مواضيع اليوم

وجع الموت


بقلوب مؤمنة بقضاء الله عز وجل الحي الذي لا يموت ، نتقبل موت الأحبة ، برضى وحب ، ونحن نشيعهم إلى مثواهم قبل ما الأخير ( فمثوانا الأخير كبشر ، جنة أو نار ) وبهذا سيكون من الخطأ أن نقول مثواه الأخير .هي مرحلة انتقالية ما بين حياة الدنيا وحياة الآخرة ، تسمى ( حياة البرزخ ) بغض النظر عما لا يؤمن به البعض ، فجميع الديانات حتى الوضعية منها تؤمن بالآخرة والحساب والعقاب ، ( كانت تلك معترضة اقتضتها الحاجة في معرض الحديث - فعذرا ).
نعم نشيعهم بقلوب تعتصرنا حزنا ولوعة وأسى ، ولكننا ونحن في قلب الحزن .. كمسلمين نتذكر قول السلف : كل مصيبة بعدك يا رسول الله تهون .. نتذكر مصابنا في موت خير البرية ... فتهون مصيبتنا .. نتذكر قرآنا يتلى ..( انك ميت وإنهم ميتون ... ونتذكر .. أفإن مت أفهم الخالدون ) والخطاب موجه لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم .
بالأمس كنا في تشيع ابن العم والأخ والصديق العزيز مدير مدرسة كريمة الثانوية للبنين في لواء الأغوار الشمالية ( جودت محمود القروط من عشيرة الصقور ) عن خمس وأربعون عاما ، تم تشييع الجثمان الطاهر إلى مقبرة شرحبيل بن حسنة ، على مشارف نهر الأردن ، فوق ربوة صغيرة تطل على فلسطين وبيسان .. وتلك التلال والسهول بكل ما تحمل من ذكريات الصبا ، وحنين الماضي الجميل العبق بكل معاني الشرف والعز والنخوة والرجولة والكبرياء ..
توفي ابن العم جودت إلى روحه الرحمة والى العم الجليل أبو جودات والأخوة الأفاضل ، شوكت ، وشاهر ، حسن العزاء وطول البقاء ، والى الأخوات الفاضلات الصبر والاحتساب عند الله ، وقفت عشيرة القروط وقفة رجل واحد كالعادة دائما وابدأ في تناغم حزين هذه المرة .. ووقفت معها عشيرة الصقور عامة على قدم واحدة .. كما وقف الأصهار وأبناء البلدة ( وادي اليابس كلهم إلى جانبنا ...وكان مشهدا من مشاهد التراحم والتآلف والمحبة والتعاضد والتآزر عز نظيره ، وقل مثيله .. توافدت إلى المستشفى سيارات كثر ، وشيعت الجثمان من اربد إلى الأغوار بموكب طويل كبير مهيب حزين صامت .. بصدق لم أشاهد جنازة بهذا الحجم وهذا الكم وهذه المهابة .. وبلفتة كريمة من مديرية التربية والتعليم لمنطقة لواء الأغوار الشمالية .... ومديرها الفاضل ، تسجل له ولكادر المديرية كمشاركة رسمية ربما تكون نادرة في قطاع التربية والتعليم ..
أحاط الأهل والأقارب ، أبناء العم بكل معاني التآزر والتعاطف والمحبة ، وربما هذا ما سيدفع الدماء من جديد في جسد العشيرة الكبيرة الكبيرة ..ومن المسلمات أن هذا خفف المصاب علينا ..وكانت لشهادات الأهل والأقارب والجيران وكل من شارك في التشييع من أصدقاء وأحبة ومعلمين وشيوخ دين الأثر الأكبر في تخفيف المصاب ..لما كان يتمتع به المرحوم جودات من كريم الخلق وفضائل المعاملة وحسن المعشر ومده ليد العون إلى الجميع ، وعلمه الذي فاض على الجميع دون محاباة أو تحيز أو تمييز ..ليكون بذلك مثالا للمعلم المتميز والمدير المتفهم والمربي العطوف الرحيم .
اليوم ونحن ننقص واحدا مميزا ( كعشيرة ) أشعر بالألم والحزن ، اليوم ونحن نقف في لحظة وداع أخيرة لأبن العم رحمه الله ، نرفع اكف الضراعة لله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه أعالي الجنان ، ويمن عليه بالرحمة والغفران ، ويرحمنا وأمة محمد إذا صرنا إلى ما صار إليه .. راجين أن يلهم الأهل والأخوة الكرام والأخوات الفاضلات جميل الصبر وحسن العزاء .
رحم الله ابن العم العزيز .. واسكنه فسيح جناته.. انه ولي ذلك والقادر عليه .

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !