مواضيع اليوم

نتنياهو بين (سئم ساركوزي ) و(اضطرار اوبامـــا ) !!!!

ماهر حسين .

2011-11-10 05:28:21

0

ماهر حسين .   

 تناولت وسائل الاعلام اليوم  الحديث الخاص الذي دار بين الرئيس الأمريكي أوبامـــا والرئيس الفرنسي ساركوزي في قمة (كــــان) في الــثالث من نوفمبر الحالي  حيث جرى حديث خاص بين الرئيسين وعلى إنفراد وقد تحدث الرئيس الفرنسي  عن رئيس الوزراء الإسرائيلي قائلا" (لقد سئمت منـــه ولم أعد احتمل رؤيته ،أنه كــــاذب ) وعلق الرئيس الأمريكي على نتنياهو قائلا"( أنت سئمت منه ولكن أنا مضطر للتعامل معه كل يوم ) .

الحديث تم نشره في  وسائل الاعلام  بعد أن استمع للحوار الرئيسين  صحافيون بدون أي  ترتيبات مسبقة  حيث أن الرئيسين الأمريكي والفرنسي تحدثا حول نتنياهو والميكروفونات مفتوحة ...ومن الواضح  من مجريات الحديث ما هو موقف ساركوزي – اوبامـــا  من نتنياهو الذي  يسبب إحراج كبير لكل حلفاء اسرائيل وأصدقاءهـــا بالعالم ففي زمن الثورات العربية لا  يعقل أن تقف أمريكا وفرنسا مع حرية ليبيا وشعبها وتتجاهل المطالب العادلة لشعب فلسطين  .

ان(إحراج الميكروفونات )كما وصفته وسائل الإعلام  يشير إلى حقائق يجب أن نأخذها بالاعتبــــار وعلينا أن نضعها  أمام نصب أعيننا أثناء التحليل السياسي وأثناء تعاطينـــا  مع التطورات الحاصلة بالشرق الأوسط وهي (كمــا أرى ) تساعدنا على التعامل بوعي  مع الواقع السياسي وخاصة بظل الانسداد السياسي الحاصل بفعل التعنت الإسرائيلي فـــــ  :

·   نتنياهو كرئيس لوزراء إسرائيل يضع إسرائيل في مأزق يتعاظم يوما" بعد يوم وسياسة نتنياهو تعتبر  أحد أبرز أسباب عزلة إسرائيل الدولية الآن   وأعتقد بأن موقف ساركوزي – اوباما سيترك أثره على الرأي العام الإسرائيلي الذي يستشعر الخطر  خاصة بظل الضغوطات التي تفرضها المظاهرات الشعبية هناك والمطالب بالعدالة الاجتماعية .

·   نتنياهو  يعتقد انه يُماطل ويحافظ على حكومته وائتلافه الحاكم ولكن بنفس الوقت غاب عن نتنياهو بأن الغرب الحليف والصديق لإسرائيل  لم يعد قادرا" على تحمل المزيد من كذب نتنياهو  وتضليله وها هو الموقف الفرنسي في اليونسكو يُعبر عن نفسه بالتصويت لصالح عضوية فلسطين وهذا الموقف سيتعاظم الآن و بالمستقبل بحكم شرعية المطالبات الفلسطينية واستنادهـــا إلى القرارات الدولية.

·   الموقف الأوروبي عموما" والفرنسي خصوصا" أكثر تحررا" بالتعامل مع إسرائيل  ورئيس وزراءهـــا  وهذا يظهر بوضوح من (سَئَم ساركوزي )  وأعتقد بان هذا الموقف  تتشارك به فرنسا مع  العديد من دول أوروبا .

·   من الواضح والجلي من استخدام كلمة (أضطر للتعامل معه يوميا"  ) من قبل الرئيس اوبامـــا بأن الولايات المتحدة الأمريكية عموما" والإدارة الأمريكية بشكل خاص   ليست متحررة من ضغوطات اللوبي الصهيوني ومن الواضح بان هناك رفض مبدئي لسياسة إسرائيل ولكن المصالح تقتضي أن يتم التعامل (اضطراريا) بين الرئيس الأمريكي و رئيس الوزراء الإسرائيلي خاصة بظل اقتراب  الانتخابات الأمريكية .

