من فرض عقوبات دولية إلى تهاوي أسعار نفط إلى حرب استنزاف كبرى متعددة الجبهات، يبدو هذا ردا غربيا على المشروع النووي الإيراني، الدولة الواثبة تعيش أزمتها بصمت رغم ما يثار في الوسائل الإعلامية عن خطر إيراني يتمدد في المنطقة و يستولي بدوره على مراكز القوى انطلاقا من العراق إلى اليمن، ضجة الإعلام اتجاه الخطر الفارسي خلق في الشارع العربي السني كما يريدون عدوا آخر غير إسرائيل، و بهذا الخلق صارت حربنا المقدسة ليست ضد الكيان الصهيوني بل ضد إيران.
يبدو المشهد كوحش شارد ينتقل من فريسة إلى فريسة دون الذخر بأي منها،استدرج فأغرته الفرائس، أم أخرجه الجوع و الخوف من الخطر، من العراق إلى سوريا مرورا بلبنان ثم أخيرا اليمن، جبهات عسكرية و سياسية في أحسن الأحوال، رغم التعتيم الإيراني الكبير، يحارب الجيش و يقدم دعمه إلى كل من النظامين العراقي و السوري و للحوثيين في اليمن، و بين تقاطع المصالح يغمض الغرب عينه عن مشاركة طهران حربهم ضد داعش في البلدين ، أمر يقلق الحلفاء العرب، بدا ذلك واضحا في حديث وزير الخارجية السعودي عن التدخل الإيراني في العراق، و الذي جاء مباشرة بعد كلام وزير الدفاع الأمريكي عن ايجابية المشاركة الإيرانية في حرب داعش بالعراق.
ما يرويه الإعلام و يتحدث عنه جملة من المحللين السياسيين و ما يخيف نسبة مهمة من الشارع العربي ، أن دولة تسمى إيران باتت تحتل و تسيطر عل كل من العراق و سوريا، تصدر ثورتها و نموذجها في الحكم، تضيق الخناق على الخليج غربا و شرقا من خلال استيلائها على مضيقي هرمز و باب المندب، و شمالا و جنوبا من خلال نفوذها في العراق و سوريا و اليمن و ربما دولا أخرى كاريتريا مثلا، هذا التوسع الفارسي يستهدف الخليج حيث النفط و الأماكن المقدسة و الأقليات الشيعية، هل هذا ما تريده إيران حقا؟ هل هي الصورة بعينها دون مبالغة؟ أم أن هناك حكاية أخرى مختلفة لهذا الصراع الإيراني العربي المستحدث؟
رغم العوار الذي يلزم مثل هذه ا القراءات المستندة على منطق المؤامرة، تجد مصداقيتها في مجريات الأحداث، حيث كبشان عربي و فارسي يتناطحان في معركة طويلة الأمد لا رابح فيها طبعا ، هي حرب استنزاف كبرى لدولة تملك قوة نووية رادعة و أيضا دول عربية و خليجية لها إمكانيات مالية هائلة، تشكل طوق نجاة لاقتصاديات الدول الغرب المتعثرة .
ماءالعينين بوية كاتب من المغرب
التعليقات (0)