نقاش المثقفين
حول الدكتور سيد القمنى وجائزة الدولة التقديرية
- عرفت بحصول الدكتور سيد القمنى على جائزة الدولة التقديرية لهذا العام فور نشر الأسماء فى الجرائد .
- عرفت بدعاوى البعض ضده لتكفيره , وسحب الجائزة منه , كما عرفت بحملة التضامن معه حينما قرأت للأستاذ نزار النهرى .
- لم أشأ أن أعلق للأستاذ نزار لأننى لاحظت التباين الشديد فى آراء المعلقين له , خصوصا أننى لم أقرأ أيا من انتاج القمنى , وان كنت قد عزمت ان أبحث عن كتبه لأقرأ له .
- عندما حصل ( نجيب محفوظ ) على جائزة نوبل فى الآداب هاجمه كثيرون قائلين ان مستوى ادبه لا يرقى للحصول على جائزة نوبل , فقط حصل عليها بسبب رواية ( أولاد حارتنا ) التى يتهكم فيها على الاسلام ويسخر من تعاليمه – حسب زعمهم - .
أجتهدت فى محاولة الحصول على الرواية , بعد عامين من البحث , وردت لى الرواية فى شهر رمضان – تقريبا فبراير عام 93 - , كان عندى ضيف , رجل دين فاضل , وداعية متواضع , رغم ضخامة ما أداه من تعليم ونشر لعلوم الدين فى نيجيريا , سألنى عن الرواية عندما رآها على الطاولة , وطلب استعارتها لقراءتها , فوافقته , دسها فى جيب البالطو , وتوفى فى نفس الليلة . واستحييت ان أطلبها من أولاده , فلا هو قرأها ولا أنا قرأتها .
- اليوم بالمصادفة وأنا أمر على قنوات التلفاز , وجدت احدى الفضائيات تستضيف الدكتور سيد القمنى , بدأت اتابع البرنامج ,
- كل ما سبق ينطبق عليه " المقدمة " .
- ما هو آت هو " الموضوع " أو " الكارثة فى نقاش المثقفين " .
- بداية الكارثة بالمذيعة أو مقدمة البرنامج أو مديرة الحوار – كما سمت نفسها - , فهى لم تقرأ شيئا من كتابات القمنى .
وكانت تدير الحوار مع الدكتور القمنى من خلال أسئلة سطحية وساذجة مكتوبة فى ورق مقوى فى يدها .
حتى المداخلات التليفونية , بدلا من أن تناقش المتصل فى لب الموضوع كان المتحدث يسحبها بعيدا عن سؤالها ليعلق فقط على ما قاله الدكتور القمنى وهى تتركه يسب الرجل – ضيفها - , وكانت من عدم الاحترافية أنها تسأل نفس السؤال لعدد من المتصلين .
- والجزء الثانى من الكارثة , كان فى مثقف متصل – دكتور محامى - , سألته ما رأيك فى حكم لجنة الفتوى بالأزهر الشريف على الدكتور القمنى بالارتداد ؟
فرد عليها بأنه يستحق الحكم فكتاباته كلها طعن فى الاسلام وفى سيرة الرسول عليه الصلاة والسلام , وسيرة الصحابة والتابعين ,
فسألته : هل قرأت شيئا من كتب الدكتور القمنى ؟ فقال لها انه لا يشرفنى أن أقرأ له ولن أقرأ له لأن كتبه مكانها الطبيعى مزبلة التاريخ .وعندما سألته كيف تحكم عليه دون ان تقرأ له ؟ كان رده : ماداموا هم قد قالوا عنه فمن المؤكد أنه قد قال .
- متصل آخر كان القمنى قد قال عنه انه من جماعة الاخوان المسلمين , ترك أصل الموضوع , وأنبرى ليدفع عن نفسه تهمة الانتماء لجماعة الأخوان .
وعندما سألته المذيعة ان كان قد قرأ للقمنى , قال : قرأت مقاطع أو مقتطفات مما تنشره الصحف .
وكان على الخط الآخر صحافى آخر أنبرى للدفاع عن القمنى – أيضا من دون أن يقرأ له – فقط كما قال مسألة مبدأ , أنه يجب ألا نفتش فى ضمائر الناس ونياتهم , فاذا بالصحافى الأول يتهكم عليه من أنه كان ضابط شرطه قبل احتراف العمل الصحفى .
- ضيف جديد يجلس أمام المذيعة – وهو نقابى مسئول – يقول لمقدمة البرنامج ردا على سؤالها : هل دور الصحافى هو أخذ مقتطفات من كتابات أى مفكر والتوجه بها الى دار الافتاء لاستنطاق فتوى تدين كاتب وصاحب هذه الأفكار ؟
فكان رده : اذا قلنا نحن ان ما قاله كفر , قلتم من أنتم حتى تكفرون المفكر أو الكاتب , واذا ما أخذنا قوله الى جهة الأختصاص , قلتم : وهل هذا هو دور الصحافة ؟
ليعود متصل آخر ويقول هذا ليس دور الصحافة وليس دور النقابة .
- القمنى من جانبه قال : انه على استعداد للجلوس فى اى فضائية ومناقشة أى شخص من أعضاء لجنة الفتوى .
- أتصل أحد أعضاء لجنة الفتوى , رافضا هذا الاقتراح بشدة وأخذ فى الدعاء على القمنى بالويل والثبور .
- متصل آخر قال : لو ان القمنى نطق الشهادتين وقرأ الفاتحة قراءة صحيحة فأنا مستعد للحضور للبرنامج ومناقشته فى أفكاره , فرد القمنى بأنه لن يناقش الا قامات فى حجمه وحجم فكره .
- أشفقت على القمنى من الضغوط النفسية التى يتعرض لها هو وأسرته – كما قال هو - , لأنه من الشائع فى بلادنا أن من يختلف مع الجماعات يتم اتهامه بأنه شيوعى , وبعد انهيار الشيوعية أصبح الأتهام الآن بأنه " علمانى " ., حتى لو لم يكن كذلك .
- لست مع آراء القمنى , ولست ضدها – حتى الآن على الأقل - حتى تسنح الفرصة وأقرأ له .
- ولكننى بكل شدة ضد التنقيب فى نوايا الناس , وضد الاحالة لمحاكم التفتيش , وضد الارهاب الفكرى وتجريح الناس والمساس بسمعتهم لمجرد أنهم يخالفوننا فى الرأى , وضد من يدعون أنهم " مثقفين " وهم لا يعرفون أبسط قواعد الأختلاف وادارة الحوار .
Eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)