·   هناك تساؤلات  حول (الميكروفونات المفتوحة)  وهل هي حادثه !!!!أم هي فعــــل سياسي !!!!!هل هي  صدفه ناتجة عن عدم انتباه الرئيسين !!!!!أم إنها رسالة فرنسية لإسرائيل!!!! هل هي موقف أمريكي في محاولة  لتبرير مواقف الولايات المتحدة  وموقف الرئيس اوباما  من فلسطين وقضيتهـــا حيث أن  الرئيس اوباما وأدارته   يتعرضوا  إلى انتقادات واسعة بعالمنـــا العربي  بفعل  موقفهم من استحقاق أيلول الفلسطيني  وعضوية اليونسكو !!ومن هنـــا يجب الإشارة إلى أن الحوار بين الرئيسين  تم في الثالث من نوفمبر  الحالي  فلماذا الآن يتم نشره ولماذا يحتل هذا الخبر  العنوان الأول بالعديد من الصحف العربية والعالمية وبل حتى بمواقع الانترنت ومنها (ياهو )  كما شاهدت اليــــوم !!!!

 

من المهم أن نحلل الموقف ونفهم ما خلفه من دوافع لمواقف الرئيسين ومن المهم أن نعي ماذا يقصد الرئيس الفرنسي عندما يقول بان نتنياهو (كاذب ) وماذا يعني الرئيس اوباما عندما يقول بأنه  (مضطر للتعامل معه )والاهم (يوميا").

في عالم السياسية لا مكان للمشاعر وإنما الأساس هو المصالح وهذا هو سبب اضطرار الرئيس الأمريكي للتعامل مع نتنياهو ولكن قيادتنا ومواقفها السياسية المميزة وقدرتها على التعاطي مع الواقع الدولي جعلت للمنطق وللحق وللعدالة مكــــان على الخارطة الدولية وبغض النظر عن نتائج التصويت للاعتراف بدولتنا فإننا حققنا نصر كبير  لعدالة قضيتنا ولحقنا ولا يمكن لأحد أن ينتزع  هذا النصر الفلسطيني من بين أيدينا.

الجميع يسعى لتحقيق المصالح وفلسطين فرضت نفسها كمصلحة للجميع  وبشكل خاص الولايات المتحدة الأمريكية والرباعية الدولية فهم  يعلموا بأن المصلحة الكبرى لهم  تتمثل باستقرار المنطقة وتحقيق السلام العادل بهــــا ومن يقف عائقا" أمام  السلام وأمام العدالة هو حكومة إسرائيل ورئيس وزراءها (الكاذب ) على حد زعم الرئيس الفرنسي .

 فرضت فلسطين دولتها  بالحق والعدالة  في اليونسكو ...وحتما" سنفرض دولتنا على الأرض بالعدل وبالحق ...فبالسلام وحل الدولتين سنعيش  إلى جانب كل الدول  بالمنطقة كشعب حر وسيد لأرضه ...كشعب وافق على أن يتعايش مع الجميع من على أرض دولته المستقلة وعاصمتها القدس .

 أخيرا" وبعيدا" عن ( كذب)نتنياهو أقول بان ممارسات إسرائيل والتوسع الاستيطاني الجنوني وممارسات مستوطنيها  لن تنجح  بفرض أي حقائق على الأرض الفلسطينية  فالعالم الآن يعلم حقائق الصراع وحدود دولتنا  وستقوم إسرائيل حتمـــا بإخلاء هذه المستوطنات وكما أخلتها من طابا ومن غزة فستخلي إسرائيل المستوطنات من الضفة والقدس  فلا يجب أن نخشى على أرضنا ونبكي عليهـــا وفقط  بل علينا أن نجد البرامج التي تساعد على تعزيز صمود المواطن على أرضه ويجب علينا العمل الجاد لتعزيز دور الفلاح وتعزيز صموده  على الأرض ....

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !