بجريدة الأهرام الصادرة الأربعاء 19سبتمبر الحالى خبر منشور على الصفحة الرابعة استفزنى , حاولت إرساله إلى وسائل الإعلام المصرية مشفوعا بتعليقى عليه , ولكن خذلتنى قدرتى على استخدام البريد الالكترونى للصحف , ولأن الخبر والتعليق عليه يمثلان وخزا فى ضميرى , وهاجسا ملحا فى عقلى فقد لجأت إلى مدونتى , لجأت إليها أولا كنوع من الفضفضة بعد إلقاء ثقل هذا الخبر إلى السطور , ثانيا على أمل أن يقرأه بعض المصريين من غير المتعصبين فيعملوا على نشره ومطالبة المسؤولين بتفسيره يقول نص الخبر ( حاصر أكثر من 200 شخص ظهر أمس الثلاثاء منزل نادر نيقولا أحدمنتجى الفيلم المسيء للرسول بمنطقة جزيرة الذهب بالجيزة ,وذلك للفتك بوالدته وشقيقه المقيمين بالمنزل , إلا أنهما استعانا بأجهزة الأمن لحمايتهما , وأمر اللواءان أحمد الناغى مدير أمن الجيزة ونائبه عبد الموجود لطفى بتوجيه ضباط الأمن المركزى , وتم إخراج والدة نيقولا ونجلها فى حماية الشرطة بعد أن أكدا للمتواجدين أن نيقولا هاجر منذ عشر سنوات إلى الولايات المتحدة , ولم يحضر لمصر منذ ذلك التاريخ , وقد صرفت الشرطة المتظاهرين وعينت حراسة أمنية عليه ) ! ! . هذا هو نص الخبر الذى نشرته الأهرام أعرق الصحف المصرية والعربية وهى صحيفة حكومية تعبر عن النظام الحاكم منذ العصر الناصرى حتى الآن , ولست أدرى هل غفل المحرر أو رئيس التحريىر عن الرسالة التى تحملها صياغة الخبر , وتلك مصيبة , أم أنها رسالة متعمدة , وتلك المصيبة الأكبر . الخبر يوضح أولا - ذهاب عدد من المتظاهرين إلى منزل أحد المواطنين للفتك بوالدته وأخيه , لا حظوا تعبير - للفتك- ثانيا - أن قوة الشرطة قد أخرجت السيدة ونجلها من منزلهما ولكن بعد أن أكدت للمتظاهرين هجرة نيقولا منذ عشر سنوات , و لست أدرى إلى أين ذهبت السيدة ونجلها ؟ فلم تذكر الصحيفة ذلك , وغالب الظن أنهما ذهبا إلى بعض أقاربهم . ثالثا - أن الشرطة صرفت المتظاهرين أمام المنزل , وعينت حراسة أمنية عليه . معنى هذا الخبر وبهذه الصياغة , - 1- أن البعض أرادوا الفتك بمواطنة ونجلها دون أى ذنب , -2 - وأن الشرطة تركت هؤلاء المتربصين المستعدين للقتل تركتهم ينصرفون مصحوبين برعاية الله , وربما بإعجاب بعض رجال الشرطة لأنهم رأوا فيهم غيرة على الإسلام وجهادا فى سبيله , - 3- وأن هذا الإنصراف لم يحدث إلا بعد أن تأكد هؤلاء المجاهدون من عدم وجود الكافر داخل المبنى , - 4 - وأن هذه السيدة قد أرغمت على ترك منزلها وحاجاتها تحت أعين رجال الشرطة بل وبأمرهم , وأنها ستعانى الاغتراب عن منزلها ومتعلقاتها دون ذنب أو جريرة . . ,وهنا أقول أولا - لو فرضنا أن المسيء إلى الإسلام كان داخل المنزل فليس من حق المتظاهرين أن يقتلوه , ولكن عقوبته تكون بيد الشرطة والمحكمة فى ظل القانون , ثانيا واضح من صياغة الخبر أن المتظاهرين كانوا يعلمون بعدم وجود المسيء ولكنهم ذهبوا للفتك بوالدته وشقيقه حسب نص الخبر , وهذا أمر منهى عنه فى الإسلام وفى كل الأديان والأعراف , ثالثا أن رجال الأمن قد تركوا المتظاهرين ,ولم يحتجزوا أيا منهم ولو لمجرد التحقيق رغم ارتكابهم جناية الشروع فى القتل كما ينص الخبر . ما معنى هذا ؟ ألا يشجع ذلك بقية المتطرفين على استهداف المسيحيين وممتلكاتهم وهم على ثقة أنهم لن يتعرضوا لأية عقوبة ؟ هل نعيش فى وطن له قوانين يخضع لها الجميع أم نعيش فى غابة يهدد فيها البعض بالفتك بالآخرين ثم ينصرفون بكل الأمن وربما الاحترام والإعجاب , والأهم من ذلك ألا يعنى نشر هذا الخبر بتلك الصياغة الغبية أن طلب الحماية الدولية للأقباط صار أمرا مبررا من الناحية الأخلاقية والقانونية ؟ . تلك مجرد خواطر حزينة ومرتاعة من صياغة هذا الخبر بهذه الطريقة الغبية فى هذا الزمن العجيب !
ماحدث غريب على الإسلام الذى يرد على الرأى بالرأى وهذا منهج القرآن الذى نهى عن سب الذين يدعون من دون الله وأمر بمجادلة أهل الكتاب بالتى هى أحسن وهذه الممارسات الخاطئة تسىء إلى الإسلام
التعليقات (1)
1 - ليس منهج الإسلام
مصطفى فهمى - 2013-11-04 21:38:10
ماحدث غريب على الإسلام الذى يرد على الرأى بالرأى وهذا منهج القرآن الذى نهى عن سب الذين يدعون من دون الله وأمر بمجادلة أهل الكتاب بالتى هى أحسن وهذه الممارسات الخاطئة تسىء إلى الإسلام