من ذكرياتى التى لاتنسى أننى سألت طالبا فى المرحلة الثانوية عن مضارع فعل من الأفعال فأجابنى الطالب فقلت له :أخطأت .فأعاد
الطالب إجابته فأعدت قولى فسكت,وبينماأنا فى طريقى إلى البيت
قفز إلى ذهنى ذلك الموقف فتعجبت كثيرابل تملكنى شعور بالخجل
لقد كان الطالب على حق فكيف فاتنى ذلك والأمر واضح والمصيبة أن هذا من صميم اختصاصى....
طيب هذا ماحدث ...ما العمل ؟ لو تجاهلت الموضوع لاستقر فى
ذهن الطلاب أن الاستاذ أخطأ أو أنه جاهل ..ولو اعترفت بالخطأ
فسوف يهتزموقفى بين طلابى...
ولم يطل الحوار مع نفسى فقد عزمت....
وفى اليوم التالى ...وقفت أمام طلابى وقلت بصوت واضح :
قف يا أحمد . ...ياأبنائى لقد كان زميلكم أحمد على صواب أمس
ولابد أن نتعلم مما حدث أنه لاأحد فوق الخطأ وأنه لامخطىء فوق المساءلة وأن الرجوع إلى الحق خير من التمادى فى الباطل
وفوجئت بأحمد يقول:أنا أعرف ياأستاذ أنك تعمدت ماحدث لكى
تعلمنا هذه الدروس . فقلت:لا لا لا أنا أخطأت وليس من العيب
أن نخطىء وإنما العيب أن نصر على الخطأ ..وفوجئت ثانية بتصفيق حار .
وطبعا انتشر الخبر فى المدرسة وانقسم الزملاء بين مؤيد ومعارض وأن الأمر أتفه من أن تثار حوله هذه الضجة .
والحق أقول:لقد شعرت بسعادة كبرى ...فقد انتصرت على نفسى
وقد أرسيت مبدأتربويا هاما وساهمت فى تكوين صحيح لعقول أجيال عديدة .
والحمد لله أن وفقنى إلى ملازمة هذا الخلق الطيب ...
وبالأمس القريب عارضت المدون الفاضل المهندس/سامى عسكر
فى قوله إن (الواجد)من أسماء الله الحسنى ثم تبين لى سريعا أنه
على صواب وأننى أخطأت فأعلنت -وهاأنا أعلن -أننى أخطأت
وأنه على صواب .وأن هذا لايخجلنى قط .
أيها الأحبة :
من قول الرسول صلى الله عليه وسلم :"كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون ".ولو عملنا بهذا القول الكريم لحلت مشكلات
كثيرة ولسادت علاقات أكثر خيرا ومودة .
التعليقات (0)