واأسفاه على مصر ..

واأسفاه على مصر

تهب على مصر هذه الأيام رياح عاصفة تكاد تعصف بمستقبل هذا البلد العزيز .حشود من الشباب يعلن احتجاجه في الشوارع وفي ميدان التحرير. البعض يحتج على الإعلانات الدستورية . كيفما كان الإعلان الدستوري . كثير من الشباب مستعد للاحتجاج لمجرد سماع كلمة  إعلان دستوري.  البعض الآخر يحتج لأنه لا يفهم ما يجري حوله .

هناك من يعشق أن يعتبر نفسه من المعارضة . أي معارضة ؟ معارضة كل شيء وأي شيء. المشكلة في مصر أن الثورة جاءت من حيث لا يعلم أحد . الثورة الحقيقية تصنع ولا تنزل مع الأمطار . بينما المصريون انساقوا مع ثورة دون أهداف . طالبوا بإسقاط النظام. وماذا بعد ؟  وهل إسقاط النظام يعني فقط رحيل الرئيس ؟ والمجلس العسكري ما محله من الإعراب . هل كان مع الثورة أو ضدها ؟ 

المثير للنظر أن المعارضة الحالية للإعلان الدستوري ليست في الحقيقة سوى معارضة لتوجهات إسلامية تبناها الحاكم الجديد . المعارضة تحتج دفاعا عن العلمانية .وما أقسى على البلد أن يعارض الناس قبل أن يدخلوا مجلس الحوار.الغليان صار موضة جديدة . وربما يحدث الاصطدام . والجيش يراقب  عن كثب . ولولا الخوف من أمريكا  لتدخل العسكر لصالح أحد الأطراف .

 ولا ننسى أن الإسلاميين جاؤوا إلى الحكم بمباركة أمريكية . غير أن أمريكا مستعدة لرفع يدها إذا تبين شيء ما من شأنه أن يقلق إسرائيل . والمعارضة لا تنتبه إلى هذا . فربما تصبح المعارضة ورقة بيد أمريكا . وبالتالي تظهر للوجود أجندة أمريكية لا تهمها مصلحة مصر ولا مصلحة الوطن  .. آنذاك تدخل مصر في نفق مظلم . وقد بدأت الظلمة تلوح في الأفق . وربما لن ينفع صوت المخلصين للبلد . فواأسفاه على مصر..