همم صنعت التاريخ
عمر بن عبد العزيز نجح في بناء دولة إسلامية لم يشهد التاريخ من بعدها مثيلا؛ فأمن الناس على أنفسهم وأهليهم وأعراضهم وأموالهم, وعزوا فلم يجرؤ أحد على إذلالهم وفاض المال حتى لم يجدوا من يأخذه, وكل ذلك في سنتين فقط لا غير...!
وفر عبد الرحمن الداخل إلى الشام بعد سقوط الدولة الأموية من أيدي العباسيين فلم يُرْضِه ما آل إليه أمره؛ فأبى إلا النجاح فشيد ملكًا عظيمًا في قعر بلاد النصارى!!وأقام حضارة إسلامية دامت قرونًا طويلة, أخرج الله بها الغرب من ظلمات جهلهم إلى علم سادوا به الدنيا.
وهرب الطفل الرضيع صلاح الدين الأيوبي مع أبيه وعمه وجميع أهله فرارًا من القتل المحتم, ولما جاع الطفل الرضيع صاح وأوشك أن يكشف أمرهم في جنح الليل لولا قدر الله عز وجل الذي حماه بيد عمه الذي أدخله صندوقا فأسكته ثم تمر سنين ليست طويلة, وإذا بهذا الطفل الطريد ينجح في دخول بيت المقدس فيكسر الصليب ويرفع راية التوحيد ويحدث تغييرًا عجز أكثر من ألف ومائتي مليون مسلم أن يحدثوه اليوم!!
وهذا مانديلا عاش 28 عامًا في سجن جنوب أفريقيا وكان يرنو إلى النجاح ويؤجج عوامله وهو سجنه, حتى أخرجه حاكم جنوب أفريقيا مرغمًا من سجنه، وأصبح مانديلا هو الحاكم, والحاكم السابق اليوم في طي النسيان، فيا للعجب!!
والمرأة الحديدية تاتشر كانت بائعة مغمورة في إحدى المحلات التجارية, وإذ بها بعد ذلك تصبح رئيسة لوزراء بريطانيا..... إنه التصميم على تغيير الواقع والسعي إلى ذلك.
وقد سئل أحد الزنوج وكان مليونيرًا فقيل له:كيف أصبحت مليونيرًا؟ فقال: بأمرين ومن فعلها فسيصبح مثلي..
الأول: أنني قررت أن أصبح مليونيرًا..
والثاني: أنني حاولت أن أصبح مليونيرا.!!
النجاح يحتاج إلى أناس عقلاء وأذكياء لهم همم عالية لا يرضيهم الواقع المعوج ولا يركنون إلى الحال الرديء, هممهم كالجبال الشامخات وهم في حركة دائبة لا يكل أحدهم ولا يمل...
التعليقات (0)