مهرجان الحرية علامة قوة نحو النصر
د . حسن طوالبه
لقد كان شعار الثوار والمنتفضين في الدول العربية التي غيرت نظمها السياسية هو ( الحرية ) , فالحرية هي الهواء الذي يتنفسه الانسان لكي يعيش , وعندما تخنق حرية الفرد يقترب من حافة الموت , ولا تنفع معه المسكنات او استنشاق الابخرة المشبعة بالكورتيزون . الحرية حاجة روجية وهبها الله لعباده عندما كرمهم وفضلهم على كثير ممن خلق .
الحرية شعار منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة لنظام الملالي في ايران , وهذا الشعار ينشده الايرانيون الذين يتوقون للحرية الحقيقية , حرية الراي وحرية القول بكل وسائل الاتصال . حرية الحياة الكريمة اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا , وهذه المستلزمات الاساسية للحرية ممنوعة في عرف نظام الملالي , فمنذ ثلاثة عقود ونيف وهذا النظام يصفي الوطنيين والمثقفين والاعلاميين والفنانين , وحتى رجال الذين ممن شاركوا في الثورة , لان لهم رأي في الحياة المعاصرة , ونتيجة هذا القهر والعنف الذي مارسه النظام ضدهم هاجر الالوف من بلدهم الى بلدان العالم الاخرى لكي يتنفسوا الحرية التي حرموا منها في بلدهم . واذكر في احدى زياراتي الى باريس , ذهبت الى الساحة المعروفة بالفن , ووقفت امام رسام ليرسم لي بورتريت , ومن الحديث تبين لي أن هذا الرسام يحمل شهادة الدكتوراه في الفن التشكيلي من جامعة الصربون , وقد فر من ايران بسبب الظلم الذي يمارسه نظام الملالي على هذه الشرائح الاجتماعية الراقية .
هذا نموذج من نماذج البطش التي مارسها نظام الملالي ضد الايرانيين الذين لديهم موقف او رأي يخالف موقف أو رأي النظام . وامعانا في الصلف والتسلط زج النظام بمئات الالوف من المعارضين له في السجون وكان مصير معظمهم الاعدام على مرأى من الجمهور في الشوارع . ولم يكتف بكل الارهاب الذي مارسه في الداخل ضد المعارضين , بل امتد ارهابه الى الخارج فطاردهم حيث يعيشون , وقد كانت اكثر عمليات الارهاب ضد مجاهدي خلق الذين يعيشون في العراق في مخيم اشرف الذي بنوه بجهدهم واموالهم , وبفعل تبعية المالكي لنظام الملالي فقد نفذ اوامرهم بمتابعة الاشرفيين , وهاجمهم بالقوة المسلحة اكثر من مرة واوقع في صفوفهم عشرات القتلى والجرحى , تلك العمليات أثارت استهجان المنظمات الدولية المعنبة بحقوق الانسان , وقد حصل ذلك تحت سمع ومرأى القوات الامريكية محاباة لنظام الملالي الذي سهل عليها احتلال العراق ومن قبله افغانستان .وبالامس القريب قصف مخيم ليبرتي بالصوارخ للمرة الثالثة , واوقع ايضا عشرات القتلى والجرحى .
في ظل كل هذه المعاناة والمطاردة لمجاهدي خلق طوال ثلاثة عقود , الا ان منظمة مجاهدي خلق لم يخبو ظلها ولم تنتكس ولم تتراجع عن مبادئها المتمثلة في الحرية والعيش الكريم للانسان الايراني والتعايش السلمي مع دول الجوار .وهاهي اليوم اقوى من ذي قبل حيث يتزايد مريدوها واصدقاؤها وانصارها في الداخل والخارج , لانها اثبتت صدقيتها في النضال طوال مسيرة ثلاثة عقود , وقدمت اكثر من 130 ألف قتيل خلالها . وهذا الصمود وهذه المسيرة السلمية اجبرت الدول الكبرى أن تعترف بمشروعية نضال منظمة المجاهدين ضد الظلم والارهاب الذي يمارسه نظام الملالي , وجعلها تشطب المنظمة من قائمة الارهاب , بعد صراع طويل في القضاء الدولي , ونضال طويل من قبل الاحرار في العالم من برلمانيين واعلاميين وحقوقيين ولجان حقوق الانسان ولجان المراة وغيرها , حيث انتصرت هذه الجهات الى جانب الحق والسلام الذي تؤمن به مظمة المجاهدين .
واذا كانت الدول الغربية سباقة للاعتراف بالمنظمة وشرعية نضالها ضد الظلم والارهاب , فالاولى ان تعترف الدول العربية بشرعية نضالها , ولاسيما ان هذه الدول نالها من تدخل نظام الملالي الكثير من الشر والعدوان , من خلال الاتباع والاحزاب الطائفية سواء في العراق او لبنان او سوريه او دول الخليج العربي. منظمة مجاهدي خلق التي صمدت واعطت مثالا حيا لصمود المناضلين في العالم تثبت عاما بعد عام انها تستحوذ على شعبية كبيرة في داخل ايران وخارجها , وللعام العاشر تنظم مهرجانها السنوي في باريس , وهذا العام سيكون مهرجانها يوم الثاني والعشرين من الشهر الجاري ,ويتوقع ان يحضره عشرات الالوف من الايرانيين المعارضين من كل انحاء العالم , اضافة الى الاصدقاء ممن انتصروا لقضية اشرف وليبرتي , ووقفوا ضد ارهاب نظام الملالي .
يعقد المهرجان السنوي هذا العام ولم يمضي سوى ايام على الانتخابات الايرانية المسرحية التي فاز فيها حسن روحاني على مجموعة المحافظين , ورغم ترحيب دول الغرب بالفائز الجديد , الا ان كل التوقعات تشير الى أن روحاني لن يستطيع ان يغير كثيرا من سياسة ايران التي يتحكم في مفاتحها خامينئي . كما يعقد المهرجان في ذكرى تاسيس جيش التحرير الوطني , وذكرى يوم الشهيد ويوم المعتقلين . انه مهرجان الحرية بحق , ومهرجان الامل والثقة بالنفس للاستمرار بالنضال ضد الديكتاتورية الدينية في ايران . وستكون قلوب الايرانيين الذين ينشدون الحرية مع المحتفلين في باريس , ويهتفون للحرية من داخل بيوتهم ومن داخل السجون والمعتقلات . وبالمقابل سيكون هذا المهرجان مزعجا لاركان نظام الملالي ومثيرا لاعصابهم المهزوزة , وسوف يدفعهم الى مزيد من ارتكاب اعمال عنف اخرى ضد الاشرفيين في سجن ليبرتي .
لان تاريخ المجاهدين النضالي وتضحياتهم محفور في ذاكرة الايرانيين . ولهم رصيد لا يستهان به من تعاطف الإيرانيين مع أهدافهم . لأن نضالهم هو المعبر الحقيقي عن تطلعات الايرانيين في العيش بحرية وسلام ، وبناء علاقات حسنة مع دول الاقليم ومع دول العالم . علاقات تقوم على احترام السيادة الوطنية وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول ولا سيما دول الجوار , قان التعاطف مع نضالهم سوف يتصاعد ضد النظام الذي اختار العنف في التعامل مع الجماهير كما حدث عقب انتخابات عام 2009 .
وما يمنح المجاهدين ومنظمتهم المناضلة هو انها تعتمد على نخب وطنية ذات تاريخ نضالي مشرف , غير ملوث بالفساد والارهاب . كما ان لديها فريق اعلامي يشكل مدرسة في اتقان العمل الجماهيري والعلاقات العامة التي تقوم على الود والصداقة الشريفة بعيدا عن الرشوة والمصالح الخاصة . وهؤلاء لديهم الخبرات الاكاديمية والخبرات العملية كل في مجال اختصاصه .
وكما اقنعت القوى الدولية بمنهجها المعتدل البعيد عن اساليب الارهاب والتعصب المذهبي – والذي نأمل أن تستمر المنظمة في هذا النهج عندما تتسلم السلطة او تشارك فيها - , وهي بحق مؤهلة لاستلام السلطة , وتحقيق العدل والاخاء والمساواة بين الايرانيين بكل اطيافهم الدينية والمذهبية والقومية , دون استئثار بالسلطة , أو استغلال السلطة لمصالح خاصة .ازاء ذلك فمن الاولى ان تتبنى القوى العربية هذا النهج المعتدل , للوقوف بوجه النظام الاستبدادي الذي يمثله الملالي , الطامعين في التسلط وبناء امبراطورية دينية طائفية تثير الفتن والحروب الاهلية كما هو حاصل في العراق وسوريه ولبنان ودول الخليج العربي وخاصة البحرين
تحية للمجاهدين في منظمة مجاهدي خلق
تحية للسيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة
تحية للمناضلين في اشرف وليبرتي
رئيس لجنة الكتاب والاعلاميين العرب دفاعا عن اشرف
التعليقات (0)