مواضيع اليوم

وتبقى الحقيقه هي الضحيه..... نظره الى الاعلام العراقي الالكتروني فيما بعد ٢٠٠٣

Shuwan Hassan

2010-01-01 12:44:38

0

وتبقى الحقيقه هي الضحيه
نظره الى الاعلام العراقي الالكتروني فيما بعد ٢٠٠٣

ماساكتبه هنا هو مجرد تساؤلات وافكار تجرأت على نشرها هنا. او لنقل انها افكار وارآء لن اجبر احد على تبنيها
وبدوري لن احاول اقناع اي احد بصحتها لكني ادافع عن احقية من هم مثلي في القاء الاسئله بصوت عال عن ماهية هذه الكتابات التي غزت الصحف والمجلات المطبوعه والالكترونيه. دون مقاييس معتمده ودون تمحيص للنوع ودونما اي نقد للنص او الافكار المطروحة وكيفية طرحها. وكلما قرأت كلما ازدادت قناعتي بأن الكثير من الكتاب او من يدعي الكتابه لن يتجاوز امتحان أيثار الحقيقة على النفس.

في عراق مابعد ٢٠٠٣. يفوق عدد لصحف المطبوعه المئات. واضعاف اضعافها من الصحف والمواقع الالكترونيه. ولدينا الآف الكتاب والصحفيين والمراسلين ممن تقع على عاتقهم مسؤولية نقل الحقائق كما هي لا كما اريد لهم ان ينقلوها او كما يروها بعين قناعاتهم الشخصيه. واعود فاقول انني ترددت في كتابة هذه السطور لا لصعوبة الموضوع بل ربما لضخامة حجم و صعوبة المشكله العراقيه ذاتها .وانا اطلع على مزيج الاذواق والاقلام والثقافات ادركت ان حجم مشكلة المثقف العراقي لاتختلف عن كافة ازمات العراق من شارعه الى حكومته والى مرجعياته الدينيه والقوميه والعرقيه. فهي حالة تخبط ربما طبيعيه وربما نتيجه حتميه لدكتاتوريه الحزب الواحد والتي طالت لثلاث عقود سلمتنا بعدها الى دكتاتوريات صغيره استمرت في برامج التنكيل وقتل كل ماهو جميل في العراق حتى بلغت يدها الى الصحافة والكتاب. اما قتلا او اغتيالا او تنكيلا او تهديدا او شراءُ للاقلام. والادهى من كل ذلك هو انخراط الكتاب والصحفيين في هذه اللعبه حتى انك من السهل ان تحدد انتماء الصحفي او الكاتب الحزبي او القومي او الطائفي من خلال مايكتب لتصبح العين الثالثه"اي الصحافه" هي اداة قمع اخرى وتسويق لافكار جهة على حساب جهة اخرى. ليتنازل الصحفي عن مهمته في تشخيص المرض والاشاره الى موطن الداء الى مجرد عارض او مسبب للداء نفسه.

أعود وانوه الى انني لا اعني في محاولتي هذه كل الكتاب العراقيين وانما استثني منهم كثرة لازالت تحترم مهنة الصحافة ولا زالت تعتقد بقدسية الثقافه والافكار وعلوها على المصالح الفئوية او الحزبية او الشخصيه او الطائفية. ان خروج الالاف من الكتاب من رحم الدكتاتوريه التي لقحت فيها ونقلت قسرا الى رحم الديمقراطية المحروسة بالاحتلال والارهاب والميليشيات الدينيه افرزت كما هائلا من الكتابات التي تفتقر الى المستوى الادني حسب مقاييس الصحافة والنشر. بل تفتقر الى اداة تحرير ونقد لتخرج علينا بنص وفكرة تستحق ان تحمل اسم مقال او تقرير.

ربما يسال احدهم:ومالعيب في ذلك كله. فما كنا نفتقر اليه هو صحافه حره ورئه نتنفس من خلالها بدون مقص للرقيب. واجابتي على هذا السوال بسيطه وهي اولاُ :يعيب على الكثيرين من الصحفيين والكتاب العراقيين تحزبهم وعدم تجردهم من اهوائهم وعدم قبول للاخر وفقدان امكانية رؤية الاشياء من زوايا متعدده او مختلفه لنتمكن من رؤية الاشياء كما هيه لا كما يراها الكاتب او كما يريدنا الاعلام الموجه ان نراها. ثانيا،يعيب على الالة الاعلامية العراقية هو خضوعها للاجندات الحزبية ولرغبات مصادر التمويل وان كانت هذه الاخيره هيه آفة كل الاعلام العربي والاسلامي. ثالثاً، يعيب على الة الاعلام العراقي هو عدم تجردها وعدم موضوعيتها وتنازلها عن المقاييس وبالتالي دفع الكم الكبير من الافكار التي لم تخضع لاي نقد او تحليل لتخرج على الناس او ليزقها الناس زقاً على شكل مقال او نص او تقرير مما قد يؤثر سلباً على عملية خلق التصورات لدى القاريء.

