مواضيع اليوم

من قواعد التربية الإسلامية

من قواعد التربية الإسلامية للنفوس التسامى بها عن سفساف الأمور  مع مراعاة الواقع فى طبائع النفوس

ومن هنا أحل الله الطيبات من الطعام والشراب واللباس والزواج وذكر الحق سبحانه أنه زين للناس حب

هذه الأشياء "زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل

المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا و الله عنده حسن المآب "آلعمران 14

ففى هذه الآية المشرفة جمع بين النفس المسطحة التى تهتم فقط بما أمامها وبين النفس العالية التى ترنو

إلى ماهو أبقى وأرقى وأنقى وأتقى .

فالله عزوجل هو المانح لكل المتع وهو يمنحها الجميع مؤمنين وكافرين "كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء

ربك وما كان عطاء ربك محظورا"الإسراء20

ولكنه -فى الوقت نفسه ينبه إلى أن المؤمن جدير بأن يسمو إلى أفق أعلى من الأرض وأن يطمح إلى حياة

راقية فى جنة عالية فيها عطاء الله الذى لاينفد فى إمتاع الأرواح والأجساد.

"قل من حرم زينة الله التى أخرج لعباده والطيبات من الرزق قل هى للذين آمنوا فى الحياة الدنيا خالصة

يوم القيامة كذلك نفصل الآيات لقوم يعلمون"الأعراف 32

وإذا أ تينا إلى حاجاتنا الطبيعية اليومية وجدنا ربنا جل وعلا يأمرنا بالمنهج السوى "وكلوا واشربوا ولا

تسرفوا إنه لايحب المسرفين "الأعراف31 وأكاد أسمع من يسأل :كيف يأمرنى الله بالأكل وقد لاأشتهيه

الآن ؟ فأقول لك ياعزيزى:الأمرهنا أصله الإباحة أى أن الله أباح لكم الأكل والشرب بشرط عدم الإسراف

ولكن هذا الأمر يكون واجبا إذا تعمد الإنسان ألا يأكل رغبة فى إهلاك نفسه فهنا يحرم عليه الإمتناع عن

الأكل لأن نفسه ليست ملكا له .

ولكن الملفت للنظر فى تلك الآية الكريمة النهى عن الإسراف فهذا من التسامى فى السلوك  وليس مجرد

توجيه إلى الاقتصاد مع أن ذلك هدف فى حد ذاته ولكن التربية هنا تأخذ بالنفس إلى ماهو أعمق ..

إلى عدم متابعة النفس على هواها وكما قال الشاعر:

   والنفس كالطفل إن تهمله شب على        حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم

فمن الخير لك أن تقود نفسك لاأن تقودك هى لأن النفس من طبعها الطمع الذى لايحد وفى ذلك إجهاد بل إتلاف

للنفس ولهذا كان تذييل الآية الكريمة" إنه لايحب المسرفين " وفى آية أخرى"إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين

وكان الشيطان لربه كفورا"الإسراء27

وجدير بنا أن نلفت النظر إلى معنى مهم هو أنه إذا كان التجاوز ضارا بذات الإنسان اكتفى الشرع بذكر العقاب

الأخروى "إنه لايحب المسرفين""إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين" أماإذا كان ضارا بالغير أضاف إليه عقابا

دنيويا وذلك مثل حد الزنا والسرقة .

إن الإنسان الطبيعى إذا تدبر أوامر الله بعدم التجاوز فى استخدام الحلال أدرك يقينا مراد هذا الدين فى إصلاح

الدنيا قبل الآخرة فالذى يسرف فى الطعام يجلب على نفسه وبال الأمراض وكذلك الذى يسرف فى الجنس الحلال

يورد نفسه موارد التلف ولهذا كان الصيام فى شهر رمضان وغيره عن الحلال وكأنه حَكَمَةٌ تحكم النفس عما يضيرها

وهذا ليس بغريب على شريعة الإسلام التى جعلت من أهم مقاصدها (حفظ النفس).فتبارك الله رب العالمين.




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !