هل صليت الفجر وملأت رئتيك بنسمات الفجر الندية وأحسست بلذة الرضا عن ربك وعن نفسك بينما الكثيرون يغطون فى نومهم العميق ؟
وهل وقفت يوما على شاطىء البحر وسبحت بنظرك وتسلقت الأفق لتشرق روحك على نفسك وترى أنك -فى الكون-نقطة متناهية الصغر ومتناهية الخطر ؟ وأن خالق هذا الكون أوجده من أجلك ؟
وهل وجدت طعم السعادة وأنت تسعى فى حاجة أخيك أو تساعد ضعيفا أو تعين على نوائب الحق ؟
وهل تحسن الاستمتاع بأنعم الله من مأكل ومشرب وزواج ؟
وهل تحسن أذناك سماع موسيقا الكون..وتحسن عيناك قراءة مقالات الألوان ؟
وهل ينبض قلبك بالحب ...حب الحياة والأحياء ؟
إن كنت لم تشعر بكل ذلك فأنت لم تعش وإن كنت تجرى على الأرض ...وإن كنت تحس به فماذا تفعل إذا حان الحين وحرمت من كل ذلك ؟...تلك المتع تتذوقها الروح وهى فى الجسد ولكن الجسد يبلى والروح خالدة فماذا تفعل الروح بعدما تتحرر من رداء الجسد ؟ إن للروح أشواقها وطموحها إلى لذائذها فماذا أعددت لهذا اليوم؟
من أجل تلك اللحظات الحاسمة أذكر نفسى وأذكرك ألاتنسى غذاء روحك بركعات فى جوف الليل..أو صدقة بيمينك لاتعرفها شمالك أو دمعة من خشية الله أو رقة لضعيف أو عون لإنسان لاتعرفه ..أو زيارة لأخ لك ابتغاء مرضاة الله ..أو تنازل عن حق لك طواعية تساميا عن الشقاق أو على الأقل تبسمك فى وجه أخيك ...
مثل هذه الأمور التى لانلقى إليها بالا جديرة بأن تشكل معبرا لأرواحنا إلى ألق اللذة يوم لاينفع مال ولابنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
التعليقات (0)