مواضيع اليوم

هيمنة الدول الاستعمارية الصناعية على الدول النامية

mos sam

2009-09-06 23:31:53

0


لا أعرف هل أبكي أم أضحك عندما أستعرض ما يجري في عالمنا اليوم . كان العالم دولا إستعمارية غنية وقوية وبلدانا مستعمرة فقيرة وضعيفة وكان الأستغلال والرق والتمييز العتصري مباحا ونقلت وهربت ثروات البلدان المستعمرة الى الغرب الصناعي ساعد على تقدمه وإزدهاره وقوته بينما تركت البلدان المستعمرة تكافح الفقر والمرض والجهل . وبعد تطور الوضع الدولي بعد الحربين العالمتين الأخيرتين والمناداة بحق تقرير المصير وحقوق الانسان وكذلك أشتداد المقاومة الشعبية بالأسلحة الحديثة في البلدان المستعمرة, اقتنعت الدول الأستعمارية بأعطاء البلدان المستعمرة الأستقلال الأسمي لكنها تركت طبقة حاكمة تدين لها بالولاء لتحل محل الأدارة الأستعمارية المباشرة وبذلك حمت الدول الاستعمارية جنودها ومواطنيها من تحمل عبء محاربة المقاومة الشعبية من أجل التحرر والانعتاق في البلدان المستعمرة وأوكلت هذه المهمة للحكومات العميلة لتدير البلدان المستقلة وتتولى مهمة الامن وقمع التحركات التحريرية نيابةعنها ووتقديم التسهيلات العسكرية والجوية والبحرية وإستغلال ثرواتها لصالح الدول الأستعمارية. وبهذا إستمر الأستعمار القديم بشكل غير مباشر في هذه البلدان النامية . وأستمرت الدول الأستعمارية في تمثيل دورها على المسرح العالمي في مسرحيات سميت بتقرير المصير وحقوق الانسان والمساواة بين الدول في الامم المتحدة والمنظمات الدولية لكنها في نفس الوقت حرصت على جعل هذه الدول النامية الحديثة الأستقلال تعتمد عليها في إقتصادياتها ويقتصر نشاط الدول النامية الاقتصادي على تصدير المواد الأولية بأسعار أسمية للدول الاستعمارية الصناعية حيث يتم تصنيعها وأعادة تصديرها للدول النامية باسعار مضاعفة خيالية مما ساعد على أستمرار الفقر والجهل والمرض بين شعوب الدول النامية المستقلة الحديثة ., وجعل من المتعذرعليها حتى أستغلال مواردها الطبيعية التعدنية والزراعية فاعتمت فنيا وعلميا على الدول الأستعمارية الصناعية لأستغلالها . وبتقدم العلم والتكنالوجيا في المجال الزراعي أستطاعت الدول الصناعية تصنبع الزراعة فأهملت التنمية الزراعية في البلاد النامية حتى أصبحت هذه الأخيرة تعتمد على غذائها بالاستيراد من الدول الصناعية وبعضها في شكل هبات. بينما أبقت الدول الصناعية إستغلالها للثروة المعدنية ومنها النفط في يدها وجعلت الدول المصدرة للنفط والمعادن تعتمد على خبرتها التكنالوجية والعلمية في التعدين والتنقيب عن النفط وتكريره وتصديره. وبتقدم التعليم نسبيا في الدول النامية وتواجد الأمكانيات التكنالوجية البسيطة قامت الدول الصناعية بفرض سياسة تحجيم هذا التقدم العلمي والتكنالوجي في الدول النامية وذلك بتشجيع علماء وطلاب العالم النامي البقاء في الدول الصناعية ومباشرة نشاطهم فيها وهي تسهيلات رحب بها المتعلمون في الدول النامية لأرتفاع الأجور وتوفرسائل المعرفة والحياة الامنة الرغيدة في الدول الصناعية. كما قامت الدول الصناعية الكبرى بالحد من تقدم الدول النامية في المجال الصناعي والمجال النووي والتسليح وذلك بكل وسائل الترغيب والترهيب وأستخدام الضغط في الأمم المتحدة لفرض العقوبات على كل دولة نامية تفكر في تخصيب اليورانيوم وأحتكاره من طرف الدول الصناعية . بل أكثر من ذلك وصلت العقوبات على بعض الدول مثل العراق وأفغانستان إلى درجة الأحتلال العسكري . ونظرا لارتفاع أسعار النفط فقد حرصت الدول الصناعية على إسترداد معظم ما تدفعه من اموال مقابل أستيرادها للنفط من الدول النامية وذلك بتشجيع هذه الاخيرة على إستيراد السلع الكمالية وبناء العمارات الشاهقة والمدن الحديثة وشراءالأسلحة المتقدمة غالية الثمن للأستعراضات بألاف البلايين من الدولارات وإستتمار ما زاد على ذلك من أموال النفط في المصارف والصناعات الغربية . وأستخدت أساليب خبيثة في إستغلال الدول النامية بما في ذلك فرض تعويضات خيالية على الدول التي تمردت على سيطرتها وعادت إلى حظيرتها مستسلمة . وهذه التعويضات ومبرراتها وأرتفاع قيمتها لم يسبق استخدامها في التاريخ . وهكذا فرضت الدول الصناعية سيطرتها وهيمنتها على الدول النامية وعلى رأسها الدول العربية بحيث فقدت هذه الأخيرة إرادتها وإستقلالها وثروا تها وهي اليوم لا حول لها ولا قوة تنفذ تعليمات العواصم الغربية دون تمنع أو إستحياء. وهو أستعمار غربي جديد أخبث وأقسى من الأستعمار المباشر القديم الذي عرفناه في النصف الأول من القرن العشرين وما قبله . وهذا السلوك الأستعماري المتطورفي أساليبه وغاياته سيستمر بأستخدام أساليب جديدة للأستغلال والهيمنة كلما حاولت الدول النامية الأنعتاق من القبضة الحديدية الأستعمارية .
 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !