اولا هنالك ارقام لها دلالات مهمة في انتخابات مجالس المحافظات الاخيرة في العراق , ولا اعني هنا التغير اللذي وصف بالكبير في مزاج الناخب وتحول الكثير من الناخبين الى الاحزاب العلمانية والقومية على حساب الاحزاب الدينية وهذا امر اشبع ذكرا وتحليلا , ولكني اعني ارقام اخرى ومنها .
- بلغت نسبة المشاركة الكلية في الانتخابات 51% من عدد الناخبين حسب بيان المفوضية العليا للانتخابات وهذه نسبة وان كانت توصف بالجيدة ولكن اذا ما قورنت بنسبة المشاركة في الانتخابات التشريعية الامريكية الاخيرة في 2006 اللتي بلغت نسبة المشاركة فيها 49% من عدد الناخبين والانتخابات الرئاسية 2008 اللتي بلغت نسبة المشاركة فيها اكثر من 64% فاعتقد ان نسبة المشاركة للناخبين في العراق نسبة قليلة اذا ما قارنا حجم المشاكل اللتي يعاني منها المواطن العراقي واللتي لا يمكن ان تقارن بالمشاكل اللتي يعاني منها المواطن الامريكي , اي انه لايزال هناك عدم شعور بالمسؤولية كبير لدى الناخبين العراقيين لايجاد حل للمصائب اللتي حلت عليهم .
- لو قارنا نسبة المشاركة في هذه الانتخابات والبالغة 51% من اصل 18 مليون ناخب والنسبة المسجلة في انتخابات 2005 واللتي بلغت نسبة المشاركة فيها 55% وسبعة اعشار من مجموع الناخبين وبعد خصم نسبة الناخبين في كردستان اللتي احتسبت في الانتخابت السابقة اضافتا الى كركوك يتبقى 49% وثمانية اعشار ( هذه الارقام من بيانات المفوضية على موقعها www.ihec.iq ) اي ان نسبة المشاركة في المحافظات ذات الاغلبية العربية الاربعة عشر لم ترتفع الا 1% وثمانية اعشار بالمئة فقط على الرغم من تغير الظروف والتحسن الامني الملحوظ اللذي رافق هذه الانتخابات , وهذا يعني ان الاسباب اللتي سيقت في الانتخابات السابقة لتبرير نسبة المشاركة بالتاكيد ليست هي ذاتها في هذه الانتخابات فما هي الاسباب والضروف الجديدة ياترى؟ .
- لو نظرنا الى الجدول التالي فسنجد ان عدد الناخبين المسجلين لدى المفوضية هو 14849699 ناخب بينما كان عددهم يساوي 15568702 ناخبا في 2005 , وبطرح عدد الناخبين في محافظات كردستان وكركوك فان عدد الناخبين المسجلين في 2005 يساوي حوالي 12865385 ناخب في المحافظات الاربعة عشر الباقية , اي ان عدد من يحق لهم التصويت قد ازداد مليونيى ناخب تقريبا ( المعلومات من نفس الموقع) . ولو تمعنا في الجدولين المنشورين لكلا الانتخابين في موقع المفوضية سنجد الحقائق التالية .
- نسبة المشاركين في 2009 لمحافظات نينوى وديالى وصلاح الدين والانبار هي وعلى التوالي 60% , 57% , 61% , 40% . وبجمع النسب وقسمتها على اربع تكون نسبة المشاركين في المحافظات الاربعة ذات الاغلبية السنية تساوي 54% ونصف اي 2080090 ناخبا مقابل اقل من 10-12 بالمئة في الانتخابات السابقة معظمها متئتية من مشاركة الاكراد والمسيحيين والشيعة وغيرها من الاقليات في هذه المحافظات .
- نسبة المشاركين في 2009 للمحافظات الجنوبية ذات الاغلبية الشيعية وهي البصرة , ميسان , ذيقار المثنى , القادسية , بابل , النجف , كربلاء , واسط , فهي على التوالي , 48% , 46% , 50% , 60% , 58% , 56% , 50% , 60% , 54% . وبالجمع والقسمة على تسعة نجد ان المعدل هو 53% ونصف اي 6831741 مقابل اكثر من 85% في الانتخابات السابقة اذا اعتبرنا نسبة المشاركة السابقة في المحافظات ذات الاغلبية السنية هي 15% .
- في بغداد اللتي معظم سكانها من العرب ينقسمون بين المذهبين بنسبة متساوية مع بعض الاعتراضات هنا وهناك يمكن تطبيق النسب السابقة عليها .
اذا نستنتج ان الناخبين المشاركين في الانتخابات لهذا العام من الشيعة قد تناقص عددهم بنسبة لا تقل عن ثلاثين بالمئة وهي نفس النسبة اللتي زاد بها عدد الناخبين السنة مما يشرح سبب ثبات نسبة الناخبين في 2005 و 2009, مما يدل على فقدان الثقة لثلث الناخبين بالمرشحين والعملية الانتخابية في المحافظات الجنوبية وهذا مؤشر خطير يعكس حالة التذمر من مجالس المحافظات , ومن لم يفقد الامل منهم تحول عدد لابأس به منهم الى المرشحين العلمانيين بل وحتى البعثيين السابقين كما في كربلاء , وعلى الرغم من ان المواطنين في المحافظات الوسطى احسوا بخطأ ترك امورهم لغيرهم الا ان الامور المعاشية والخدمات اذا لم تتحسن حتى الانتخابات القادمة فسوف لن نجد من ينتخب بعد اربع سنوات والله فقط يعلم ماذا ستكون ردة الفعل للشعب العراقي المنهك .
التعليقات (0)