مواضيع اليوم

هذه الحرب العالمية الدينية ونتائجها الكارثية

أحمد قيقي

2013-04-10 22:33:39

0

منذ أكثر من قرنين من الزمان ساد اعتقاد لدى المفكرين والسياسيين  ,أن الحروب الدينية  قد انتهت إلى غير رجعة , وأنها أصبحت مجرد سطور  سوداء فى التاريخ , يخجل منها الإنسان  , لأنه ليس من العقل  أن يقتل إنسان  أخاه الإنسان من أجل أن يرضى الله , أو فى سبيل دخول الجنة , وأن معنى الألوهية أعظم وأجل من يرضى بأن يقام الدين على جثث البشر  وآلامهم وأحزانهم ,  ولأن الله  فى النهاية كان ولا يزال قادرا على هداية الناس جميعا  للدين الذى ارتضاه لهم , (  ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا , أفأنت تُكره الناس حتى يكونوا مؤمنين )     .   معنى الآية واضح لا لبس فيه   ,     . إلا أنه من غرائب التاريخ ومنعطفاته الغريبة , بل من عجائب طبائع البشر أن  تطل هذه  الحروب باسم الدين مرة  أخرى , فى الربع الأخير من القرن العشرين  , ثم يتوالى تصاعدها , وتتكاثر ضحاياها  حتى تصير نزيفا يوميا فى هذه الأيام  .    لا أريد أن أعدد مراحل هذه الحرب وأسبابها وبداياتها وتطورها , لكنى سأركز على هذه النقاط  .            أولا - هذه الحرب حرب إسلامية يخوضها المسلمون ضد بعضهم , وضد المخالفين لدينهم  , -ثانيا -أسهم العالم الغربى فى هذه الحرب بأنه صدّر للمسلمين التكنولوجيا , ولم يصدر لهم  الثورة الثقافية وقيمها العلمانية , بل أظنه رعى التطرف الإسلامى وربما لا يزال .  وأنا هنا لست من الذين يحملون الغرب مسؤولية كل مصائبنا  , ولكنى أتحدث عن الحقائق المجردة , ثالثا  - لقد استخدمت تعبير -الحرب العالمية  نظرا لامتداد الصراع الدينى  الحربى والفكرى على امتداد قارات العالم , ذلك أن ما يجرى فى مالى , والصومال  , وسوريا  , وما سال  من دماء فى اليمن ومصر  وليبيا  , والعراق ,إنما جاء على خلفية الصراع الدينى والقتل فى سبيل الله  - رابعا - أنا أعتقد بل أظن ان هذه الحرب مرشحة للاشتعال , ولزيادة وقودها البشرى , حيث إن ثقافة التطرف الإسلامى اكتسبت مواقع جديدة بوصول التيار الدينى إلى مراكز صنع القرار فى كثير من الدول العربية , وأن تصريحات المسؤولين فى هذا التيار عن احترامهم لحقوق الآخرين لن تحول دون استخدام كوادرهم العقائدية  لكل ألوان العنف ضد أصحا ب الديانات الأخرى  , وربما كان ما يحدث فى مصر الآن أبرز مثال لذلك   ,- خامسا -  أتصور  أن يقوم المسيحيون المصريون ومعهم وقبلهم بعض القوى  المصرية العلمانية بمواجهة العنف بالعنف , أخشى أيضا أن ينجح التيار الإرهابى فى سوريا من التمكن من سلطة الحكم , لأنه فى حالة حدوث ذلك سوف يصدر إرهابه لكل من العراق ولبنان , , وهنا ستدخل إيران فى المعركة  لنصرة أصدقائها , وستدخل مصر للدفاع عن إخوة العقيدة ,  , وبالطبع سيتوقف ضخ البترول وتتعطل الملاحة بين الشرق والغرب , .  وهنا  لن يصبر حلف الناتو ولا  قادة الشعوب الغربية , وسيتم التدخل عسكريا , وستشتعل المنطقة كلها , ولن تكون الحرب العالمية الدينية  مثل الحروب السابقة لأن الأسلحة غير الأسلحة , ولان ميادين القتال لن تكون البحار والصحارى , بل الشوارع والأزقة ,   .   والسؤال الذى لن أملّ  من تكراره هو -  هل يعقل أن يكون ذلك لإرضاء الله ؟ كيف  ؟ ؟ ؟! !! ! !




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !