية باقناع الشعوب العربية بتقبل إسرائيل كدولة صديقة بينهم , أي تطبيع كامل شامل رسمي وشعبي مع إستئناف المفاوضات بدون قيد أو شرط ودون ألتزام أسرائيل بوقف تهويد كل القدس كعاصمة أبدية لأسرائيل أو عودة اللا جئين أو توسيع المستوطنات مع السماح باقامة 2500 وحدة سكنية جديدة لمواجة التوسع الطبيعي حسب تصريحات إسرائيل الرسمية , الشئ الذي لم يتجرأ رئيس امريكي سابق على طلبه من العرب . وهكذا إستطاعت إسرائيل أن تضغط على إدارة الرئيس أوباما لألغاء ما وعد به , و تقنعه بتبني دعوة اسرائيل إلى الأعتراف العربي بها والتعاون الأقتصادي والامني معها ضد الخطر النووي الأيراني , وحل مشكة اللاجئين الفلسطنيين خارج إسرائيل في الدول العربية, وإستئناف التفاوض على إبقاء الوضع الفلسطيني على ما عليه الأن والقضاء على الأرهاب بما يعرف بالمقاومة الفلسطنية والعربية . والغريب إنه لم يصدر أي تعليق أو إستفسار رسمي عربي عن كل هذه التصريحات التوضيحية التي أعقبت محاضرة الرئيس أوباما في القاهرة , مما يبعث على الأعتقاد بأن بعض العرب إن لم يكن جلهم يوافقون على تعديل مبادرتهم بما يتمشى ومطالب إسرائيل كما عبرت عنها هذه التصريحات الأمريكية والأسرائلية الأخيرة . ولكن رغم الترحيب العربي بتصريحات أوباما فقد جاء الرد الأسرائيلي على لسان ناتنياهو ردا على طلب للولايات المتحدة بأيقاف العمل في مشروع بناء لتهويد مدينة القدس بأن إسرائيل لن تقبل من أي كان التدخل في حق اليهود في بناء مستوطنات في يهودا والسامرا لأن ذلك يتعارض مع الدين اليهودي بالنسبة لليهود ولا تسمح به القوامين السارية في إسرائيل . وعند الصباح صمت الرئيس أبوما عن الكلام المباح . . فسلام على فلسطين وسلام على العرب .
طباعة الموضوع حفــظ الموضوع المفضلـة أرسل المــوضوع Face Book أبلغ عن إساءة
________________________________________
________________________________________
أضف تعليـق على الموضوع
التعليقات (0)