مَصْرَعُ رغيف
من ديوان حديث النفس للشاعر اسماعيل بريك صدر سنه 2009
مَصْرَعُ رغيف
رَغيفُ العيشِ يُحْتَضَرُ احْتضَـارَا
وَيَصْرُخُ طَاِلبـاً عَوْنَـاً مِــرَارَا
أتاهُ الفقرُ فـى دَمِــهِ فَأضْحَى
بَــلاَ لَوْنٍ وَلاَ طَعْـمٍ يُجَــارَىَ
وَمِـنْ عَجَبِ اللَّيَالَى أَنْ تــَرَاهُ
صَغيرَ الحَجْــمِ يَنْحَـدِرُ انْحِدَارَا
فَتَصْفَعُهُ يَــدُ الخبَّازِ صَفْعَــاً
وَيُصْعَقُ مـَنْ يراهُ وَقَــدْ تَوَارَى
فـوا أَسَفَا عَلَيْـهِ إذا تَوَلَّــى
وَلَــمْ َيلْـقَ المعُونَـةَ والمزارَا
عجيب امر هاتيك القضاء
يموتُ العيشُ فى عَهْدِ الرَّخَاءِ
وَأَعْجَبُ لو رأيت العيش يبكى
على ما فيـه مِنْ فَرْطِ البلاءِ
سَتُقْسِمُ أننــا يَوْمَاً رأينــا
رَغيفَ العَيْشِ يَبْحَثُ عَنْ دَوَاءِ
أَيُعْقَلُ أن يكـون العيش مُرَّاً ؟
أَيُعْقَلُ أن نعيش بـلا غذاءِ ؟!
أَرَى نفسى تتوقُ إلى الأمانىِ
فَأحْمــِلُ مَرَّةً نَعْشَ الغـلاءِ
رَغيفَ العيشِ قَدْ ذقتُ العَذَابَا
وَألَّبْتَ المواجِـعَ وَالمُصَابَـا
فَلَحْمُ الضَّأْنِ قَدْ هَجَرَ الصَّوَانى
وأنشبَ حِقْدَهُ ظُفْرَاً وَنَابــا
جرام اللحم يوزن من نفيس
ولحم المرء مابلغ النصابا
جياع الخلق قد سئمو التمني
وعاشوا في الدنا عيشا سرابا
فان تظهر هناك لدي طبيب
فلا عيب عليك ولاعتابا
رغيف العيش لاتعجب ليأسي
فاني مذ خلقت وليد بؤس
نصيبي كان في علم ولكن
علي نفسي قضيت شقاء نفسي
طرقت مجالس العلماء حتي
أفقت علي مشيب عم راسي
فذو علم بتاج العلم يغدو
وذو جهل بداء المال يمسي
وتلك مصائر الآيام فينا
يموت المرء لا يحظي بفلس
التعليقات (0)