علي جبار عطية
الأربعاء 12-06-2013
قادني الحنين الى الماضي لمتابعة سهرة الجمعة في قناة العراقية وهي مخصصة لفيلم عراقي من الأفلام المئة التي أنتجتها السينما العراقية خلال تاريخها الطويل ومن اللافت للانتباه ان بعض الأفلام تجعلك تقول ان هناك سينما عراقية حقيقية وبعضها يضطرك الى التصريح بأكذوبة سينما عراقية لعدة أسباب منها فقدان هوية السينما وافتقار الصنعة السينمائية ورداءة الصوت والالوان وضياع القصة فلايوجد بطل حقيقي ولاامراة حقيقية وهناك مشاهد غامضة يظل المعنى فيها في قلب المخرج وهي محاولات لتقليد الافلام المصرية والهندية بل يكاد المرء يجزم أن أغلب أفلامنا ذات الطابع الريفي التي أنتجت في السبعينيات والثمانينيات خرجت من معطف فلم (الارض) ليوسف شاهين لذا يصبح من الترف الحديث عن اقتفاء اثر سينما هوليوود أو بوليود ولاحتى الحاج صيهود !!
الا ان ما يجعلني اتابع هذه الافلام خاصة افلام الاسود والابيض هو للاطلاع على الاماكن في تلك السنين ورؤية الأزقة والاثاث البسيط في البيوت والتلقائية العراقية ومزاج الشخصية العراقية الذي تغير كثيراً خلال سنوات حكم البعث وهنا يكمن الجانب الوثائقي الذي تبرع الكاميرا في تسجيله.
اشاهد الشوارع فارغة لا تلمح فيها سوى سيارة غريبة الشكل نراها الان في صور من الماضي والساحات خالية ولا توجد ازدحامات في المرور وليست هناك سيطرات حقيقية ولا وهمية ومن المفاجآت القوة الشرائية للفرد العراقي فالذي يروم الزواج يقول للفتاة انه متمكن ماديا ولديه ثمانون ديناراً وتروح تضرب هذه الثمانين ديناراً في ثلاثة دولارات فتكون النتيجة مئتين واربعين دولاراً وهي لا تكفي حاليا لشراء مجمدة من مصانع ليست ذات جودة عالية ولاتصمد أمام تياركهربائي وطني ضعيف ! فكيف يقنع إمرأة ذات حسب ونسب بكفاءته للزواج ! ومن الملاحظات الاخرى ان السرقة نادرة الحدوث والحرامي ليست له عيشة وسط المحلة مع كل الفقر والحرمان الذي تعيشه الطبقة العظمى من الشعب والموت في تلك الايام عجبة !! مع ذلك فان الناس تبدو في الافلام في غاية البلاهة والغباء والفطارية ربما لعدم وجود ستلايت ولا انترنيت ولاعبوات ناسفة ولاسيارات منفيست !!
التعليقات (0)