هل سقط "مشروع التوريث" ؟
المشهد فى مصر المحروسة يذكرنا بالافلام المصرية فى الخمسينات والستينات من القرن العشرين حيث تكون النهاية فى كل الافلام محفوظة للجمهور والمشاهدين وهى عودة البطل وفوزه بقلب البطلة ثم تأتى كلمة النهاية بزواجهما معا ولا مانع من قبلة النهاية فى الفيلم , ورغم اننا كنا جميعا نحفظ تلك النهاية للافلام المصربة إلا اننا كنا نحرص على مشاهدة الفيلم ومتابعة الاحداث , وهذا ما يحدث بالضبط فى فيلم الموسم وهو فيلم : "من سيخلف الرئيس مبارك ؟ " .
والمتتبع للاحداث فى مصر سواء كان فى داخل مصر او خارجها فإنه يعلم مسبقا ان من سيخلف الرئيس هو البطل وهو من يرشحه الرئيس ومن يقبله الحزب الوطنى ومن توافق عليه القوى العظمى ( ماما امريكا) ولابد ان يكون من ضباط الجيش وهذا هو الحال منذ بداية الخمسينات حتى الان , فلماذا ننتظر التغيير ؟
ولكن الجديد فى الامر هو بعض التغيير حيث دخل "جمال ميارك" ابن الرئيس مبارك كمرشح للرئاسة بعد والده مخالفا العرف السايق واهم مخالفة هى انه ليس من الجيش , وقد قابل الشعب المصرى هذا الامر باللامبالاة غير موقف بعض المعارضين الذين ازدادت اعدادهم بزيادة تعرض جمال مبارك للرئاسة وطلبها بطريقة غير مباشرة ,
وحتى الان فإن جمال مبارك لم يعلن ترشحه للرئاسة وإن كان الامر معروفا مسيقا .
والجديد ابضا هو ظهور بعض المنظمات الجديدة التى تعلن صراحة رفضها لجمال مبارك بل رفضها لاستمرار مبارك فى الحكم وكان اسم هذه المنظمة هى حركة " كفاية" اى كفاية لمبارك ولا للتوريث أى توريث جمال مبارك .
وجائت الايام بالاجدد الا وهو ترشيح بعض المنظمات المعارضة لبعض الاسماء لكى تترشح بعد مبارك وهى اسماء
عمرو موسى والدكتور البرادعى , وفجأة جرت الاحداث بسرعة فائقة فعاد البرادعى لمصر مساندا بحركة كفاية وبعض الرموز المصرية المعارضة
وكثير من الشباب واصبح البرادعى هو المرشح القوى للرئاسة .
وفى نفس الوقت ومع ازدياد التأييد للبرادعى ودخول الرئيس مبارك فى الوعكة الصحية اثر العملية الجراحية ونصيحة الاطباء له بالسكون والراحة مما اعطى للامر زخما كبيرا ففجأة بدأ الشعب المصرى يشعر بماذا بعد مبارك وهل يستطيع البرادعى الترشح للرئاسة ؟ وبدأ الشعب المصرى يدرك التأييد الكبير الذى يحظى به البرادعى وان هذا التأييد جاء رفضا للتوريث ولم يأت قبولا للبرادعى وهى الحقيقة التى ادركها كل من يشاهد المسرح فى مصر فالموضوع اساسا هو رفض التوريث وهذه هى حضارة مصر وشعب مصر , فهو شعب مسالم لكنه دائما ما يقول كلمته فى الوقت المناسب مثلما قال كلمته وهويؤيد عرابى فى وقفته ضد التدخل الاجنبى لمصر ,وكذلك وهو بؤيد سعد زغلول فى طلبه الاستقلال لمصر , وهو يؤيد ثورة يوليو ورجالها ضد الملك , وكذلك وهو يؤيد عبد الناصر بعد نكسة يونيو فخرج فى صرخة مدوية يرفض تنحى عبد الناصر ويطلب بالثأر , وهو يؤيد السادات فى ثورة مايو ضد الفساد ومراكز القوة وهو يؤيد السادات ايضا فى حرب العبور والثأر فى 73 وكذلك وهو يؤيد السادات فى السلام وعودة سيناء , وكذلك وهو يقف خلف الرئيس مبارك فى مقاومته كى تعود طابا لمصر , ومساندته لمبارك فى حرب تحرير الكويت وفى كل هذه المواقف كان الشعب المصرى يقف مع الشرعية والحق , وها هو الموقف الجديد للشعب المصرى المسالم الذى يتهمه الجميع بالسلبية وانه يقف كالمتفرج إلا انه فى كل مرة يقول كلمته فى الوقت المناسب ويقف مع الشرعية والحق ,
وقد جائت الكلمة هذه المرة رافضة للتوريث وليست رافضة للاشخاص ففكرة التوريث مرفوضة وليس شخص جمال مبارك والبرادعى مقبول لأنه المشروع المضاد للتوريث وليس لأنه الاصلح .
إننا جميعا رجالا ونساء شبابا وشيبا حكومة ومعارضة يمينا ويسارا ووسطا من كل الالوان فى الشعب المصرى نطالب الرئيس مبارك ان يقف مع الشعب المصرى ويعلن فشل مشروع التوريث وانه ليس هناك توريثا فى ظل النظام الجمهورى لمصر وبعد ذلك يسمى نائبا لرئيس الجمهورية يتولى الامر بطريق سلمى حتى يتم انتخاب رئيس ٍجديد ٍ وليكن من يكن فطالما تم انتخابه عن طريق الدستور والموافقة عليه من الشعب فهو الرئيس الجديد .
يا سيادة الرئيس بالله عليك إستجب لنا واحفظ مصرنا ....................
التعليقات (0)