منذ قليل كنت أشاهد برنامجا على قناة دينية ,وكان البعض يقرأ
الأحاديث النبوية وبعض الأدعية بالطريقة التى يقرأبها القرآن الكريم ,من مد وغن ..الخ..
وأقلقنى ذلك .بل فزعت عندما سألنى بعض الحاضرين عن اسم
السورة التى يتلوها هذا الرجل .
لقد ظن أنه قرآن .
والمتابع لمعظم المتحدثين فى أمور الدين أنهم يتبعون هذه الطريقة حتى فى كلامهم العادى .
ولعل البعض يقول :إنه اقتداء واحتفاء بلغة القرآن .
ولكنى أقول :هذا ليس فى خدمة القرآن .
وتعالوا نحتكم إلى قوله تعالى :"إن علينا جمعه وقرآنه فإذاقرأناه
فاتبع قرآنه "القيامة 17,18
فالله عز وجل يأمر نبيه صلى الله عليه وسلم باتباع قراءة جبريل
عليه السلام .إذن فالقرآن كتاب نزل بأسلوب جديد وطريقة جديدة
ومعان جديدة ونغمة جديدة .
أريد أن أقول :إن قراءة القرآن على النحو المعروف بالترتيل
والتجويد بأحكامه المعروفة أمر خاص بالقرآن .ويجب أن تكون مقصورة على القرآن لتميزه عن غيره من الكلام .
وما إخال العرب فى عهده صلى الله عليه وسلم كانوافى كلامهم
العادى يراعون أو يعرفون أحكام التجويد لأن هذا من العلم الذى
علمه جبريل للنبى صلى الله عليه وسلم ,وهذا مقتضى قوله تعالى
"فإذا قرأناه ".أى أن هذه الطريقة خاصة بالقرآن فقط يجب ألاتنقل
إلى غيره سواء أكان حديثا شريفا أو عاديا .ولا يمكن إثبات أن
الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته رضى الله عنهم كانوا
يقرؤون احاديث بأحكام التجويد .
أعود وأقول :لقد جاء القرآن صادما لعقول العرب وآذانهم بمعانيه
وكلماته ونغماته وهى من خصائصه التى لايشاركه فيها كتاب آخر .
فليكن كلامنا بالطريقة المعهودة حتى إذا تلونا القرآن تلوناه بطريقته الخاصة وأحكامه المعروفة .
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .
التعليقات (0)