أنتجت دولة مصر في الآونة الأخيرة عدة سلسلات لرسوم الأطفال باللهجة المصرية ثم بعدها شرعت في إنتاج سلسلات دينية وتاريخية باللهجة المصرية كذلك، مع أن هذا النوع من المسلسلات التاريخية تعوَّد المشاهد العربي أو الشعوب العربية على مشاهدتها باللغة الفصيحة حيث تحس وأنت تتفرج عليها بنوع من النخوة والكبرياء والفصاحة العربية، والافتخار بالماضي المشرف بالبطولات العربية التي نفتقر إليها في عصرنا الحالي هذا بالإضافة إلى بعض المشاهد التي تتخللها حركات تهكمية ساخرة تنتقص من كرامة بعض الشخصيات التاريخية المقتدرة..
كما يتم عرض هذه الإنتاجات المنحطة الإخراج على معظم الفضائيات العربية بغزارة، ترى هل ذلك يعود إلى افتقار الممثلين المصريين إلى لغتهم الأم أم أن الأمر يرجع إلى العنصرية التي تجسدها الأنانية والغرور والاستعلاء عن الآخرين بحيث نرى هذه الأعمال الساقطة المستوى تميل للسخرية والعنصرية والاستعلاء أكثر ما تميل لتوعية وتنمية الفكر لدى المشاهد، الشيء الذي سيساهم في تهميش وتقهقر اللغة العربية أكثر مما عرفته بجل المؤسسات الخاصة والعامة التي يديرها أذناب المستعمر الأجنبي ببلدان العرب حيث مازالت ثبتت لغتهم دعائمها بمعظم الدول العربية لتمتاز بالمرتبة الأولى فأصبحت تقوم بوظائف إدارية أساسية عوض اللغة العربية الأم، ثم تنضاف إليها هذه الحرب المقصودة من طرف بعض المخرجين المصريين الذين يتجهون للسخرية بدافع جهلهم وفشلهم في العطاء باللغة العربية الفصيحة.
والسؤال المطروح هو: هل ستستسلم الدول العربية لهذا الغزو الجديد من اللهجات الذي اقتحم بيوت الأمة المسلمة لاغتيال لغتها وثقافتها، ثم لماذا لا تتم دبلجة هذه الإنتاجات بلغة الأم إن كان لابد من استيرادها.؟ أما الأسوأ من هذا كله هو إفساد اللفظ لبعض الحروف العربية المشار إليها أدناه نتيجة النطق الخاطئ الذي يتعمده المصريون مما قد يتلف اللفظ الصحيح لهذه الحروف ويؤثر ذلك مستقبلا على اللغة العربية بسبب تحويل معاني الكلمات إلى معاني أخرى، مع الخوف الشديد أن يؤدي الأمر مع الاستمرارية إلى تغيير المعنى الصحيح لتفسير القرآن بتغيير لفظ الحروف بالطبع وهذا أمر خطير يستوجب الاهتمام البالغ للحفاظ على الشريعة الإسلامية من الانحراف والتخليط والإبهام،، بحيث لن يعود مرة أخرى عهد الوالي زياد بن أبيه الذي انشأ فيه أبو الأسود الدؤلي تنقيط المصحف الكريم حرصا عليه من التخليط والإبهام لكي يصحح لنا لفظ الحروف التي ستغيرها اللهجة المصرية من جديد كما فعل في تنقيطها حيث كانت تفسر بعض الجمل في اللغة العربية آنذاك إلى معاني عدة، إذ كان يقول للكاتب:
إذا رأيتني فتحت فمي بالحرف فانقط نقطة فوقه على أعلاه، وان ضممت فمي فانقط بين يدي الحرف وان كسرت فاجعل النقطة من تحت الحرف.. لذلك يرجى من الإخوة المصريين احترام النطق بالحروف العربية الفصحى أثناء التحدث بها لتجنب هذا الخطأ الفادح في حق لغة القرآن العظيمة كباقي الدول العربية التي هي الأخرى لها لهجاتها ومع ذلك تحترم وتحرص على النطق السليم باللغة العربية عند استعمالها ونحن المغاربة أيضا لنا لهجتنا كباقي الدول ومع ذلك نتركها وراءنا حينما نتحدث بالعربية الفصحى ولا نمزج بينها وبين لهجتنا بدليل أنك إن تحدثت مع طالب بالجامعة أو تلميذ في المدرسة أو حضرت ندوة أو صادفت نشرة الأخبار لن تسمع إلا اللفظ الصحيح والفصيح لكل حروف اللغة العربية بعيدا عن الحروف الدخيلة أو المتغيرة في اللفظ، وذلك احتراما لهذه اللغة السماوية التي نزل بها الذكر الحكيم فيستوجب علينا جميعا احترامها،،
وهذه بعض الأمثلة لبعض المفردات من اللغة العربية التي يتحول معناها إلى معنى آخر، حينما ينطق بها المصريون كمـا تــرى في هــذه النمــــاذج:
قـلم: بمعـنى أداة للكتابـة = ألـم: بمعنى وجع
ثار: بمعـنى هاج = سـار: بمعنى مشى
ضفاف: جمع كلمة ضفة = زفاف: بمعنى فرح
سـوق: مكان لعرض البضائع = سوء: بمعنى شر، إساءة
ظهور: بمعنى بروز، انكشاف = زهور: جمع كلمة زهرة
التعليقات (0)