التظاهرهو :أن يظهر المظلوم ظلامته علانية كتعبير عن احتجاجه لعدم الاستجابة له بالطرق المعتادة ..ومفهوم هذا أنه لابد من اللجوء أولا إلى الطرق القانونية لرفع الشكوى ...
والمعمول به فى الدول الديمقراطية أن المتظاهرين يتقدمون إلى الجهة المختصة بالتصريح لهم بالتظاهر فى مدة محددة ومكان معلوم ولغرض معين وبناء على هذا تلتزم قوات الأمن بتأمين المتظاهرين بشرط ألا ترتكب أعمال تخل بالأمن أو تتعدى على الممتلكات العامة أو الخاصة .
ونحن فى أمس الحاجة إلى هذه الفلسفة الحضارية فى التظاهر ...
وهناك دعوات إلى التظاهر غدا ضد هيمنة الإخوان ...وبصرف النظر عن الاتفاق أو الاختلاف مع هذه الدعوات يجب أن يكون الاتفاق عموما على حق التظاهر السلمى باعتباره أحد مكتسبات ثورة 25 يناير وهذا الحق مكفول بحكم القانون ...ولذا لاأرى داعيا لإثارة البلبلة بشأن هذه التظاهرة ولا أستحسن ماصدر من تحسبات لأعمال العنف وبالتالى إصدار الفتاوى بإهدار دماء من سيستخدمون العنف واتهامهم بالخيانة العظمى وأنا أعتبر صدور مثل هذه الفتوى نوعا من الاستفزاز ...
إن من المسلم به أن مسئولية قوى الأمن حماية الممتلكات بل وحماية المتظاهرين وبالتالى منع من يكدر السلم العام بالقوة إذا اقتضى الأمر فما حاجتنا إلى هذه النغمات التصعيدية التهديدية والتى تصور علماء الدين بمظهر التسلط وممالأة السلطة ؟
وكم أتمنى من لجنة الدستور أن تلتفت لهذا الأمر بالنص على تنظيم التظاهر كما فى الدول المتقدمة وأيا كان الأمر يجب الابتعاد تماما عن هذا الأسلوب الفج فى التخوين وإهدار الدماء هذه التعبيرات يجب أن تختفى من قاموسنا إذا أردنا أن نكون أحرارا بحق وإذا كانت الحرية تعنى فتح كل الأبواب والنوافذ وإتاحة حرية الحركة العلنية لكل التيارات مهما كانت فإن الحرية كذلك لها أنياب تقسو على من يتجاوز حرية التعبير .
التعليقات (0)