كانت صغرى أخواتها حبيبة إلى قلب أبيها ...ومثل سائر البنات جاءها نصيبها وتزوجت ...تزوجت شابا فقيرا لكنه بطل لايغلب ..عاشت فى بيته عيشة الكفاف وكانت تدير الرحى بكفيها الغضتين...والرحى صخرية ثقيلة...وتمضى الأيام وترى كفيها قد خشنت من أثر الرحى..فتكلم زوجها ليرى لها مخرجا من هذا العناء ...ولكن -على رأى المثل -العين بصيرة واليد قصيرة ...وتلمع فى ذهنها فكرة ...لماذا لاتذهب إلى أبيها ؟إنه سيد الناس وبيده أمرهم ويأتيه الأسرى من هنا وهناك فيقوم بتوزيع الأسرى على بيوت المسلمين...فلماذا لاتذهب إليه ؟إنه أبوها المحب لها ولن يخذلها ... وطرقت باب أبيها فلم تجده...فأخبرت زوجته بحاجتها وانصرفت ...
وفى المساء ...وبينما كانت وزوجها يتأهبان للنوم ...طرق الباب وكان القادم أباها ....
نهض الزوجان ...ولكنه أشار إليهما أن يظلا فى مكانهما ثم قال :"ألا أنبئكما بخير مما طلبتما ؟ تسبحان الله ثلاثا وثلاثين وتحمدانه ثلاثا وثلاثين وتكبرانه ثلاثا وثلاثين فذلك خير لكما من خادم "
وانصرف ....وتمر الأيام ...والتعب يلح على الزوجة الصابرة وتعاودها الفكرة فتذهب إلى أبيها وتريه كفيها وتبكى فتدمع عيناه الشفوقتان ويقول :"ياابنتى ..زاصبرى على ألم الدنيا من أجل نعيم الآخرة ".......................................................................
طبعا عرفتم أن الأب محمد رسول الله والابنة فاطمة الزهراء ...وعرفتم أنه لم يعطها خادما يعينها مثل سائر المسلمين حتى لايقال :إنه جامل ابنته وحتى يعطي حكامنا درسا فى الحفاظ على المال العام وتغليب مصالح الناس على مصلحته الخاصة .
التعليقات (0)