قال:تزوجت وفضلت أمى الأرملة أن أسكن وحدى فى شقة مقابلة
وذات يوم كنت أتعشى مع زوجتى وبنتى ودق الباب وسمعت صوت أمى فخبأت الطعام تحت السرير ودخلت أمى فجلست بضع دقائق تسأل عن أحوالنا ثم خرجت ,فأخرجت الطعام ولكن وجدتنى آكل وحدى ,أما زوجتى فقد جذبت البنت وجلست بعيدا,قلت لها:لماذا لاتأكلى ؟فلم ترد علىّ.
ولما فرغت قالت زوجتى فى لهجة صارمةهادئة :طلقنى .
صدمت وقلت :ماذا ؟
قالت :أنت رجل لاخير فيك لأمك فكيف يكون لى خير فيك ؟
أنت رجل قاطع للرحم يعنى ملعون فكيف أعيش مع رجل ملعون
أنت مثل سىء خطر على ابنتى .طلقنى .
لم أستطع الرد وكأنما أصابنى شلل .
أما هى فأخذت بعض ثيابها وأخذت البنت وذهبت إلى أهلها .
ولم أدر كيف أتصرف ,خاصة بعد أن علمت أمى بخروجها
فجاءت تسأل عن السبب وتعرض الوساطة .
ماذا أقول لأمى ؟وأحسست بالعاروأنى نذل كبير .ولم أقل شيئا
لأمى .فذهبت إلى زوجتى ترجوها العودة ,وزوجتى تأبى .
وتدخل كبار العائلتين وعقدوا جلسة لحسم الأمر .
وهنا كانت فضيحتى بجلاجل .
قالت زوجتى :تحب تتكلم أنت وتعترف أم أتكلم أنا ؟
فوجدت من زيادة الفضيحة أن تتكلم هى فاعترفت بخستى وقلة
أدبى وأننى وأننى ..وبكيت بحق وقلت أنا نادم أشد الندم وأرجو
العفو .
وكان موقفا مذهلا .
لقد أهملنى الحاضرون وكأنى غير موجود .أما أمى فقامت إلى زوجتى تحضنها وتقبلها وتقول وسط دموعها :الله يسترك ياأصيلة
يابنت الأصول .وأما أبوها وأمها فتحدثت دموعهما بفرحة قلبيهما
بابنتهما ,وأما الكبار فأمطروها بالثناء والدعاءوانصرفواوهم ينظرون إلىّ وكأنى كيس قمامة .
قالت أمى :أنا مسامحة فى حقى ياحبيبتى قومى ارجعى بيتك .
قالت زوجتى :على شرط تكونى معنا على (الطبلية)أكلة بأكلة
ونظرت إلىّ فقلت باستخذاء وانكسار :حاضر حاضر .وهويت أقبل يد أمى باكيا فربتت على كتفى وقالت ودموعها تسقط على وجهى :الله يسامحك .
هذه الحكاية رواها لى زوجان .
ولا تعليق على جحود الأبناء .ولكن أقول :إن هاتين الزوجتين من نساء الجنة.هذا النور من شيم الحور.وإلى مثل هذه الزوجة أشار الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله :"الدنيا متاع وخير متاعها المرأة الصالحة ".
التعليقات (0)