تدور فكرة أستاذية العالم عند جماعة الإخوان في أنها المرحلة الأخيرة في الإصلاح، والترتيب هو كالتالي ..أن يُصلح المرء من نفسه ثم أسرته ثم مجتمعه ثم أخيراً العالم...وهذا الأخير هو ما يعرفونه(بأستاذية العالم) والمعنى هو أن يكون الإخوان هم القدوة والقِبلة التي يجب أن تتجه إليها كافة الأنظار لتتعلم منها وتنهل من علومها وتجاربها..وهذه الفكرة هي فكرة فاسدة وضد الشريعة الإسلامية ومنهج حياة البشر بالعموم...لأن الأستاذية –كما يفهمونها-هي أن تكون هناك سلطة مركزية تدير شئون العالم وتتحكم في مُدخلاته ومُخرجاته..فهم يدعون للأستاذية ومعها فكرة الخلافة الإسلامية، والنتيجة أنهم يدعون لسُلطة مركزية لا تسمح بالتنوع ولا بالتعدد كما هي شريعة الله في خلقه ، فالنظرية والتطبيق يرفضون هذا النَهَج في بناء الحضارة فمعنى أن تكون هناك حضارة واحدة تتحكم في هذا العالم هو أمر يشيع الفوضى والظلم بين أرجائه، لأن التعايش يبدأ من التعدد ثم قبوله، وهذه النظرية موجودة -كمبادئ- في القرآن الكريم في قوله تعالى:
1-(لِكُلّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَآءَ اللّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً)
2- (وَلَوْ شَآءَ رَبّكَ لَجَعَلَ النّاسَ أُمّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ)
لذلك فالتعدد هو حالة افتراضية خلقها الله لصالح جميع البشر ، لأنه العليم بهم من أنفسهم، والتجارب أثبتت أنه ما من قوةٍ على ظهر الأرض حاولت أن تفرض رأيها وأسلوب حياتها إلا وارتكبت من الفظائع والمظالم ما شاء الله لها أن تكون..هذه الرؤية تنطبق على كل من يريد أنه يفرض رأيه وأسلوب حياته أو أن يفرض دينه ومذهبه على الناس..يدخل في هذا الفساد كل من حاول تعميم التجربة الغربية وكذلك من يحاول تعميم التجربة الوهابية السعودية...وذكرهما –كطرفي نقيض-هو إشارة إلى أن أزمة العالم العربي هذه الأيام تكمن في أنها بين تطرفين..الأول تطرف انفتاحي يريد تعميم التجربة الغربية بحذافيرها..والتطرف الثاني هو الانغلاق على الذات والتقوقع في سراديب كتب التراث الإسلامية لتصور الواقع... وكلاهما مذهبين فاسدين وضد الإنسان والحضارة بالمُجمل.
لو عدنا للشريعة لرأينا أن لها وجهاً إلهياً يتمثل في القرآن وحقيقته، ووجهاً آخر بشرياً يمثل الفهم الإنساني للشريعة وللدين..الأول إلهي مطلق والثاني بشري نسبي، وعليه فنظرية الأستاذية والخلافة في ذاتها هي نظرية نسبية –وليست مُطلقة-يشوبها العديد من الأخطاء، أما التطبيق فلا يُشترط معه صحة النظرية لأن النظرية قد تكون سليمة والتطبيق يكون خاطئ، فما بالنا وأن النظرية في ذاتها يشوبها العديد من الأخطاء؟..هذا سيُدخلنا في إطار التعرض لجدلية المقصد واللفظ وهي إشكالية كبيرة ليست فقط داخل الدين الإسلامي بل هي في الأديان كافة، والسبب أنها طريقة تفكير وسلوك بشرية بحتة.
للعلّامة ابن القيم الجوزية كلمة نفيسة في هذا الشأن ذكرها في كتابه..إعلام الموقعين عن رب العالمين..قال..(أن الألفاظ ليست تعبدية وأن العارف يقول ماذا أراد أما اللفظي فيقول ماذا قال)..والمعنى أن البشر يختلفون في النصوص إلى فئتين الأولى تنظر في المقاصد وهم العُرفاء والفقهاء والثانية تقف على الألفاظ وهم المقلدين والمرددين...وعليه فإنتاج النظريات بحاجة أولاً إلى اتفاق"مقاصدي" حول النظرية الدينية بالعموم، ومن هذا الاتفاق يجري المرور على التفريعات بالقياس على مقاصد النظرية الدينية.
فرضنا أنه قد تم الاتفاق على مبادئ هذه النظرية الدينية وأن هذه المبادئ هي..(التنوع-السلام-العقل-التجربة)..وهي مبادئ عامة إنسانية في تقديري أن الإسلام ينادي بها جميعا.ً
بالاتفاق على هذا المبادئ سنتصور الوضع كالآتي:
1-أن النظرية الدينية تنادي بالتنوع والتعدد..وعليه فلا سُلطة مركزية للعالم ولا حضارة واحدة..فالسُلطة السياسية-أياً كانت-لن تسمح بقوة وعنفوان أي فكرة أخرى غير التي قامت عليها هذه السُلطة، بمعنى أن الإخوان هم أصحاب السلطة المركزية والتي حصلوا عليها عن طريق الدين الإسلامي، فلن يسمحوا بأي فكرة أخرى يهودية أو مسيحية أو إلحادية تهدد وجودهم وأفكارهم..وسيشرعون على الفور بالتصدي لها محاولين فرض منهجهم بالقوة..ووقتها ستنهار كافة المعايير التي وضعوها لأنفسهم كي يحصلوا على رغبات ورضا الشارع.
2-أن النظرية الدينية تنادي بالسلام، وبالتالي فهذا السلام يفرض على الجميع عدم التوسع الجغرافي أو المادي أو الفكري تحقيقاً لهذا المبدأ..فالحروب في مُجملها تأتي من الطموح والطمع الإنساني في التوسع والسيطرة بكافة أشكالها..وهذا سيفرض على الإخوان-أصحاب السُلطة المركزية-تجريم وتحريم الدعوة للدين الإسلامي ولكافة الأديان بالعموم، وأن العلاقة ستظل هي علاقة حوار وتواصل تحقيقاً للمبدأ الأول وهو مبدأ التنوع.
3- 3-أن النظرية الدينية تنادي بإعلاء قيمة العقل، وبالتالي فلا سُلطان على العقل إلا للعقل نفسه، وأن الأديان حينها لن تكون هي الحَكَم..وبالتالي فعلى السلطة المركزية(الإخوان) أن يدعون جميعاً لهذا المبدأ ويتوسعون في تطويره وحمايته..حينها أجزم يقيناً أن السُلطة سترفض هذا المبدأ من جذوره، وهذا لاعتقادهم بأن إعلاء قيمة العقل من شأنه هدم الدين عبر التعرض لقضايا ما فوق العقل ..وبالتحديد الغيبيات وما وراء الطبيعة، وهذا الاعتقاد خاطئ تماماً، لأن الطرف الآخر لا يهمه غيبيات لا تؤثر في حياته العملية، بل يهمه أن يكون العقل هو سيد هذا الواقع، والغيبيات هي أمور إيمانية لا يهتم بها في حياته العملية...ستكون حينها أم طرفان..سلطة تفكر بالدين ومعارضة تفكر بالعقل...وفي تقديري أن من صنع هذه المفارقة(وهي السُلطة) هو نفسه من يزعم أن الدين يتعارض مع العقل بسلوكه.. وأن أقر مئات المرات أن العكس هو الصحيح!
4-أن النظرية الدينية تنادي بالتجربة..فالسُلطة تؤمن بأن التجربة أساس لفهم الدين انطلاقاً من أن الفقه وبالتحديد-المقاصد-أتى من التجارب وليس بمجرد النظريات التي تتعارض مع حياة الناس ومصالحهم، أما المعارضة فتؤمن بأن التجربة هي المعيار الأول للحُكم على الأشياء وعليه فلا عقاب على هذا التجارب لارتباطها بمصالح الناس...السُلطة تنظر للتجربة وتضع لها حدود لا يمكن أن تتخطاها، والمعارضة لا تضع أي حدود للتجربة فلا تجريم للزنا وأن الممارسة الجنسية قبل الزواج وخارج إطار الزواج إن كانت في مصلحة الناس فهي مُباحة، وان التجريم سيخص فقط ما سيخل بطبيعة المجتمع وأهليته في البقاء...هنا سيكون التعارض والذي –عن طريقه-سترفض السُلطة هذا المبدأ.
الآن بعدما تصورنا الوضع بكل صراحة نحن أمام سلطة مركزية ستفرض رأيها بالقوة، وأن هذه السُلطة لن تسمح بأي معايير وضعتها لنفسها كأساس لصحة النظرية الدينية..وبالتالي فستضع نفسها رقيباً وحارساً لفهمها هذه المبادئ..ومن هنا سيأتي الإفساد..لأن الشريعة الإسلامية تحذر من منطق فرض الرأي بالقوة وتضع هذا السلوك دائما في سياق الحديث عن الكفار والمجرمين، وأن هذه الفئة هي التي تفرض رأيها بغض النظر عن سلوكها الذي من المفترض أن يكون هو القدوة، فالأنبياء لم يأتِ إلينا من خبرهم أي إشارة بأن مجتمعاتهم كانت صالحة،وإلا فما هي مهمة النبي إذاً؟
شئ آخر أنه عندما نقول بأن الإخوان لا يعتدون بصحة إسلام من يرفض "فهمهم"لتطبيق الشريعة فلا نقول ذلك من فراغ، أولاً لأن سلوكهم قد ظهر منه ذلك عبر تعميم نظرية المؤامرة بين الأتباع، وثانياً عبر الربط –الغير أخلاقي-بين الرغبات السياسية وبين الدين، فأصبح كل من يرفض تعيينهم(النائب العام)إما عميلاً أو مشكوك في دينه!
ولو نظرنا إلى كُتب الإخوان والتي تعد-في فهمهم-أرقى ما أنتجه العقل الإخواني من التسامح والعقل سنرى بدون جدال أنه كتاب..(دعاة لا قُضاة)..للمرشد السابق حسن الهُضيبي، والمُشكلة أنه كتاب يصدق عليه المَثَل المصري..(جه يكحلها عماها)..فأفسد من حيث أراد الإصلاح..الكتاب كُتِبَ خصيصاً للرد على جماعات التكفير التي ظهرت في سجون الحقبة الناصرية، فمن الطبيعي أن تعلوه لغة الهدوء وتوظيف النصوص الدينية التي تدعو إلى التسامح وخلافه.
تأملوا معنا ما قاله الهضيبي وسنحاول عرض ما أُحكِمَ من قول الرجل-حرفياً- لئلا يتهمنا أحد بالانتقائية والترصد، وما يهمنا في هذا الشأن هو موضع الشاهد وهو كيف ينظرون إلى الدولة والشريعة وتلك الثُنائيات التي لا تنتهي...قال الهضيبي:
-(إن الحكومة الإسلامية "أو الإمام الحق" إنما هي الحكومة التي تعتنق الإسلام دينًا وتقوم على تنفيذ أحكام الشريعة وحراسة الدين)..
-(أحكام الشريعة هي التي تأمرنا بحراسة الدين والذب عنه والتمكين للمسلمين في الأرض وصَدُّ العدوان الذي قد يقع عليهم، والعمل على نشر دعوة الله والقتال لتكون كلمة الله هي العليا (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ)..
-(كما يتعين أن يكون الإمام رجلاً: لقول رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلى امرأة)..
-(لا مراء أن الأمة مأمورة أن تنقاد للإمام المسلم الذي يقيم فيها أحكام الله ويسوسها بأحكام الشريعة ووحدة الصف وتماسك أفراد الأمة بعضهم ببعض والحرص الشديد على اجتماع الكلمة ومنع الفتنة من صفات المؤمنين البارزة حتى إن الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ ليقول: "من أتاكم وأمركم جميع على رجل واحد يريد أن يشق عصاكم أو يفرق جماعتكم فاقتلوه).
نقد لرؤية الهضيبي:
1-لفظ(حراسة الدين) المذكور أعلاه موجود في فقه الجماعة بعدة تجليات عُرفت بالولاء والبراء والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة البدع وخلافه..فبمجرد أن تكون هناك سلطة مركزية تعمل على(حراسة الدين)هذا يعني أنها ستحارب أي مبتدع أو منحرف أو عدو للدين..وبالتالي فهي ستحارب أي مخالف(لفهمها)للدين كنتيجة طبيعية لما قلناه في السابق بأن فهم البشر للأديان نسبي، وعليه كان يجب تحرير هذه الأشياء أولاً..(الحكومة الإسلامية-أحكام الشريعة-حراسة الدين)..ولكن لم يحدث ذلك لاعتقادهم بأن المسألة بديهية وهو أمر غير صحيح إطلاقاً والخلاف فيها كبير.
2-لا يوجد شئ إسمه(حكومة إسلامية)في ظل دستور يسمح بالمواطنة والتعدد والمنافسة الحزبية، وهذه إحدى تناقضات الوعي الإخواني بوجهٍ عام، حيث أنهم يؤمنون بالدستور وبفكرة المواطنة والمنافسة،ومع ذلك يقولون بأن تكوين الحكومة الإسلامية فرض واجب، فماذا سيفعلون مع منافسيهم ممن يرفضون أفكارهم ومناهجهم أصلاً..هذا سيضعهم أمام خيارين اثنين ، الأول أن يفرضوا "رؤيتهم" للشريعة على كافة الأحزاب المنافِسة كي يُحققوا الحكومة الإسلامية.. وبالتالي سيرفضون منافسة هذه الأحزاب من الجذور وسيلغونها أو يطردونها من الحياة الحزبية العامة، أما الثاني فهو أن يُعيدوا النظر في تصورهم للدولة وللشريعة وهذا –في تقديري- أنه أمر غير ممكن مع الجماعة الحالية، فهي تتحالف مع "الراديكاليين" في مواجهة المعارضة بالعموم،فأصبحت النتيجة أنهم يدعون إلى المواطنة والتعدد ولكن ينقضونها بفهمهم للشريعة وسلوكياتهم وتحالفاتهم المشبوهة، فخرجت مفاهيمهم جوفاء لا دلالات لها على أرض الواقع ..إلا كما قال الدكتور عبدالحليم قنديل من قبل أن الإخوان فعلوا كل شئ في الحُكم عدا الشريعة.
3-أنهم يشترطون لتحقيق معنى(الحكومة الإسلامية) هو أن يكونوا جميعاً متدينين بالدين الإسلامي..فلِما كان قبولهم بولاية المسيحي في الدولة؟!..هذا يعني أنهم لن يقبلوا بولاية المسيحي إذا ما أيقنوا بأن الشعب قد دان لهم بالولاء وسيسنون التشريعات المُجرّمة والمُحرّمة لولاية المسيحي تحت دعوى الاستجابة(للرأي العام).
4-أنهم يشترطون لتحقيق معنى(الحكومة الإسلامية) أن يكون الحاكم رجلاً، ونفس ما ينطبق على ولاية المسيحي ينطبق على ولاية المرأة.
5-وهو أخطر ما في رؤية الهضيبي، أن الخارج أو المعارض (للإمام الحق أو الحكومة الإسلامية) هو خارج عن وحدة الصف بالضرورة ويجوز قتاله أو قتله، وعليه فالهضيبي لا يؤمن بوجود المعارضة (لحكومته الإسلامية)..وهذا يفسر معارضتهم لكافة أنظمة الحُكم السابقة وهي أنها لم تكن معارضةً للظلم الواقع أو للتقصير البائن بل كانت معارضةً قوامها أن السُلطة ليست(إسلامية) وعليه فيجب الخروج عليها ومعارضتها وتحويلها كي تكون إسلامية.
في النهاية سنرى أن الإخوان -وعن طريق أعظم كُتبهم الفكرية- - يرون مفاهيم(الحكومة-الدولة-السلطة-المعارضة)برؤية دينية بحتة، وهذه الرؤية تتناقض وتتشاكس مع طبيعة الدولة الحديثة، لذلك لا أستغرب حربهم الضروس ضد مؤسسات هذه الدولة لتحويلها إلى مؤسسات تابعة بدءاً من القضاء إلى الإعلام إلى الجيش إلى الشُرطة ..إلخ...ثم حربهم الضروس الأخرى ضد المعارضة وتشويه رموزهم وتكفيرهم لبعضهم بمجرد الاعتراض على منحى التمكين الذي سلكته الجماعة منذ أن اعتلت كرسي السُلطة، فلا يوجد مؤمن بطبيعة هذه الدولة يحارب مؤسساتها بدعوى أنها فاسدة أو منحرفة أو ما إلى ذلك من مزاعم الغرض منها هو التشويه والتمكين فحسب، وليس بمجرد فساد الواحد يفسد الجميع، إنما كان هذا سلوك الجُهال والمتعصبين أن ترى في ثقافتهم التعميم، والتطرف في الرأي وطريقة عرضه.
بعد هذه الرؤية لا أشك مثقال ذرة في أن المبدأ الإخواني المعروف لديهم ب(أستاذية العالم)لا يقوم على أساس مفهومي واضح، بل كان معياره الأول والأخير هو السُلطة، حتى أنهم يؤمنون بأن فوزهم بالسُلطة هو ثمرة جهودهم في الماضي، وأن الله قد كافئهم بهذه السُلطة "لإخلاصهم"لله ولمجتمعهم..وبالتالي فمن الطبيعي أن نرى فقر منهجهم وقلة حيلتهم في التعامل مع قضايا ومشاكل المجتمعات، بل أكاد أجزم –وكما قلت-في الماضي أن الإخوان-كفكرة إصلاحية معارِضة-انتهت عملياً يوم أن صعد الرئيس مرسي إلى سدة الحكم في مصر، وأن الموجود من الجماعة الحالية سواء من حزب أو جماعة أو جمعية هي مجرد كيانات سلطوية ستأخذ عمرها الافتراضي ثم ستذوب إما في المجتمع وبالتالي تنتهي إلى غير رجعة وتُصبح من الزمن القبيح..أو ستذوب إلى كيان جديد يُراجع مفاهيم وأفكار وسلوكيات الكيان القديم..وربما هو الآخر ينجح أو يفشل، أما الكيان الحالي فنجاحه مرهون بجهل وفساد العالم.
التعليقات (0)