من دفتر أحوال الوطن (1)
حكى لى صديقى عن ابنته فى الثانوية العامة .
طلبة الصف الثانى و الثالث الثانوى لا يذهبون الى المدرسة .
لأنه لا استفادة و لا شرح . فقط تضييع للوقت .
اللوائح و القوانين . اما تقبل منهم شهادات مرضية بأيام الغياب بعد اعتمادها من القومسيون الطبى ، و اما تقوم بفصلهم بعد تجاوزهم نسبة الغياب . و يتم تحويلهم أوتوماتيكيا الى طلبة منازل .
عند التقدم للجامعة . لا فرق بين طالب المنازل و طالب الانتظام .
المدرسون يعطون حصص الدروس الخصوصية فى الصباح الباكر قبل موعد المدرسة.
لانهم فى الغالب بعد ميعاد الدوام المدرسى فهم مشغولون بالمجموعات الخاصة التى هى اربح بكثير من المجموعات العامة.
ابنة زميلى موعدها فى الخامسة و النصف صباحا .
يقوم بتوصيلها بسيارته الخاصة .
حتى اخافه البعض من ان هذا التوقيت ملائم جدا لاستلاب السيارات عنوة من اصحابها تحت تهديد السلاح .
امسى خائفا على ابنته وعلى سيارته وعلى نفسه .
لو ترك ابنته تستخدم تاكسيا ، فالتوقيت غير مناسب لعدم توافر التاكسيات فى هذا الموعد المبكر .وهناك خطورة عليها ان تستقل تاكسى بمفردها فى هذا التوقيت .
اتفقت وزميلاتها ان يتجمعن فى مكان واحد وان يذهبن الى الدروس سيرا على الأقدام .
خاف والدها من حالات الخطف , وطلب للفدية او الاعتداء عليها – لا قدر الله - , او حتى مجرد ترويعها ، فقد يودى بها الترويع الى مرض نفسى .
الحالة المادية لا تسمح باستقدام المدرس الى المنزل ، ناهيك عن انه لن يجد مدرسا لديه فراغ .
جدول مواعيد المدرس لا يسمح بأن يتم تعديل الحصص الى ما بعد الظهر .
جلس زميلى وقد اسند رأسه الى راحتيه ،
وفجأة انتفض و صاح :
ملعون ابو البنات ، على ابو المدرسين ، على ابو التعليم ، على ابو التاكسيات ، على ابو البلطجية ، على ابو الشرطة .
وفاته ان يقول :
ملعون ابو اللى غرق البلد ، على ابو اللى سايبها تغرق ، على ابو اللى ما يصلح البلد ، او ميسعاش فى تصليحها .
eg_eisa@yahoo.com
التعليقات (0)