ماهر حسين.
أكد السيد الرئيس أبو مازن بأنه من الممكن التراجع عن خطوة التوجه إلى مجلس الأمن الدولي من اجل الاعتراف بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس كحل أخير بحال استمرت إسرائيل برفضها للتعاون وللحوار وأوضح الأخ الرئيس بأنه بحال استجابت إسرائيل وعادت للمفاوضات فلا يوجد ما يمنع من التراجع عن التوجه لمجلس الأمن وقد أتى هذا الموقف للأخ الرئيس أبو مازن خلال لقاء جمعه مع ممثلي اللوبي اليهودي وتم عقد اللقاء برام الله .
من المهم أن نعترف بان خطوة القيادة الفلسطينية القادمة بالتوجه إلى مجلس الأمن و بكل بصراحة تعتبر خيار أخير ناتج عن تراجع دور الراعي الأمريكي وعدم تأثير الرباعية الدولية بالإضافة إلى التعنت الإسرائيلي فأمام كل ما سبق لا تمتلك قيادتنا خيارات كثيرة تتناسب مع توجهها السياسي(الرافض لأي عنف في المنطقة) وموقفها الثابت من الحقوق الوطنية الفلسطينية والقائم على أساس احترامنا للشرعية الدولية ولعملية السلام ...ومن هنا نجد بان هذا الخيار هو المطروح بفعل العوامل السابقة الذكر والهدف من التوجه لمجلس الأمن هو ممارسة الضغوط للإعلان عن دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس وبطريقة تتناسب مع توجهاتنا السياسية ومع طبيعة المرحلة والموقف الفلسطيني الواحد والقائم على الموافقة على إقامة الدولة على الأراضي المحتلة عام 1967 وهدفنا هو أن نقيم دولتنا وبشكل فعلي على أراضينا وحسب ما يقتضيه الحفاظ على أمن الجميع وعدم المساس بأحد وفي سبيل ذلك يمكن استقدام قوات دولية أو رقابه أو ما يراه العالم مناسبا" للتخلص من هذا الصراع الطويل والمتعب والذي يعتبر من ابرز الأسباب التي تقف خلف التعصب والتطرف في المنطقة التي تجتاحها ديمقراطية الشعوب .
هو خيار هام ومؤثر وقد يقلب الساحة السياسية وهو خيار مميز الآن بظل الظروف العربية التي أدت إلى شعور الأنظمة كلها بضرورة أن تمتلك موقف ايجابي وفاعل من قضيتنا باعتبارها القضية الوحيدة التي يجمع عليها كل العرب فتجد علم فلسطين مرفوعا" في اليمن وتونس ومصر والجزائر ووو .
إن الهدف من التوجه لمجلس الأمن هو الضغط من اجل تحقيق حلمنا بإقامة دولتنا المستقلة لنعيش بسلام جنبا" إلى جنب مع كل الدول بالمنطقة والآن الظروف الفلسطينية ناضجة لدعم هذا الحل فها هي مواقف حماس يتقدم للتوافق وبشكل خاص بعد تخلصها النسبي من ضغوطات سوريا (المنشغلة بثورة شعبها ضد النظام) وإيران (المنشغلة بانقسام الشعب بين إصلاحيين ومحافظين وانقسام القيادة بين نجاد وخامنئي) فقدت وجدت حماس نفسها قادرة على اتخاذ مواقف مميزة تظهر لنا يوما" بعد يوم منذ توقيع المصالحة وبشكل خاص بتصريحات الأستاذ خالد مشعل الذي يتحدث بكل ما يشير إلى توافق سياسي ورغبه بتجاوز مرحلة الخلاف وبل رغبة بان يكون هناك مساحه للتسوية السياسية والحل وقد تجلى هذا بالاعتراف بموافقة حماس التام على قيام الدولة على الأراضي المحتلة عام 1967 مما يجعل حماس أقرب من كثير من الفصائل المنضوية بإطار منظمة التحرير الفلسطينية إلى فتح وقلنا هذا مرارا" وتكرارا" واعتقد بان مواقف حماس بحاجه إلى أن يتم التعامل معها بجديه من القريب والبعيد ومن العدو والصديق .
مجلس الأمن ليس هدف بالنسبة لنا فلقد تجاوزنا فكرة الصراع الأخلاقي على الحق فنحن أصحاب حق ولن ينجح احد بتجاوز حقوقنا نحن الآن بمرحلة الصراع الفعلي لإقامة الدولة وإنهاء الصراع وهذا يتطلب منـــا أن نعمل على تفعيل عملية السلام والتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل وبرعاية دولية وفي الحقيقة بان سبب رغبة القيادة بالتوجه لمجلس الأمن نابع من التعنت الإسرائيلي بشكل أساس .
إن التوجه إلى مجلس الآمن ليس هدف وإنما هدفنا هو أن نقيم دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية لنعيش بسلام وأمان على ارض السلام مع كل الجيران لنبني علاقات مميزة مع الجميع ولتكون منطقتنا مثال لقدرة العالم على التعامل مع الصراعات وعلى التعايش الحقيقي القائم على احترام الأديان مع تفهمنا لكل الحاجات الأمنية لجميع الدول بالمنطقة ولبناء اقتصاد قوي ومشاريع مشتركة للجميع .
إن إمكانية التراجع عن التوجه لمجلس الأمن تعبير عن وعي بالمتغيرات الحاصلة وبشكل خاص بعد الثورات العربية وبعد التطورات الحاصلة بأمريكا وبظل زيادة قوة وتأثير القيادة الأمريكية وإمكانية ممارسة دور اكبر في عملية السلام وخاصة بان هناك دعم دولي من الرباعية للدور الأمريكي .
وأخيرا" أشير إلى نشاط الرئيس المميز باللقاء مع كل الديانات ومع أطياف المجتمع الإسرائيلي وهذا الحديث للأخ الرئيس يكتسب أهمية خاصة لأنه يأتي بإطار التواصل المستمر مع اليهود بكل أنحاء العالم ونحن نؤكد على عدم وجود أي خلاف بيننا وبين اليهود كديانة فهم من أهل الكتاب وما يجمعنا بهم أكثر مما يفرقنا .
هذا و يجب الإشارة إلى الاستغراب الشديد من طريقة تعامل إسرائيل مع المصالحة الفلسطينية وقيامها باحتجاز الأموال الفلسطينية فهذا السلوك تعبير واضح عن عدم فهم إسرائيل للتغيرات الحاصلة بالموقف الفلسطيني وموقف حمـــاس وكما انه تعبير عن أسلوب تعامل بائس تقوم به إسرائيل باحتجاز أموالنا وكأنها عصابة وهذا السلوك الإسرائيلي يجب أن يلقى استنكار كل أحرار العالم وكذلك القوى التقدمية في المجتمع الإسرائيلي التي يجب أن تمارس دورها بفضح سلوك العصابات الذي يتعامل به نتياهو .
وكما أننا نناشد القيادة الفلسطينية للتحرك الدبلوماسي وعلى نطاق واسع دولي وعربي لفضح سلوك إسرائيل المرفوض باحتجاز الأموال وللتركيز على ما تمثله وحدتنا من فرصه لتكون عملية السلام والتسوية راسخة وقوية باعتبارها الآن موقف فلسطيني عام.
الهدف هو السلام العادل والشامل ...الهدف هو الأمان للجميع والدولة لنا ....وليس من المهم الوسيلة عبر مجلس الأمن أو غيره فالمهم تحقيق الهدف .
سياسيا" يمكن لنا التراجع عن الوسيلة لتحقيق الهدف ...سياسيا" يمكن لنا التراجع عن التوجه لمجلس الأمن الدولي .
التعليقات (0)