هل يمكن أن يختلط الزيت بالماء؟
بقلم د/صديق الحكيم
تنبيه : لا أعلم إلي من أو إلي أين سيصل مقالي لكني كتبته وهو جهد المقل حبا لوطني مصر
علمونا في دروس العلوم أن الزيت لايمكن أن يختلط بالماء في الظروف العادية نظرا لاختلافات فيزيائية وكميائية بينهما ولايمكن أن يتكون منهما مركب جديد مفيد يأخذ من الماء نقاوته ومن الزيت قيمته وأعتقد أننا في مصر أمام صراع بين فكرتين :الفكرة الإسلامية (الإسلام السياسي أو تزاوج الدين والدولة ) والفكرة العلمانية (فصل الدين عن الدولة) وهذا الصراع تظهر أعراضه في شكل سياسي مرة واجتماعي مرة أخري واقتصادي مرة ثالثة وسيظل يطل علينا كل يوم ما دمنا لم نبحث عن حلول وعلاج لأصل المشكلة (الصراع بين الفكرتين) والحل من وجهة نظر الضعيف هو الحوار بين المفكريين المعتدليين من الطرفين
وهنا لا أقصد الحوار السياسي للاتفاق علي توزيع حقائب سياسية أوتوزيع كراسي في مجلسي النواب والشوري لاحتواء المعارضة كما يفكر حكام اليوم أووضع شروط تعجيزية أمام الحكام اليوم كما تفعل المعارضة لعجزها عن الوصول السلمي للحكم عن طريق الصناديق
أقصد هنا الحوار الفكري الغائب ربما قد يظن البعض أن هذا الحوار رفاهية أومضيعة للوقت أو علي أحسن تقدير ليس واجب الوقت، لكنني أعتقد أن الحوار الفكري هو الحل والعلاج لجذور الأزمة المصرية التي تتمحور حول هوية الدولة المصرية هل تكون علمانية كالزيت أم إسلامية كالماء أم هل يمكن أن يختلط الزيت بالماء بطريقة مصرية مبدعة أعرف أن العملية صعبة ومعقدة لكنها لن تصمد أمام عقول المفكريين المصريين المعتدليين من الطرفين لنخرج بعد الحوار بميثاق شرف ملزم للجميع حول الهوية المصرية في مقبل الأيام
والحوار المنشود ليس بين معارضة وحكام وليس بين مسلم ومسيحي إنما الحوار المنشود هو كما يعرفه محمد الرطيان فيقول الحوار– كما أراه وأؤمن به – هو أن تأتي فكرتي لكي تتلاقح مع فكرتك ، لكي تولد فكرة ثالثة .. فكرة أروع .. خالية من عيوب الفكرتين ... فكرة نتشارك بالايمان بها ، والدفاع عنها .. هنالك من يرى أن " الحوار " هو صراع بين فكرتين ورأيين ويجب أن يغلب أحدهما الآخر ! هنالك من لا يرى أي فرق بين ( الحوار ) و ( التحقيق )
ولا يبني أحد علي ما قدمت نتائج غير صحيحة مفادها أنني من الداعين إلي طمس الهوية الإسلامية لمصر فهي باقية بحكم التاريخ والجغرافيا وأخلاق المصريين وبحكم الإسلام الوسطي الذي يؤمن به المصريون أو أدعو إلي حرية أو علمانية بلا قواعد تحترم المجتمع المصري وتقاليده وأهمية هذا الحوار الفكري كما أري أنه يخرجنا من دائرة الصراع السياسي المرحلي والظاهري إلي دائرة الفكر الذي لايبتغي سوي صالح الوطن
وفي الختام قد يكون طرحي اليوم ليس بجديد لكن حسبي أني أراه مفيد ويمكن البناء عليه وتطويره ومصر بها من أهل الفكر مايمكنهم من تطوير هذه الفكرة وضم أفكار أخري إليها فقط إذا خلصت النوايا وصلحت المقاصد فلنبدأ الآن قبل الغد ويأخذ الحوار وقته وأرجو ألا يرتبط استمراره بمن في الحكم اليوم ولتكن البداية بلقاء يجمع فهمي هويدي وعبد الرحمن يوسف مع بلال فضل وعلاء الأسواني ليكون هذا الرباعي نواة للحوار يتجمع معهم مفكرون أخرون من حاملي الفكرتين لايهم الوقت أو العدد المهم أن يخرج ميثاق شرف ملزم أدبيا للمفكريين هذا هو سبيل مصر للخروج من الأزمة علي يد قوتها الناعمة
التعليقات (0)