قد يكون من اجمل ما قرأت.. ان حب الظهور يتطلب سيادة الثلاثي القاتل ( أنا ) ( لي ) ( عندي ) ..وعلى هذا الاساس لك ان تتلمس مدى النفور الذي يعتري القاريء تجاه نص محمل بهذه العناصر جميعها وبتركيز عالي حد الاختناق..والذي يحكم الوثاق على رقبة المبتلى بقراءته في اثناء الجري اللاهث خلف الهذر اللامفهوم..والاكثر ازعاجا هو الاحساس بالفراغ البارد وانت تدخل في النفق المظلم لنص لا تستطيع ان تجمع عناصر دوافعه ولو ذهنيا خصوصا وعلى بعد العهد بعصور الفراسة البدوية الاصيلة او ازمان التنجيم وقراءة الكف والفنجان..
صدقاً.. وكأي مدون آخر.. احس بالامتنان لكل من يتفضل بالاطلاع على ما اسطره بين الحين والحين في مدونتي المتواضعة..واكون في غاية السعادة عندما اجد ان ما اكتبه يستدعي من المتلقي الكريم ان يضحي بوقته الثمين مقابل ان يترك بعض النقد والنصائح او الاستفهامات وحتى الاعتراض على ما لا يتوافق مع رؤاه المحترمة..والكاتب يحس بعلاقة روحية خفية محببة مع من ينبري للتعقيب على موضوعه.. ولا ابالغ ان قلت بانه قد يعرفهم بالاسم والاسلوب حالما يمرون من امامه حتى في المواقع الاخرى..ومن ضمن هؤلاء السيد ربيع سعداوي..
فالسيد ربيع اتحفنا بتعليق تعريفي على احد المواضيع في المدونة ..مع الوعد بالمرور مستقبلا.. وتلقينا ذلك بالترحيب والشكر الجزيل ..وفعلا استقبلت المدونة بعض تعليقاته التي تخيلتها كنوع من السبام لعدم تمكني من فك شفرتها والتعرف على طلاسم حروفها وقد تم الاشارة الى ذلك في رد على احد احجياته مع الاحترام اللازم لشخصه الكريم والذي منعني من حذفها تقديرا لتفضله في تجشم عناء الرد..
المثير للحيرة –ولا اقصد هنا الغثيان – ان تصلني رسالة الكترونية من احد القراء الكرام يبلغني فيها مشكورا ان هناك سلسلة من المقالات سطرها السيد سعداوي في التهجم علي وعلى الاستاذ نزار النهري-وبنفس تكنيكه الغرائبي - وهي ما تشكل باكورة مدونة جديدة – ويبدو انها مخصوصة – في موقع مدونات سبق ان انتقدنا – بمقال محذوف - اسفاف احد الكتاب العاملين فيه تجاه زملاء لنا في ايلاف من بينهم الاستاذ نزار ..طبعا ..مما يثير الريبة في دوافع السيد المذكور في تسطير هذه السلسلة من المقالات –اصطلاحا -..
والاكثر اثارة للحيرة- وهنا ايضا لا اقصد الغثيان ولا التقزز – ان يعلن السيد سعداوي اليوم عن اقتحام عقر دارنا واسقاط قلاعنا ودك دفاعاتنا ورفع علمه المظفر عليها ..وتوعدنا بتتمة قاسية حيث تتواجد ”الضفادعة..؟؟"..وكل ذلك في مقال يترك في النفس شعور اقرب الى التعرض الى موجة من ما يطلق عليه في العراق "البرغش"
ولذا وقبل ان نسقط في اسر السيد سعداوي ..وبدون اي نية في مصادرة حقه في النقد...لن ازيد عن الاقتباس من نفس المقال المحذوف الذي سبق الاشارة اليه :
"هذا الموضوع – وهنا اقصد البذاءة واشغال النفس والغير بالتوافه وكل ما لا يفيد - قد يدفعنا الى تلمس مدى الهوة التي قد يجرنا لها الاختلاف في الرأي عند غياب التقاليد الادبية الصارمة التي تحكم وتضبط الحوار المؤشر للمدى الذي يمكن ان يبلغه تحضر المجتمعات الانسانية ..هذه التقاليد التي تمارس بانضباط عال في مدونات ايلاف ضمن اسرة السيدات والسادة الكتاب والقراء الاكرم.. والتي يبدو انها ليست ذات اهمية لدى البعض.. والتي نحمل جميعا مسؤولية ادامتها وتعميمها والاخذ بيد من لم تسعفه الايام في تلمس الرقي الكامن بين ثناياها..
لسنا هنا في محل التشهير بمن لم يجد طريقه الى الظهور الى عن طريق الامعان في التوحل هبوطا نحو الخادش للحياء..ولكننا في موقف الدعوة للتصدي والحجر على ثقافة السباب وتحجيمها ومقاطعة ممارسيها ومبرراتها بدءا من انفسنا .. وأن ننظر إليها بالجدية التي تتطلبها عملية تجفيف مستنقعات السيء من القول والظن بالآخر.. خصوصاً وأن مثل هذه المقالات تنذر بأننا نتجه الى الولوج في كهف التنافر والتقاطع وانقلاب المعايير الاخلاقية المظلم والبارد..واني أذ اعيد وبكل اسف واشمئزاز نشر هذا التقول المؤسف ..اتمنى ان يؤشر كل منا –ولو باضعف الايمان- دعمه الواضح للوعي الاخلاقي الجمعي الذي يميز مدونات ايلاف .."
اذ يبدو ان هذه الكلمات لم تفقد صلا حيتها بعد..
التعليقات (0)