مواضيع اليوم

هيكل وثورة الفاتح من ستمير

mos sam

2010-05-15 18:59:06

0

رغم مكانة الاستاذ محمد حسين هيكل في عالم الصحافة وإحترامنا له ألا أن برنامجه في الجزيرة (مع هيكل) كان مخيبا للأمال, إن سرده للأحداث وحكاياته وتلاعبه بالمستندات التي يشير أليها في غير مواضعها تشبه قصص السيدة العجوز لأحفادها مشوقة وموجهة . ومع إحترامي للرئيس عبد الناصر وحبي الكبير له كأعظم زعيم عربي عرفه العرب طوال تاريخهم المعاصر ألا أننا نومن بأن لكل إنسان أخطاءه وعبد الناصرله أخطأ كثيرة وأخطأه كلفته الكثير . وكتابة التاريخ لا يجب أن تتأتر بالعواطف وهيكل حاول الدفا ع عن عبد الناصر وعهده الذي هو أحد أركانه باندفاع وأراد ان يحول هزيمة سنة 1967 إلى إنتصار في معارك الأستنزاف التي كانت تمهيدا لأنتصار الجيش المصري المحدود في سنة 1973  الذي ثم بقيادة الرئيس السادات . لا أريد التعرض لكل تفاصيل سلسة الحلقات التي أذاعها الاستاذ هيكل على قناة الجزيرة فهناك من المصريين من هم أعرف مني بدقائق الموضوع . ولكنه في الحلقتين السابقتين تعرض ألى ثورة الفاتح من ستمير في ليبيا في سنة 1969 وسرد قصصا خيالية حاول فيها أن يعطي الفضل للرئيس عبد الناصر لحماية الثورة الليبية من التدخل البريطاني والامريكي بالتحفظ على الملك حتى لا يستخدم كشريعة للتدخل البريطاني والامريكي رغم إعترافه بان الأتقلاب كان مفاجأة لمصر ولم يكن لها دور فيها . وحقا أن إنقلاب ستمبر كان مفأجاة للجميع كما ظهر في وسائل الأعلام وحتى في الوثائق التي نشرت حتى الان رغم تشكك بعض الوثائق حول من هو وراء هذا الانقلاب وأن حدوثه بهذه السهولة والسرعة والأدوار الأجنبية فيه لازالت لم تعرف رغم مضي 40 سنة عليه لاسباب كثيرة . فالكلام على ليبيا أصبح موضوعا حساسا لأمكانياتها البترولية والمالية الضخمة التي ساعدت على عدم الخوض في الشئون الليبية إعلاميا ووثائقيا في العالم الغربي تحسبا للأضرار التي قد تترتب عن ذلك بالمصالح الغربية فيها .
اما عن قصة تنازل الملك إدريس عن الملك والأعتراف بالثورة الليبية فلا أساس لها من الصحة ورغم أن الملك طلب مساعدة الرئيس عبد الناصر في إطلاق سراح أبنة الملكة بالتبني وسكريتيرتها إلا ان هذه الحادثة لها أبعاد إنسانية . والملك لم يقرر الذهاب إلى مصر ألا في نوفمبر بعد اكثر من شهرين من قيام الانقلاب بعد إعتراف جميع دول العالم بالوضع الجديد في ليبيا. ولو كانت أمريكا وبريطانيا تريدان التدخل للقضاء على الأنقلاب لكان عندهما الامكانيات والوقت الكافي للتحرك بشرعية من الملك أو بدونها . لكن الحقيقة أن سياسة بريطانيا تحت حزب العمال الحاكم لم تعد تهتم بوجود قواتها في المنطقة ومنذ حرب 1956 قررب بريطانيا إنسحاب قواتها من منطقة شرق السويس وشمل هذا الانسحاب بعد حرب 1967 قواعدها في ليبيا وقبرص . ولهذا عندما طلبت ليبيا إنهاء المعاهدة الليبية سنة 1964 رحبت بريطانيا بذلك وسارعت إلى سحب كل قواتها من بنغازي وطرابلس وابقت قوات قليلة في مطار العدم بطلب من الملك نفسه وإرضاء له   . ولهذا فان حكومة العمال البريطانية لم يكن لها أية رغبة في التدخل في أية حركة ثورية في ليبيا أو في أي بلاد عربية أخرى وخاصة بعد ضعف التيار الناصري بعد حرب 1967. وقد أعربت الحكومة البريطانية لممثل الملك إدريس الذي زار لندن بعد الأنقلاب عدم قدرتها على التدخل وأنه على الملك الأتصال بامريكا إذا أراد المساعدة لانها  هي المسئولة عن الامن الغربي في المنطقة . رغم أنه قيل أن الملك لم يكلف مندوبه هذا رسميا بطلب المساعدة  وهذه عادة الملك إدريس في نفي أي  تدخل سياسي له في شئون الدولة لأنه  يقول دائما أنه غير مسئول عن تسيير الأمور في ليبيا وأن المسئولية هي مسئولة الحكومة . وعندما نقلت الحكومة البريطانية رغبة الملك هذه ألى الأدارة الأمريكية طلبت من بريطانيا عدم التدخل لأنه لم تعد هناك حاجة إلى التدخل لان رجال الأنقلاب تعهدوا باحترام الأتفاقيات الدولية والعقود البترولية وسلامة المواطنين الاجانب ونفذوا هذا العهد فلم تتعرض الجاليات الأجنبية والمصالح الغربية لاية خطر وقد اوضحت ذلك الوثائق البريطانية التي نشرت بعد مضي 30 عاما عليها . ولهذه الأسباب انتهت فكرة التدخل الغربي في ثورة ليبيا وليس خوفا من مصر أو رد فعل الشعب العربي والدولي كما ذهب هيكل في حلقاته للجزيرة . بالأضافة إلى ذلك أن أمريكا بعد ان تفردت بنفوذها في منطقة الشرق الأوسط بعد حرب السويس 1956 شجعت الانقلابات العسكرية على الأنظمة التقليدية الملكية في مصر والعراق واليمن وأحتضنتها بسياسة الجزرة والعصا خوفا من أية إنقلايات شيوعية كانت كل الدول العربية معرضة لها . ولهذا لم يكن لأمريكا أية رغبة في التدخل ضد ثورة  ليبيا  لحماية حكومة ملكية  . يتبع

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !