ما حدث توقعته تماما , نتائج الانتخابات المصرية ليس فيها أية مفاجأة , المفاجأة أن يحدث غير ذلك , أصبحت مصر ترتدى السواد , بعض هذا السواد هو قطع من الأعلام التى رفعها أصحاب هتاف إسلامية إسلامية بعد أن مكنهم العسكر من جسد الوطن المنهك , أما معظم السواد فترفعه كل القوى التى حلمت لمصر الثورة , ثورة الحرية والمساواة والمواطنة والإبداع إنه سواد الحداد على مصر الدولة , سبق أن كتبت تحت عنوان - هل ستغتسل مصر بالدم ؟ - , وأظن أن الإجابة -نعم - , . أعرف أن المجاهدين على الإنترنت سيكررون القول الممجوج , وهو أننا نصادر على خيار الشعب , وأننا بهذا ضد الديموقراطية , نعم أنا ضد ديموقراطية تقتل الحرية وتفاضل بين أبناء الوطن على أساس الدين , وسيقول البعض - لماذا لا نعطى للإسلاميين فرصة الحكم ثم نحاسبهم إذا فشلو ونسقطهم فى الأنتخابات القادمة ؟ , وأقول إن هذا كلام مضلل ويعرف قائلوه ذلك , لأن الذين يحكمون باسم الله غير قابلين للمحاسبة أو الإسقاط أيا كانت ممارساتهم , الدولة الدينية حينما تقام تحيط نفسها بسور القداسة وتحميه بكتائب المجاهدين . لقد قامت الدولة الدينية فى مصر او هى على وشك أن تقام إلا إذا حدثت تغيرات دراماتيكية , هنا أسئلة كثيرة يجب طرحها ولكنى لا أملك الجهد لذلك , سأكتفى بسؤال واحد هو - هل ستقبل القوى المصرية المحملة بتراثها الفكرى والحضارى والفنى , هل ستقبل بانهيار هذا الصرح الحضارى بدعوى أن هذه إرادة الشعب ؟ . أرى أن المستقبل يحمل الكثير من الاحتمالات المخيفة , وأرى أنه إذا كان نجاح أحمد شفيق يعنى أن مصر لم تقم فيها ثورة , وأن نجاح محمد مرسى يعنى أن مصر قد قامت فيها ثورة إسلامية , فلا شك عندى أن عدم قيام الثورة أقل خطرا على كيان الوطن وعلى أمن مستقبله , وأنا أوجه ذلك للذين يصرخون فى الفضائيات محذرين من فوز الفريق أحمد شفيق لأنهم بذلك يضربون الدولة المصرية فى مقتل , احمد شفيق لن يكون مبارك , النظام الذى سيقيمه أحمد شفيق يمكن استبداله فى الانتخابات القادمة ’ أما نظام آيات الله فلا يقبل النقض أو الاستبدال
التعليقات (0)