نجاح الدراما المحلية

نجاح الدراما المحلية

الدراما المحلية واقعة بين ماضي قديم لامع وحديث فاقد للبريق في غالب الأعمال, الدراما الحديثة عبارة عن تعهدات فنية أٌوكلت لمخرجين ومنتجين و بإعتمادات مالية مقدمة من هيئة الإذاعة والتلفزيون عقود فنية هدفها تحريك عجلة الإنتاج وجذب المشاهد واكتشاف الطاقات والمواهب المختلفة تأليفاً وإخراجاً وتصويراً الخ .

الإنتاج عملية معقدة تبدأ بالفكرة وتنتهي بوجود طاقم العمل الفني والإخراجي على أرض الحدث للتصوير والبث لا حقاً, هناك الكثير من المنتجين الذين في الغالب مٌخرجين قدموا للمشاهد خاصة ولتاريخ الدراما المحلية أعمال خالدة رغم حداثتها وحداثة أبطال العمل الدرامي فمن مستوى التأليف إلى الأداء إلى ورش الديكور والأزياء وحبكة اللهجات المحلية جميعها صعوبات تواجه أي عمل درامي فكيف إذا كانت تلك الصعوبات عوامل نجاح بفضل الاعتماد على الكفاءة والموهبة بغض النظر عن التكاليف المالية أو تاريخ من سيقوم بالأدوار في العمل الدرامي وهذا ما لمسة المشاهد والناقد في أعمال درامية كثيرة كمسلسل أهل البلد ومسلسل وجوه محرمة وغيرها من الأعمال الحديثة  ؟!.

الدراما المحلية لا ينقصها سوى بنية تحتية تحتضن الطاقات وترشدها وتنتج طاقات وإبداعات وتحتضن الأعمال إنتاج الأعمال في منطقة واحدة تكون مجهزة تجهيزاً كاملاً من حيث الديكورات والتجهيزات الفنية التكنولوجية , فالبنية التحتية للفنون لا تنحصر في وجود جمعيات للثقافة والفنون أو جمعيات ترعى الإنتاج والمنتجين بل تشمل المعاهد والكليات المتخصصة ووجود ورش عمل مخصصة للكتابة والإخراج والتصوير يشرف عليها متخصصين وينخرط في برامجها المهتمين والموهوبين ووجود مهرجانات فنية ومسرحية تسلط الضوء على الأعمال وتشجع الحركة الفنية بالبلد ..

الدراما السعودية دراما تقف بمنتصف الطريق لا تميل لجهة التقليد والإسفاف ولا  جهة البحث عن المادة على حساب المضمون فهي أعمال تراعي التاريخ الدرامي و لا تغفل عن المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية وانعكاساتها على المجتمع وقضاياه المختلفة ؟!.

الدراما المحلية ولدت من رحم الدراما المناطقية فالدراما الحجازية هي المدرسة الأولى للدراما في الوطن والتي قدمت الكثير من الأعمال والأسماء والكٌتاب للساحة الفنية بوجه عام وللدراما بوجه خاص وتلك حقبة تاريخية بحاجة للدراسة والتوثيق ما ينقص الدراما هو توفير بنية تحتية تشجيعية للدراما كفن ووسيلة إبداعية مولودة من المجتمع وللمجتمع فكيف تتطور الدراما المحلية وجميع عوامل النجاح والتطوير مفقودة وكيف تجذب المشاهد وهي تفتقد لوسائل الصقل والتبني والتعليم المتخصص وتعتمد فقط على الموهبة والإنتاج الشخصي ! .