مواضيع اليوم

مقامات الماء

فواغي القاسمي

2011-12-21 00:37:43

0

 

ويسألني الماء عني و عنك
و كيفك أنتَ ؟
فماذا أجيب
وكيف أقلم حزنا تراكم بين الشغاف
و روحي تراود بعض النثيث
لتطفي لظاها
لأخفي ملامح ذاك الشعور

ولكنّ غابة صمتي الكثيف
تعبئني في فراغ الظنون
كجدول ماء
تشقق في ضفتية اليباس
و أمحل من شهقة للزهور

يسافر شوقي إلى حيث أنتَ
إلى ظلِّنا المستجيرِ
بأهداب نخلة أسرارنا
إلى سرب ذاك اليمام الذي
يردد في الفجر أشعارنا
إلى شرفة الحبق العاطرة
و سحر العبير

أتعرف ماذا؟
رأيتك بالأمس تأتي أليّ
تجر سحابا من الأغنياتِ
كغرناطة في ليالي السحر
و شدو السمير

و صوت اللحون
يسيل طروبا
من الطرقات ، من الشرفات
وأن كلينا
على ذات مقهى قديم قديم
و أن ابن زيدون كان هناك
وولاّدة
وزرياب في حلة من أثير

رأيتُ ملامحنا في المدينة
نقوش تزين جدرانها
و أشعارنا
قصائدنا الظامئة
تطوف بنا على صفحة النهر في الأندلس
يعمّدنا الماء في نشوة
بضوء انهمار النجوم
يعانق وهج انسكاب القمر
على وقع ترنيمة للخرير

أتعلم أن مرايا الغدير
تراني ، ترانا
فأي انعكاس لذاتي
و أي انعكاس لذاتٍ تراك
فما كنتُ إلاّك فيها بحزني
و ما كنتَ ألاّي فيها
تخبئ في مقلتيك الغياب
و تسدل فوق أنين النوافذ
صمت الحرير

تمهل فدونك في البعد موتي
و دون انتهائي صهيل الهجير




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

LOADING...

المزيد من الفيديوهات