مواضيع اليوم

مسك الليل لأحمد الشريف - علاء الديب

أحمد الشريف

2014-01-04 10:07:44

0

 

مسك الليل لأحمد الشريف - علاء الديب
هل من الضروري ان نطلق على هذا الكتاب الصغير أسم مجموعة قصص قصيرة , لا أظن ذلك أنه فقط , كتابة جيدة وجديدة , عبر صفحات قليلة , 63 صفحة , خلق احمد الشريف , عالمة الخاص , وحبب إلى القاري التعرف على هذا العالم وتذوقه والتأمل فيه بحساسية أدبية و أختار مفردات هذا العالم ومكابدة التعبير الصادق والاقتصاد المحسوب , واختار الجملة وكلماته و قدم 9 قطع أدبية متصلة منفصلة , قائمة بذاتها , معتمدة على نغمة واحدة , أقول قطع أدبية ولا أقول نص , لأن فى العربية , نصاً واحداً باللام ألف , وبدونها كما أن استعمال كلمة نص , يحمل معنى الكمال والانتهاء وكل هذه القطع والطريقة فى الكتابة من الناحيتين قد تبدأ بداية مختلفة , وقد لا تنتهى أبدا لذلك فإن كلمة القطعة الأدبية , تلائم طبيعة هذه الكتابة وما فيها من مغامرة حرة و للوصول إلى شريحة من العالم الخاص و كذلك كلمة , خلق العالم الخاص قد تبدوا كبيرة ومبالغ فيها فهيا تقال عن الكتاب الكبار الذين يقضون العمر فى التفكير والاختيار والانجاز , هناك عالم ديستفسكى , وعالم هيمنجواي وعالم محفوظ لكنها فى حالتنا هذه تعنى قدرا واضحاً من الخصوصية والاختلاف فى الاختيار وفى التناول وطريقا مفتوحا لتكثيف التعبير وتقطيره مع موهبة منحوتة , كمية الألم والوحدة التى تختفي وراء مشاهدة هذه القطع , حارقة وصادقة , ألم الشاب القروي , الذي أمضي طفولته يجسد الجرذان وهى تختبئ في جحورها والدجاج فى أخنانه , حتى العنكبوت خلف الأبواب والأماكن الخفية , لكى يخرج إلى العالم , هشا ضعيفا غير قادرا على الاقتحام العالم الذي يخرج إليه , قرية فريكسيا , من أعمال الفيوم , وعلى ما يبدوا , خليط له مذاق خاص , يجمع بين الريف , والصحراء والبحر ,طريق كئيب و مصباح إضاءة وحيد مكسورة , سماء سوداء بلا نجوم , صوت أمواج , انقطع فجأة , صمت تام , كائنات العالم , رجال وحدهم بلا ملامح , نساء سمينات لهن سرة كأنها قعر الفنجان وحيوانات وطيور , كلاب على الخصوص , ونباتات واشجار ورد , نخرها السوس و ولكنها تحمل وردة حمراء ثم نبات مسك الليل الذي تفوح رائحته ليلا فقط , ورسامين وأجانب يتناقشون فى الفن والدين والحياة , عالم مغر ولكنه مفارق بعيد , ولا أحد يملك قدرة الاقتحام , ترفع فستانها وقميص نومها حتى ثديها الممتلئين , أري بطنها البيضاء الجميلة , طيات طيات من اللحم فى منتصف بطنها , سرتها العميقة المستديرة , بداخلها عتمة , وددت لو أدخلها , فى تثبيت , طفولى بارع يتم التركيز على السرة ليس كإشارة او رمز , ولكن كوجود مادي محسوس , وهذه هى الخاصية الأساسية التى أكسبت هذه القطعة الأدبية قيمة خاصة فى نظري , فهو يكتب فى موضوعية , مجاز أن يقع فى الرمز , الواضح أو الإحالة المألوفة فى موضوعات أساسية , مثل الجنس والسياسية , المرأة والشق الجنسي , محسوس وموجود لكنه ليس فجأة ولا صادما إلا فى بعض مفردات أري انها لا تقدم ولا تؤخر , يخرج الطفل الذي كان يحسد , الفئران على جحورها , إلى العالم باحثا عن الجنة لكى تكون حياته , قصيدة طويلة تحاول أن تمسك آلة العذاب فى هذا العالم ., , لماذا يعيش كمطارد أو كحيوان يقضى معظم حياته , فى بيات شتوي , لماذا لا اخرج للشمس والناس ؟ محكوم عليه بالمعرفة الجزئية , لا تراكما , ناضجا أو خبرة , هناك أشياء تتشابه مع أشياء وكائنات مع كائنات وشوارع ومدن وقري تشبه بعضها البعض عالم نسخة بالكربون أما النسخة الأصلية فمفقودة ولا أمل في العثور عليها , هذا هو الألم الخارق الحارق , الذي نقله لى احمد الشريف , ما العيب أصلا فى الشكل أو القالب أو البناء الفني الذي يجمع شتات الروح والفكر البناء , بل وتعمد الشكل أحيانا يحيي ما يريد الفنان ان يقوله , بحيطة ويفصله ويضبط الصورة من أجل هذا افتقدت بناء القصة فى هذه الكتابة على الرغم من انه أشار إلى قدراته على تكوينه فى قطعتين , يا وجعك يا توفيق , وبلانسي أسم كلب لا شك عندي فى أن هذه العين وذلك العالم قادرا على تجارب اعرض وأكثر اقتحاما , فرحى بقطع أحمد الشريف الأدبية مسك الليل يجب أن لا ينسيني أن تذكر الفنان أحمد اللباد مصمم غلاف الكتاب , قدم احمد اللباد خلال العامين الماضيين , عشرات الأغلفة التى تميزت بالفنية ودقة التنفيذ الذي يوجب الشكر والإعجاب أما الكاتب احمد الشريف فلا أجد ما أقوله له , سوي ما كنا نقوله فى الستينيات المبكرة هذا كاتب واعد حقا




التعليقات (0)

أضف تعليق


الشبكات الإجتماعية

تابعونـا على :

آخر الأخبار من إيلاف

إقرأ المزيــد من الأخبـار..

فيديوهاتي

عذراً... لم يقوم المدون برفع أي فيديو !