ان احد ابعاد مشكلة الصحافة والكتابة ونشر الافكار بهذه العشوائيه ، هي التضحيه الحقيقيه بالصحافة كاحتراف.وخوفي من ان يؤدي ذلك الى تدني مستوى الاعلام وبالتالي اختلال الموازين التي نقيم بها جودة ونوعية ماينشر من نصوص او افكار. أن حمل فكرة او ان تكون صاحبا لها لايعني بالضرورة ان تكون الفكرة صحيحه. وإن كانت صحيحه فان ذلك لايعني قدرتك على ايصالها للناس.وهنا اعتقد ان للنقد والتحليل الدور الاكبر في جعل هذا الكم الهائل من الافكار موجها في اطار احترام الذات والكلمه والمهنه والقاريء.

قبل يومين قرأت مقالا في احد المواقع الالكترونيه. مضمون عنوان المقال هو:المسيحيون في البصره يقررون عدم الاحتفال باعياد الميلاد"

استنجدت بمحرك البحث "كوكل" في محاولة لايجاد حقيقة ماحصل في البصره وصحة مانسب الى المسيحيين فيها من الغائهم لاعيادهم مراعاةً لمشاعر المسلمين الشيعه. واذا بكوكل يخرج علي بعشرات المقالات المنشوره في مواقع مختلفه مفادها ان الاخوه المسيحيين في البصرة لن يحتفلوا باعياد الميلاد مراعاة لمشاعر المسلمين الشيعه وحرمة شهر محرم. ضحكت من عمليات القص واللصق الكثيره في المنتديات العراقيه. وضحكت من بعض الكتاب اللذين اتخذوا من الخبر موضوعا للحديث عن الاخوه المسيحيه الاسلاميه. وكاننا في جمهوريه افلاطون وفي ارض تحكمها كل فضائل الكون.

عدت الى كوكل وكتبت"اضطهاد المسيحين في البصره" وكانت النتيجه كما توقعت عمليات تحرش وقتل وتهديد واجبار على تغير الدين او لبس الحجاب كلها جرت في البصره ومنذ أن بداء الاحتلال بتسليم الشارع الى الميليشيات والمجاميع الارهابيه التي خاضت في البلاد طولا وعرضا. وحسب الكثير من المواقع والتقارير الصحافيه فان عدد المسيحين في البصره كان مايقارب ثلاث الى خمسة الاف تناقص عددهم الى الالف تقريبا بعد موجة القتل والتهديد والتحرش والتهجير حيث غادرت الاقليه المسيحيه الى كوردستان او الى خارج العراق. وان بقايا هذه الطائفه اليوم في البصره يبلغون الفا او مايقارب.

مالم ينقله الاخوه ممن وجد في الخبر موضوعا طيبا لمقال يدعم اعلام الخدعة وذر الرماد في العيون هو لماذا لم يراعي مسيحيوا بغداد مثلا حرمة الشهر ان كانت المسالة مسالة مواقف اخويه ومراعاة مشاعر ؟ ومالم يذكره هولاء هو نبذه عن الاضطهاد اللذي تعرض له مسيحيو البصره من سنة ٢٠٠٣ لتكتمل عندنا الصوره .ويجنبونا السقوط في فخ الاعلام
الكاذب الذي اصبح الكثير من الشباب والمثقفين العراقيين جزءا من آلته.ومالم يذكره كل من امتدح هذه الاخوه المسيحيه الاسلاميه هو كيف كانت رسائل الاستنجاد ترسل من شرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها الى المرجعيات الدينيه طالبةً اصدار فتواى تحرم دمائهم. ومالم يذكره اصحاب الاقلام تلك هي الاسباب التي تجعل طائفه مسالمة تمتنع عن اداء اعيادها والاحتفال بمتاسباتها المقدسه في عراق اليوم .

اعود فاقول ان قراءه بسيطه لامثال تلك المقالات تفرز كما من الاسئله التي تركها مؤلفوها من دون اجابه واعتقد جازما ان الاجابه عليها كانت لتكون سهله لو تجرد الصحفي او الكاتب من كم الاهواء والتحزب اللذان قد يتمكنان من اي كاتب
ومنهم كاتب هذه السطور.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !