بقلم: محمد أبو علان:
http://blog.amin.org/yafa1948
بعد الإعلان عن فشل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط " جورج ميتشل" في إقناع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بتجميد الاستيطان بات بحكم المؤكد أن قمة ثلاثية فلسطينية إسرائيلية أمريكية لن تكون في اجتماع الأمم المتحدة في نيويورك.
ولكن الواقع جاء بغير كل التوقعات والتحليلات، وبشكل مفاجيء أعلن عن عقد هذه القمة الثلاثية على هامش اجتماع الأمم المتحدة، وبعدها كان الجانب الفلسطيني هو الطرف الوحيد المطلوب منه تقديم التبريرات بسبب حضور هذه القمة، الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية "نبيل أبو ردينة" صرح بأن هذا اللقاء لا يعني بدء المفاوضات، ولا يعني أن شروط التفاوض مع الجانب الإسرائيلي قد تغيرت.
فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وعلى رأسها الفصلين الأساسيين فيها، الجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية رفضا هذا اللقاء داعين الرئيس الفلسطيني للتراجع عنه، واعتبرا الموافقة عليه خضوع للموقف الأمريكي.
حتى أن صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ذكرت أن اللجنة المركزية لحركة فتح حذرت الرئيس من حضور قمة ثلاثية مع "نتنياهو" كون مثل هذا الحضور سيعتبر ضربة قوية لحركة فتح وتقوية لحماس حسبما نقل مراسل الصحفية "آفي سخروف"، مقابل الموقف الفلسطيني جاء موقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي الذي أعلنه في مقابلة مع القناة العاشرة الإسرائيلية بأنه لم يطلب هذا اللقاء ولم يسعى إليه.
من خلال هذه المواقف الفلسطينية ثبت بالوجه الشرعي أن الخطوة التي أقدم عليها الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" هي خطوة فردية غير متوافقة لا مع موقف تنظيم حركة فتح الذي جدد له رئاسته للحركة قبل أسابيع فقط، ويأتي كذلك ضد إرادة ومواقف فصائل منظمة التحرير الفلسطينية التي كان الرئيس حريص على تجديد وتفعيل لجنتها التنفيذية بانتخاب أعضاء جدد لها بدل من توفوا لكي تكمل اللجنة نصابها القانوني.
وتأتي هذه القمة بمثابة ضربة أخرى توجه لمنظمة التحرير الفلسطينية من داخلها في ظل دعوات وخطوات الهدف المعلن منها هو إعادة تفعيل منظمة التحرير الفلسطينية لكي تأخذ دورها الريادي والحقيقي في قيادة الشعب الفلسطيني خاصة في ظل الخلاف الفلسطيني الداخلي حول شرعية تمثيل منظمة التحرير للشعب الفلسطيني.
والأكثر من ذلك أن قرار الرئيس بحضور القمة الثلاثية جاء ليؤكد الرأي القائل بأن منظمة التحرير الفلسطينية ليست إلا لاعب احتياطي في الساحة السياسية الفلسطينية الداخلية بالنسبة لمؤسسة الرئاسة الفلسطينية، وتستعمل فقط كأداة في الأزمات الداخلية، وأنها لم ترقى بعد لتكون لاعب على الساحة السياسية الدولية رغم مرور أكثر من أربعين عاماً في قيادتها للشعب الفلسطيني.
هذا أن لم نرد الاتفاق مع الرأي القائل بأن هناك توجه لإنهاء منظمة التحرير الفلسطينية لصالح توجهات سياسية لدى البعض في الساحة السياسية الفلسطينية، وما قد يعزز هذا الرأي تسريبات قديمة عن اتصالات كانت في العام 2003 بين بعض الشخصيات الفلسطينية والإسرائيلية التي كانت في مركز صنع القرار في حينه لإنهاء منظمة التحرير الفلسطينية عبر الطلب من الإسرائيليين فرض مضايقات مباشرة على مؤسسات منظمة التحرير وقيادتها، ومنع مؤسساتها من عقد اجتماعاتها في الأرض المحتلة، وبالتحديد مضايقات على الرئيس الفلسطيني الراحل الشهيد أبو عمار.
وبعد هذه القمة يكون الرئيس الأمريكي قد حقق نجاحاً سياسياً شكلياً، ورئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي كان له ما أراد في وقف الضغوطات الأمريكية المزعومة لتجميد الاستيطان من أجل عقد القمة، وما تبقى الانتظار لرؤية الخطوة القادمة لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية بعد هذا التجاهل لموقفها من اللقاء، والتجاهل المطلق حتى لوجودها كمكون رئيسي لمنظمة التحرير الفلسطينية.
moh-abuallan@hotmail.com
التعليقات (0)