أصبح واضحاً أنه يصعُبُ فصل السياسة عن الرياضة ، أو عن أي جانب آخر من جوانب الحياة ، ومهما كانت الإمكانات الكروية عالية إلا أنّ المكانة السياسية تبقى أهم ورقة وأهم دافع للفوز.
والدليل على ذلك هو ما وصلت إليه مُنتخبات الولايات المتحدة الإمريكية من مُستويات ، ومن تحقيقٍ للنتائج المُفاجئة والمُذهلة في كل المناسبات الكروية العالمية التي تُقام وتُشارك فيها ، فهاهو فريقها الذي شارك في بطولة القارات الأخيرة بجنوب إفريقيا يُحرز فوزاً سحق به كل آمال الفريق المصري الشقيق ، وفاز برباعية عكست كل التوقعات التي رجحت كفة الفريق المصري قبل اللقاء ، لكنها إستحالت إنبهاراً بالمستوى العالي للفريق الإمريكي .. ونفس السيناريو تكرر في كأس العالم للشباب التي تحتضن مصر فعالياتها ، فقد هزم الفريق الإمريكي نظيره الكاميروني برباعية لاتقل جمالاً غريباً عن رباعية جنوب إفريقيا أمام المصريين ، رغم أن الفريق الكاميروني كانت دخلته قوية على غرار المصريين ، إلا أن ماكينته عجزت عن الوقوف بندية أمام الماكينة الإمريكية ، فماهو السر ياترى خلف النتائج التي تقلب بها الأفرقة الإمريكية حسابات الدورات العالمية ؟
إنها السطوة السياسية التي طالت حتى الملاعب الكروية ، فاللاعب الكاميروني أو المصري أو أي لاعب لأي فريق آخرلدولة نامية ، يقف مرتعد الفرائص أمام الفريق الأمريكي ، ويتصور أن الذي أمامه ليس مجرد فريق ، بل هي أمريكا بعظمتها ، وأنّى له أن يهزمها ؟ .. أما الجانب الأمريكي فالمدربين لايُعانون - رغم إمكانات لاعبيهم المتواضعة مُقارنة بإمكانات أفرقة تلك الدول النامية - لأن المدرب الأمريكي يكفيه تذكير لاعبيه بأن الفريق الخصم ليس ندا لعظمة أمريكا ، ليُبهروا المتابعين المناصرين والمُناهضين على حد سواء ، والأهم أنهم يُحققون نتائج مُذهلة .
إذن قواعد الفوز لاتستند اليوم على المهارات أو الأداءات الفردية أو الجماعية المميزة على الملاعب الكروية، بقدر ما أصبحت تستند على خلفية المكانة والقوة والنفوذ على الساحة الدولية.
تاج الديـــــــــــن : 2009
التعليقات (0)