مواضيع اليوم

موقف الباص قرب الجدارية ..

صادق البصري

2011-12-23 19:44:19

0

 

موقف الباص قرب الجدارية    ..

السماء لا تؤجل المطر
الطريق موحلا ووعر،
من الصعب على المرء أن يمشي
فوق هذا الزلق
لان كل عابر لابد أن ينزلق..
المطر يهمي ،
والريح مرحة
تهب فرحة
تلوي أذيال الثياب وتطيح بالعابرين ،
تحار أتضحك أم تحزن،
الرجل بأناقته يحمل طفليه بكلتا يديه
وامرأته تتشبث بأذياله
وكلاهما غرزا في الوحل ..
ثمة شيخ يولول بكدر
أي معنى أن يشيدوا صورهم هنا
هنا بالذات وبسعة هذا الإسراف
زلت قدم الشيخ ونطرح متهدم بطوله على الأرض.
 ضحكت المرأة بباطن كفها
وتوارت تلتف بعباءتها
يا لهذا الضجر،
بقربي انكمش كلب
كلب أجرب لاويا ذيله
لا أهل له
وعاد الشيخ يولول
وهو ينفض عن ملابسه الوحل
يا لحصادنا الهزيل
ماذا في انتظارنا ؟
لقد عاصرت كل الحروب
هو ذا المتهور بعاطفة الحقد
يحكمنا من جديد
من جديد نشيد الصور، صور الآلهة الجدد !
اعرض أمامنا كل خفايا نفسك
ليس هذا هو الوقت المناسب
لان نعتني بك كطفل..
هنا بالذات وبسعة هذا الإسراف
تشيدون صوركم ، بسحناتكم البلهاء ،
بهذا الكم من الاسمنت والحديد ؟
- ماذا سنرى بعد ؟
منكبين عريضين
بطون منتفخة
بسحنات مكفهرة ،
وعيون ماكرة
منتفخة بالدهن..
ياللدعاية المملة التي ستنعش ذاكرة الأجيال ،
كم من بيت سيبنى ؟
كم من سقف كان يمكن أن يوفر للبشر التي تسكن الأكواخ..
أنهم يطاردون خصومهم بالصور.
- بسعة هذا الإسراف ؟
لقد اقتتل قابيل وهابيل من أجل أختهما الوحيدة
وحنق يغتلي في الصدور
ياصاحبي كن حذرا
وأسنانه تطبق على السجارة
أقترب الكلب، الكلب الجائع يهز ذيله..
أنا لاأشمت ، أنا لاأحسد ، أنا فقط أتنهد
- طوبى لك أيها الرب
حملتنا السيارة
ووراء ظهورنا تخلفت أكواخ هزيلة
وذا البطن المنتفخة بسبابته يتوعدنا
من شرفة الجدارية الكبيرة .

صادق البصري / بغداد

 




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !