مواضيع اليوم

هل يمكن للدولة السيطرة على العنف والعنصرية ؟؟ متى ؟؟ وكيف ؟؟

محمد عابدين

2010-11-17 13:12:33

0

عندما لاَ ندري ما هي الحياة .. فمن أين لنا أن نعرف ما هو الموت !!

هل يمكن للدولة السيطرة على العنف والعنصرية ؟؟ متى ؟؟ وكيف ؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــ

لتبرئة
هذا الدين القيم الذي ظلمه الجاهلون بعلمهم وعلومهم ، وفي ظل جمود فكر البعض منا الوحدوي السائد والمسيطر على عقولهم .. ولدراسة خطر تنامي هذا الفكر وانتشاره بين العامة من الناس
.............

إن الدين يمثل النقطة التي يلتقي عندها المؤمن خلال وسط من التقاليد والعرف والسلوكيات بأبدية الله عز وجل وقدرته ووحدانيته ، ومن فضل الله عز وجل علينا أن اعتبر الدين هو الوسيلة المثلى التي يسيطر بها على الإنسان .. لكن .. بالقدر الذي يسمح به الإنسان ذاته

( قُلِ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَن شَاء فَلْيُؤْمِن وَمَن شَاء فَلْيَكْفُرْ ) الكهف29

يا سادة .. هذا النداء موجه للعامة وليس للنخبة .. لعل وعسى
الإنسان وحده الذي منح ميزة حق الاختيار بين أن يطيع وأن يعصي .. وهو يختلف عن باقي المخلوقات بما وهب الله عز وجل له من وعي وحرية فليس هنا ثمة جبر وإلزام .

ومع ذلك لم يدعهم الله عز وجل دون هداية
فأرسل رسله بالبينات

يقول الله عز وجل :
{ وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون } آل عمران 104

والتساؤل هنا :
والسؤال موجه للسادة النخبة
هل هذا الفرض هو فرض كفاية أم فرض عين؟

ويقول عز من قال :
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ }
ما هو الفرق بين الدعوة و التبليغ ، والأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ؟
وما هو أوجه التوفيق بين الآيتين في فكركم ؟؟.

تعالى معي عزيزي القارئ لنتساءل :
ما تأثير هذه الآيات على فكر المتعصبين ؟؟

حتى يتثنى لنا إحكام قيودنا على المنفلتين تحت شعارات جوفاء
ونتمكن من الوصول لحق معرفة ما إذا كان أفعالهم المتطرفة هذه .. تصدر عن إيمان بقيمة عملهم أم لا ؟؟ !!
إذن لابد لنا من دراسة متعمقة لتاريخنا ومروياته
بدلا ًمن أن نمر عليه مرورا ً عاجلا ً وسطحيا ً .. خجلا ً كان أو عن قصد
نركز على أجزاء منه هي التي تقدم كوجبة ثقافية ، تعليمية ، إعلامية شهية .. ونتعامى عن باقي الأجزاء التي من الممكن أن تسبب حرجا ً.

بعد أن وصل العنف اليوم إلى درجة تدمير أبرياء وأرواحهم وممتلكاتهم ،
هذا يا سادة هو منتهى التشبع بالعنف بدافع الانتقام أو الكره أو الوازع الديني الموغل في الرجعية والتخلف ..
ألم يسأل أيا ً منا نفسه عن :
من أين لنا كشعب واحد ينتمي لدولة واحدة بهذا التشبع الفكري العنيف ؟؟؟
سيرد البعض : بأنه الجهاد في سبيل الله
لكن .. ليعلموا أن
هذا العنف يتنافى كليا مع المطلب الإلهي بالجهاد .. ولا يمكن أن يوضع ضمن نفس الخانة ، كما يتقول المتقولين ، ولا يمكن لأي عقل واع متزن أن يتقبل رقي هذا الفكر الانتحاري لمرتبة الاستشهاد في سبيل الله .

ولكن هذه هي نتيجة عبث الاستقطاع من آيات الله ولي عنقها لجعلها غصبا ً تتوافق وفكرة الفكر السائد على حساب المجمل ، وُينمى بطريقة مبالغ فيها في فكر العامة من الناس ويلتقطها الغوغاء باعتبارها مطلب إلهي .

ولذا نقول بأن أفضل تعريف مجمل للدين يرجى الوصول إليه ..
هو ما كان مجملا ًومجردا ً ، وعاما ً

وبدراسة المرويات المحرضة على العنف والتي في غالبيتها تحث على العداء ليس فقط للغير المخالف بل حتى لإخواننا في الوطن والدين أيضا ً .. وتتبع مراحل نموها تاريخيا ً عبر سياسات تدويل الدين .. وتديين الدولة .. ولي عنق الحقائق بين أطماع السلاطين وجهل الرعية ، وإسكاتهم وتسكينهم باسم الدين .. نجد السبب الرئيسي في نمو فكر العنف بيننا حيث وجد متكأ ً له من عقولنا ومرتكزا ً دافعا ً لأفعالنا .. بحكم تأسلم هذه المرويات ونبوعها من إتجاه ديني أصيل .. وهنا يجب ألا نكتفي بالإلمام بما يأتيه المتدينون المتأسلمين من أفعال ، بل بما يرونه من قيمة لهذا العمل أو ذاك الفعل ، ترضى الله عز وجل .

و لنا هنا وقفة لنتبين حالة الإنفصام التي نحياها :
كيف تكون الدعوة للعنف رسمية ، وإعلامية ، ودينية .. بموجب سرد تاريخنا ومروياته والتي يحض الكثير منها على العنف والكراهية مشبعة بعقدة التآمر علينا .. عبر خطابنا الديني المتداول والمذاع علنيتا ً بين العامة والخاصة ..
فبالله عليكم كيف يتثنى لناولهم أن ندين العنف والتطرف والفتنة والطائفية في ذات الوقت وبنفس اللسان المتكلم بلغة خطاب العنف ونطالب بمقاومته ؟؟

وكيف يتثنى لنا حصر هذه الوصمة وإقتلاعها من جذور ثقافاتنا .. وهي بمثابة كل ثقافتنا ؟؟
تصل لفكرنا عبر منبر ديني ، إعلامي متخصص وارث لتقاليد فريدة هي إلى حد كبير في ذاتها نمو لمجتمع ماضيه وسياساته التعليمية والثقافية والسياسية و.. ، و ..

وهذا ما يجعل العنف يزداد في المجتمع ، وينتشر كالهواء بين الناس ، ليصبح مسألة عاديه وممارسة يومية تجدها في معظم تعاملاتنا اليومية والحياتية فيما بيننا .

نعلم كلنا أن معنى الدين يختلف من شخص لأخر بحسب قدرة الشخص العقلية ومدى استجابته ، وبالتالي فالدين تتعدد أشكاله بعدد معتنقيه .

ولك أن تتخيل الصور الممكن أن يكون عليها المفهوم الديني لدى المتأسلمين .. وكلا ً يتصرف حسب معتقده ، في وجود قاهر لتلك المرويات المحرضة على العنف.

والمصيبة تعُظم عندما نقع تحت ضغوط هذا الفكر المتعصب المتوارث .. ولا ندري !!

نأمل .. أن يكون خيرا ً ، وعكس ما ُتنبئ به مؤشرات الأحداث على الساحة ،
خصوصا ً وأن الغالبية في هذا المجتمع صاروا من المتأسلمين المتعصبين ، بفعل فاعل وبموجب ما ُقدم لهم و يقدم من ثقافة وفكر
يا سادة :
أعتقد إنه منذ اليوم على الإنسان أن يوقن بأن عليه أن يعيش حليف التطور والتغير في جميع نواحي نشاطاته وأنظمته تبعا ً لتطور المجتمع الدولي العالمي .. وإلا .. سينبذه المجتمع الدولي ، ويقاومه العالم بناسه

و هنا لزم القول ، أن في أطواء هذا الغد المرتقب .. ماضي بتراثه يستحيل معه بكل ما فيه أن يكون بشير لمستقبل واعد لأولادنا وأجيالنا .
وإلى لقاء آخر بإذن الله
محمد عابدين

 

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !