مواضيع اليوم

معرض القاهرة الدولى للكتاب

معرض القاهرة الدولي للكتاب

- هذه هي السنة الثانية و الأربعون لمعرض القاهرة الدولي للكتاب.
- حسنة آخرى تضاف لإنجازات عبد الناصر.
- قبل أن يستقر في مكانه الحالي في أرض المعارض بمدينة نصر. كان يتم إقامته في أرض المعارض بالجزيره.
كانت لنا معه ذكريات جميلة. أيام كان في الجزيره. كنا صغار في السن مولعون بالقراءة و بالفتيات الجميلات.
كان المكان ضيقاً ومزدحماً. ورائحة أحبار الطباعة - لم تكن متقدمة كما الحال الآن - وزفير الزوار تخنق المكان.
كان يخفف حدته بعض التحرشات وسرقة النظرات و الأبتسامات. وسعيد الحظ من يظفر بتعارف فموعد فخطابات. حيث لم تكن الموبايلات قد ولدت بعد.
- كنت من الزوار الدائمين و المداومين لمعرض الكتاب.
وكنا نرصد له ميزانيات - ضعيفه - من تحويش المصروف. أو خداع الوالد بأننا في حاجة إلى كتب ومراجع علمية ونشتري بدلاً منها قصص وكتب ثقافية .
لم تكن باهظة الثمن كما هو الحال الآن.
أسست مكتبتى المتواضعة من تراكم الشراء السنوى من معرض الكتاب حيث كان يغرينا خصم 15% & 20% وكنا نؤجل شراء الكتب من عند باعة الصحف لكي نشتريها من المعرض.
عندي كتب مكتوب عليها السعر "3" قروش و القرش لمن لا يعرف هو واحد على مائة من الجنيه وكنا نعرج على سور الأزبكية لنشتري بعض الكتب القديمة بأسعار زهيدة جداً.
فكان بوسعك أن تشتري عشرون كتاباً مثلاً بحوالي ثلاثة جنيهات.
في أيام الجامعة لم يكن الوقت يسعفنا لمذاكرة الكتب أو المذكرات أو حتى "الملزمة" التي تحتوي ملخص المادة بين جنباتها. ومع هذا كنا نسأل الدكتور - أستاذ الماده - عن المراجع العلمية التي من الممكن أن نشتريها. ونقوم بشرائها فعلاً من معرض الكتاب لإعتبارين أولهما المباهاه و المفاخرة بأنك تشتري مرجعاً علميا من معرض الكتاب. و الثاني حتى يراهم والدي في يدي بعد العودة ويرى كتباً باللغة الإنجليزية عساها تخفف حدة الكتب السياسية والأدبية والتاريخية التي أمتلأت بها الشنطة البلاستيك .
وفي عز أيام الدراسة كنا نقرأ الكتب الخارجية الثقافية و نتلهف على تداولها . وأنعكست القراءة و المعرفة على سلوكياتنا فكنا بحق جيل يندر أن يتكرر.
- مازلت أتذكر الشنطة البلاستيكية النظيفة - قبل أن يدخل تدوير الزبالة في صناعة الشنط - بلونها الأبيض و مرسوم عليها تمثال الكاتب المصري الجالس القرفصاء باللون الأحمر أو الأزرق. و كتب تحتها معرض القاهرة الدولي للكتاب الدورة السادسة.

حدث حريق الأوبرا , تم إنشاء أرض المعارض بمدينة نصر . وشرعنا في زيارة معرض الكتاب في مكانه الجديد.
مكان واسع , تصميم رائع , صالات عرض كبيرة , طرق عرض حديثه , يطل على عدة شوارع رئيسية , توجد أماكن كثيرة للإنتظار , زواره بالملايين, كانت الأوتبيسات تقوم بالتوصيل من المحطات الرئيسية من وإلى المعرض في خدمة خاصه طوال أيام المعرض.
من كثرة المعروضات وصالات العرض . لم يكن يوم واحد يكفي للزيارة. من التاسعة صباحاً حتى السابعة مساء اً. فكان بعضنا يذهب مرتين.
- كان يتم اقامته في أجازة نصف العام. حتى يتمكن الطلبه و الأساتذه من زيارته.
ولم يكن هناك نظام التيرم. فكانت أجازة نصف العام لاتخلو من المذاكرة وليست لإلتقاط الأنفاس كما يحدث الآن.
كم كنت ازهو بنفسى حينما يصلنى بالبريد ( المجلة السوفيتية ) التى اشتركت فيها خلال ايام المعرض , وكنت أدل اصحابى عليها ليشتركوا فى العام التالى , رغم عدم وجودمادة ذات قيمة بداخلها , ( مازال عندى منها اعداد للذكرى ) .
وكذلك عضوية منظمة العفو الدولية ومطبوعاتها ,
وفى المعرض كنا نقوم بالمظاهرات ونهتف ضد اسرائيل , قبل ان نفقد لياقتنا ويبتلع الكثير كرامته .
وفى المعرض كنا نقوم بعمل الرحلات لمشاهدة ( هيكل ) والاستماع اليه , نجلس على الأرض لعدم وجود مكان , وذلك قبل ان يتم منعه .
وفى المعرض كنا نحضر الندوات والأمسيات الشعرية وندوة كاتب وكتاب .
الآن :
أسعار الكتب غالية جداً , يتم فتح الباب للجمهور من الثانية ظهراً , الندوات و الأمسيات تافهة , وضيوفها نكرات مغمورون.
لاتستطيع حتى أن تذكر اسم إسرائيل – لا أ ن تتظاهر ضدها -
الباعة الجائلون و المطاعم والمشروبات . أكثر من الكتب.
الكتب فقدت بريقها وحلت مكانها الأسطوانات المدمجة.
الأولاد لا يهوون القراءة ويفعلونها من قبيل مجاملتي.
البنات اللاتى يرتدين الباديهات و الأسترتشات , ولكن تحس بالجهل و الغباء يتخفى خلف العدسات اللاصقة الملونة.
حتى الباعة كانوا مثقفون و ينصحونك. بل كانوا يدلونك على نفس الكتاب ولكن في دار نشر أخرى بسعر أقل لأن ورقه ليس مصقولاً.
الآن : الباعة يلحون عليك ويلقون في وجهك بأوراق الدعاية . فهذا مترجم ناطق. وهذا لاب توب وهذه أشرطة لتعلم الأنجليزية بدون معلم. وهذه أسطوانات في التنمية البشرية وزود طموحك وحقق ذاتك وهكذا , وهذه أسطوانة الشيخ فلان الفلاني.
المعرض لم يكن كما كان.
المعرض لم يعد هذا الذي أحببته.
رغم إلحاح أولادي. فلن أذهب المعرض هذا العام.

كلمات لها علاقة بالموضوع :
- ضيف شرف هذا العام هو روسيا ( كانت الكاتب الروسية أرخص الكتب التي يمكن شرائها من المعرض ) وقد عرضت لصور كثيرة تصور مراحل بناء السد العالي و الصداقة و التعاون بين مصر و روسيا.
- حتى إيطاليا في جناحها تعرض لما قامت به من حفر وتوسعة لقناة السويس وإحتفالات الأوبرا.
ماذا لو كانت أمريكا هي ضيفة شرف المعرض؟
ماذا سوف يكون في جناحها؟
لا أود أن أستطرد وسأترك لذكاء القارىء أن يتخيل جناح أمريكا.


كلمات ليس لها علاقة بالموضوع :
في وسط هذا البحر الهائج و المائج من المعلومات . كم نحن جوعى للمعرفة.

 

 

eg_eisa@yahoo.com





التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

من صوري

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي صورة!

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !