رغم أننا منذ الصغر نصحنا بعدم الخوض في شئون الدين أو مناقشتها في المجالس الخاصة والعامة فالدين كان لنا أوامر تطاع ودوجما لا تناقش ونحفظ القران الكريم عن ظهر قلب دون تفسير إلا للأخصائين في الدين ونردده كالببغاء دون فهم، وتنفيذ ما نؤمر به دون نقاش في مجال العبادات والسلوك في الحياة , وكما قيل لنا فإن باب الناقش في الدين والأجتهاد مغلوق في الأسلام وأن تعاليم الدين الأسلامي وتفسير القران والسنة قد رسمها الأئمة الكرام ويجب أخذها كما لقنت لنا وكتبت في كتب ا لأولين , وتكفير من يحاول ابداء رأي مخالف فيما أبدوه هؤلاء. رغم ذلك أود أن أقول أن فتوى الشيخ الدكتور حسن الترابي في جواز زواج المرأة المسلمة من كتابي وتساوي شهادة المرأة مع الرجل خطوة يشكر عليها في مناقشة أمورا كثيرة اغلق فيها باب الأجتهاد بما يتمشى مع العصر الذي نعيشه . ومشكلتنا اليوم أننا نكرر ما قاله ألأئمة الأولون بما أفتوه في عهودهم القديمة عن معظم الشئون التي لم يرد فيها حسم في القران الكريم والسنة الصحيحة و التي تمس المشاكل الأجتماعية والحياتية السائدة في الشرق والغرب على السواء . لكن الغرب تغلب على اصلاحها بالأجتهاد وترك تفاسير رجال الدين الرجعية وفقا لتقدم العلم وتحرر الفكر وحرية أبداء الرأي وتغير الظروف ومتطلبات الحياة الحديثة . بينما اغلق باب الأجتهاد في العالم الأسلامي حماية للفتوى حتى لا تستعمل لتحليل ما حرمه الله في عهود الظلام الذي خيمت على العالم الأسلامي لعقود طويلة وسيطرة الأستعمار المسيحي . ولكن الظروف أختلفت الأن فالحياة غير الحياة في العصور الوسطى وما نعرفه عن العالم وطبيعة الأرض وما تحتها ونجوم السماء والمشي على القمر وتحول العالم إلى تجمع سكاني واحد ربطته وسائل الاتصال ليستفيد بعضه من بعض . والمطلوب مشاركة كبار العلماء المعروف لهم بالأنفتاح وإتباع تعاليم الشريعة السمحاء في ضوء الظروف المتجددة في العالم اليوم حتى يكون الأسلام مفهوما للأمم الأخرى وأبداء رأيهم في فتوى الشيخ الدكتور حسن الترابي في المساواة بين المرأة والرجل في الزواج والشهادة والأرث و كذلك انتشار الحجاب الذي لا يتمشى وظروف العصر .فهه المسائل تتعلق بأهم ما أخذ على الأسلام في الغرب من دعاة حقوق الأنسان والديمقراطية . كما يتعلق بحقوق نصف سكان العالم من النساء وهيمنة الجهل على المراة الأسلامية أكثر من غيرها في عالم اليوم .كما علينا أسكات أصوات الغلاة من العلماء وأنصاف المتعلمين منهم المغالين في الفتوى عن جهل وحبا في سيطرتهم على العوام من الشعب وتعارض أراؤهم ومصالح الناس وحياتهم اليومية المعاصرة
التعليقات (0)